موسى الرحال
تعدُّ الشرطة الحرة إحدى المؤسسات الثورية التي تكوَّنت لبسط الأمن في المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام الأسد، فقد تأسس سلك الشرطة الحرة أوائل عام 2013 نظرا للتفلت الأمني الذي خلفته كثرة الفصائل الثورية، وتنتشر مراكز الشرطة الحرة في معظم قرى حلب وإدلب ومناطق أخرى، وتتولى المخافر الحرة مهمة تنظيم السير والحفاظ على أمن المدنيين في مجمعاتهم المعتادة كالأسواق، إضافة إلى وضع الحواجز (الطيارة) في حال حدوث سرقة أو عملية خطف أو قتل.
جهاز شرطة حلب يتميز عن غيره بهيكليته الإدارية التي تعتمد على تسلسل الرتب.
وقد لاقت الشرطة الحرة استحسان الأهالي في ريف حلب الغربي لعملها الدؤوب لجعل البيئة في الريف المحرر أكثر أمنا، ولأهمية عملها الذي تزاوله على أكمل وجه منذ سنوات، لكن ثمَّة مشكلات تواجه الشرطة الحرة أثناء التحري عن الحقيقة تتمثل بضعف الإمكانيات ونقص الأسلحة والسيارات.
ندرك جميعا دور الشرطة الحرة في الحدِّ من الفوضى العارمة التي كانت تنتشر في المناطق المحررة، فالنهب والقتل كان منتشرا بكثرة رغم انتشار الفصائل والمحاكم الشرعية، لكن بعد تأسيس الشرطة الحرة، ووضع العقوبات المناسبة، تناقصت نسبة الجرائم خوفا من العقاب الذي وضعته الشرطة الحرة.
يشهد جهاز شرطة حلب الحرة تطورا ملحوظا وتوسعا، حيث تم مسبقا فتح مجال لانضمام النساء لأجهزة الشرطة، وتسعى الشرطة الحرة لتوسيع دائرتها لتشمل كافة القرى المحررة، فهناك مشاريع انطلقت لزيادة العناصر والخبرات أحدها دورة تدريبية لإعداد مدربين على النظام الأمني الحديث هدفها إعداد قادة مدربين لعناصر جدد يرغبون بالانضمام للشرطة الحرة.
زارت صحيفة حبر أحد المراكز التي تم فيها تخريج أول دفعة من المدربين، والتقت الرائد (ناصر عبد الوهاب) رئيس قسم التدريب والتأهيل في قيادة الشرطة الحرة، وتحدث عن مهام الشبان الذين تلقوا الدورة وحصلوا على الشهادة قائلا: “انطلقت هذه الدورة بتاريخ 28/6/2017 واستمرت عشرة أيام، تلقى خلالها المتدربون عدة برامج تعتمد على طرق التدريب الحديثة وتطبيقات عملية، كما كان لأداء السيناريوهات ساعات مخصصة من هذه الدورة، حيث تفيد في سهولة التحري والبحث أثناء كشف الجرائم”
وأضاف عبد الوهاب أنَّ المتدربين تمكنوا من مهارة العصف الذهني التي تساعد في الكشف عن أسباب وقوع الجرائم، وأضاف: “إنَّ أبرز مهام المتدربين الذين أصبحوا مدربين إيصال التدريبات التي حصلوا عليها إلى العناصر التي ستنضم لاحقا إلى الشرطة الحرة.”
كانت هذه الدورة الأولى منذ انطلاق الشرطة الحرة وبدء عملها الأمني، وقد تخرج خلال هذا البرنامج التدريبي أكثر من عشرين مدربا سيزاولون عملهم التدريبي في معظم المناطق المحررة للاستفادة من خبراتهم ولجعل سلك الشرطة الحرة أكثر خبرة في خلق الأمن في بيئة المدنيين، ولكسب ثقة الناس تجاه عناصر الشرطة الحرة الذين يؤدون عملهم من أجلهم وفي خدمتهم.