عبد الكريم ثلجة |
تعدُّ بلدة العيس كغيرها من المدن السورية التي كانت مسرحًا للعمليات العسكرية من قِبل النظام وحلفائه، الأمر الذي حلَّف دمارًا في أغلب المرافق العامة وعدد كبير من منازل المدنيين والمدراس التي تعرض بعضها إلى دمار كلي، والبعض الآخر إلى دمار جزئي.
صحيفة حبر الأسبوعية زارت القريبة لرصد الواقع التعليمي في البلدة، والتقت الأستاذ (مصطفى الشواخ ) مدير المدرسة الابتدائية الغربية في العيس وعضو في المكتب التعليمي في المجلس المحلي للبلدة الذي حدثنا بقوله: “إن المدارس في العيس بعد أن كانت تتميز بحداثتها وكثرة تجهيزاتها أصبحت كأنها هياكل عظمية بعد دمار بعضها ونهب معداتها، لكننا في العيس وبجهود فردية وتعاون بين الأهالي والمجلس المحلي والناشطين التعليميين في البلدة استطعنا إعادة تأهيل بعض المدارس تأهيلاً بسيطًا لنتمكن من استقبال العام الدراسي الجديد، حيث قامت منظمة بناء للتنمية بتأهيل 80% من المدرسة الابتدائية الغربية، لكن المدرسة الثانوية العامة للبنين بحاجة ترميم 50% من بنائها بالإضافة إلى الأبواب والشبابيك والمقاعد وأغلب تجهيزات المدارس اللوجستية، وعندنا كل من مدرسة ثانوية البنات، ومدرسة شهداء العيس والمدرسة الابتدائية الشرقية بحاجة إلى تجهيز الأبواب والشبابيك والمقاعد، بالإضافة إلى وجود المدرسة الثانوية الصناعية التي بحاجة ترميم في البناء وتجهيزها.”
وعن وضع التعليم في بلدة العيس تابع معنا الأستاذ (أحمد العلي) وهو مدرس لغة عربية في ثانوية قنسرين قائلاً: “إن عدد الطلاب في البلدة يصل حالياً إلى 1000 طالب موزعين على المدارس، حيث يصل عدد الطلاب في الإعدادي والثانوي إلى 300 طالب، وهذه الأعداد في ازدياد شبه يومي في ظل استمرار عودة أهالي العيس إلى بلدتهم بعد نزوح قرابة ثلاث سنوات وخصوصًا بعد استقرار المنطقة عسكريًّا.”
وتحدث (العلي) عن وجود نسبة كبيرة من الطلاب المتسربين من المدارس، وحين سؤال ذويهم عن السبب كان جوابهم بسبب عدم وجود إمكانية مادية لإرسالهم للمدارس، حيث إن الطالب الواحد بحاجة مبلغ (30 $) تقريبًا من لباس وقرطاسية ليكون جاهزًا لإرساله إلى المدرسة، ونتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة يوجد عدد لا بأس به من الأهالي لا يرسلون أولادهم إلى المدراس بل يفضلون إرسالهم إلى العمل الحر لتأمين معيشة ذويهم.
إصرار على العودة والنهوض بالتعليم في البلدة
تسعى الكوادر التعليمية في البلدة للنهوض بالبلدة تعليميًا واستثمار كافة الموارد المتاحة في سبيل إعادة بلدة العيس إلى موقعها التعليمي المهم في المنطقة، حيث عبر الأستاذ أحمد العلي عن وجود همة عالية لدى القائمين على الملف التعليمي في العيس على تطوير العملية التعليمية في البلدة، ويوجد تعاون بينهم وبين المجلس المحلي في سبيل خلق جو مناسب للطلاب ليكونوا جيلاً متعلمًا ومثقفًا وقادرًا على قيادة المجتمع بكفاءة وفاعلية، حيث قام المجلس مؤخرًا بتجهيز مسرح ومدرج المركز الثقافي في البلدة ووضعه تحت تصرف المدارس في العيس، وذلك بهدف إقامة النشاطات التعليمية والفعاليات الترفيهية والتوعوية للطلاب في بلدة العيس وكامل منطقة ريف حلب الجنوبي.