معن بكور |
ما بين شلالات (كمروك، وبحيرة ميدانكي) وغيرها من المنتزهات التي تستقطب الزوار من ريفي حلب وإدلب بقصد الاصطفاف والاستمتاع بمناظر أشجار (السرو، والكينا، والأشجار المثمرة) في ريف عفرين، بالإضافة إلى المياه الوافرة والجو الرائع، تتكوم أكياس القمامة ومخلفاتها باعثة الروائح الكريهة، حيث تحولت المنطقة من مقصد سياحي إلى مكبات قمامة!
يقول (أبو أحمد حمو) من أهالي مدينة عفرين: “تعدُّ منطقة ميدانكي وشلالات كمروك مكانًا رائعًا وساحرًا لقضاء رحلة عائلية، لتغيير جو المدينة الذي يعج بالزحام وضجة الباعة والسيارات، غير أن تراكم الكمامة في تلك المنتزهات يجعل من المنطقة بؤرة للأوبئة والجراثيم التي تمنعنا من الجلوس بشكل مريح نتيجة انبعاث الروائح الكريهة، فضلاً عن رمي القمامة في مجاري المياه، ما يجعل فرصة السباحة أمرًا مستبعدًا خشية الإصابة بتحسس جلدي قد يصيبني وأولادي في حال سبحنا.”
وتُعدُّ منطقة (ميدانكي، وشلالات كمروك) أكثر المناطق في ريف عفرين زيارة بالنسبة إلى الناس؛ لقضاء ساعات من الراحة مع الأصحاب والأهل، لكن لعدم وجود سلطة محلية تضبط الوضع البيئي وتمنع رمي القمامة في مجاري المياه وحول تلك المنتزهات، تحولت المنطقة إلى مكب نفايات، فتغيرت آراء الكثير من الأهالي حيال المنطقة، وصاروا يتجنبون العودة إليها، وخصوصًا في ظل ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس كورونا، فضلًا عن الأوبئة الجلدية الأخرى كاللشمانيا والجرب.
يفضل (باسل الصالح) من مهجري ريف دمشق في مدينة (عفرين) قضاء يوم العطلة بعد انتهاء عمله في دكانه إلى الذهاب لمسبح خاص على أطراف المدينة لقضاء يومه برفقة عائلته بعد اصطحاب كل ما يلزم من مأكولات وفواكه.
وبحسب كلام (باسل) لصحيفة حبر، فإن “انتشار فيروس كورونا المستجد في المنطقة وكثافة السكان القادمين من شتى المناطق المحيطة، وعدم الاهتمام بضوابط الصحة والتباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى الروائح المنبثقة من مجاري المياه التي حولها الزوار إلى مكب نفايات، جعلني أتجنب الذهاب برفقة عائلتي إلى تلك المنتزهات، والاستعاضة عنها بمسبح خاص قرب المدينة نقضي فيه يومنا بعيدًا عن ضوضاء المنتزهات العامة التي باتت لا تطاق.”
وبحديث لـ(حبر) مع المزارع (أبو إبراهيم جبر) أحد أبناء بلدة (ميدانكي) قال: “أمتلك أرض زيتون بالناحية الجنوبية للقرية يمر عبرها مجرى مياه كانت تجري خلاله المياه القادمة من بحيرة البلدة، فأسقي بها زيتون أرضي، لكن وللأسف أمسى مكبًا للقمامة بعدما أمسى الغادي والرائح يرمي الأوساخ بداخله، فضلاً عن السيارات التي تأتي من المنتزهات المحيطة بالبحيرة لتزيد من رمي القمامة، حتى بات المجرى مسدودًا بشكل نهائي نتيجة تراكم النفايات، ولا من أحد يسمع صوتي من المجالس المحلية المحيطة أو المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.”
وحاولنا التواصل مع المكتب الإعلامي في مدينة (عفرين)؛ للوقوف عند حيثيات المشكلة، إلا أن المكتب لم يتجاوب مع الصحيفة رغم تكرار الأسئلة عليه لتبيان الأمر بشكل واقعي بعيدًا عن الانحياز لطرف دون طرف.