تتّسم الأعمال الإنسانيّة بالبذل والعطاء وهو سلوكٌ لا يمكنه النمو إلا في المجتمعاتِ عالية الحضارة لأنّها تنمّي في نفوس أبنائها الخبرةَ والإحساس بالمسؤوليّة.
مؤسسة صندوق حياة الماليّة مؤسسةٌ عاملة في ريفِ حلبَ الغربي في المجال التنمويّ حيث تُعنى بالشباب والمرأة بشكلٍ كبيرٍ وعملاً بقوله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة).
أطلقتِ المؤسّسة مشروع القروض الحسنة والذي يندرج تحت مسمّى العمل من أجل المال، حيث تقدّم المؤسّسة الأموال لدعم مشاريع صغيرة يستفيد المقترضون منها في توسيع أعمالهم أو تحسينها، وتعتمد فكرة المشروع على توفير تمويلاتٍ متناهية الصغر لمشاريع متنوعة من أجل تحريك العجلة الاقتصاديّة في المناطق المحررة، وهذا ما انعكس إيجاباً إثر تمويل أكثر من 619 مشروعاً بين صناعيّ وتجاريّ وزراعيّ وحرفيّ موزعين على 22 بلدةً في الأتارب وريفها.
يهدف مشروع القروض إلى توفير فرص عمل للشّباب وتمكين المرأة ودعم دورها الفعّال في المجتمع إضافةً إلى ترسيخ مبدأ الاعتماد على الذات، وتتراوح قيمة القرض الواحد بين 300 $ إلى 1200 $ حسب تقدير منسقين تابعين للمؤسسة في كلِّ قريةٍ من ريف حلب الغربي.
صحيفة حبر زارت مؤسسة صندوق حياة – فرع الأتارب والتقت رئيس الوحدة التمويليّة الأستاذ مظفّر دعبول وذلك للاطّلاع على تفاصيل هذا المشروع وآليّة عمله، فقال الأستاذ مظفر (أولاً لا يتم القرض لأشخاص منفردين بل تعتمد المؤسسة في تقديمها على مجموعاتٍ يتراوح عددها من 3 إلى 10 أشخاص وذلك لتكفّل السداد وفي حال تغيّب أحد الأفراد عن السداد وجب على الأفراد البقية سداد قرض ذلك الشخص)
وأشار الأستاذ مظفر أنَّه لا يتمّ أخذ رهائن مقابل الدفع بل نكتفي بوثيقة معينة كصورة عن البطاقة الشخصية للمقترض دون اللجوء إلى كتابة وثائقَ وعقود، وبفضل الله منذ انطلاق المشروع إلى الآن كانت نسبة الالتزام بالسداد عاليةً جداً حيث قُدرت بـ 99.9 % وهذا دليل على الالتزام الجيد من قبل المقترضين.
شروط تقديم القرض وآلية السداد
أولاً الشرط الأساسي في الشخص المقترض أن يكون عمره بين 18و60 عاماً، وثانياً ألا يكون في المجموعة الواحدة درجة قرابة أولى وثانية، وكذلك أن يكون المشروع قائماً أو مدروساً مسبقاً، ويتم استرجاع الأموال عن طريق دفعات، الأولى منها بعد ما يقارب الشهرين من أخذ القرض وذلك على مدار العام لكي يتمكّن المستفيد من زيادة منتجاته وأرباحه.
إنجازات المشروع
97 % من المقترضين أفادوا بأنّ القروض ساعدت في تكبير رؤوس أموالهم وساهمت في استمراريّة مشاريعهم وأكثر من 20 % منهم قالوا هذه القروض ساهمت في تخفيض الضغط على الأطفال ومكّنتهم من العودة إلى مقاعد الدراسة.
ونظراً لسهولة التعامل مع هذا المشروع وأيضاً لأنّه يندرج تحت العادات الدينيّة الخالية من مسألة الفائدة (الربا) المحرّمة شرعاً، وكونها قروضاً حسنة أحلّها الإسلام، ولأنّه لاقى استحسان الأهالي في معظم الريف فقد أحدثتِ المؤسّسة فرعاً آخر في معرة النعمان في ريف إدلب سيبدأ عمله قريباً لإيصال الفائدة إلى عددٍ كبيرٍ من المواطنين في الداخل السوري.
وتتركّز قوّة هذه المشاريع في نقل الناس من مرحلة انتظار الإغاثات إلى مرحلة العمل من أجل زيادة الاقتصاد السوري وإعادة روح العمل، وهي من أهم الأدوات الفعّالة اللازمة لإعادة إنعاش الحياة الاقتصاديّة في زمن الحرب وتوفير فرص عمل لكافة فئات الشعب والقضاء على الفقر المستفحل في المناطق المحررة.