أحمد الصبيح |
تعدُّ تربيةُ الأبقارِ من المشروعات الرابحة، وكانت تربيتها رائجة بكثرة في الشمال السوري ولا يكاد يخلو بيت ريفي منها، لكنها تراجعت خلال سنوات الحرب جراء القصف وصعوبة نقلها أثناء النزوح ونفوق بعضها جراء القصف وانتشار السرقات، ما جعل كثيرًا من الأهالي يعزفون عن تربيتها. لكن بعد الاستقرار النسبي عادت إلى الانتشار في ظل البطالة التي يعيشها الشمال السوري بشكل عام، فالجغرافية مناسبة لتربيتها وهي مشروع تجاري صغير لا يتطلب الكثير من المال لإطلاقه ويمول نفسه بنفسه مع جهد من قبل المُربي.
صحيفة حبر التقت بعدد من المزارعين في ريف إدلب للاستفسار عن كيفية تأسيس مشروع صغير في تربية الأبقار.
المزارع (جمعة العجوب) أحد الفلاحين الذين عادوا إلى القرية بعد النزوح
يقول: “بعد عودتي من النزوح عُدت لتأسيس مشروع صغير في تربية الأبقار كما كنت سابقًا، فقمت بشراء بقرة سعرها ما يقارب ألف دولار، ومعها فلوها (أي صغيرها) الذي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر.
تبلغ تكلفة رعاية البقرة في اليوم الواحد حوالي 2000 ليرة سورية منها 10كيلو غرام ثمن علفها اليومي، والباقي مصاريف أخرى كالماء والكهرباء، فيما تنتج البقرة ما بين 20 إلى 25 كيلو غرام من الحليب، ويباع كيلو الحليب بـ 120 ليرة سورية، في بداية فصل الشتاء، ولكن في نهاية الفصل ينخفض سعره إلى 100 ليرة.”
وذكر العجوبة أنه يريد علف الفلو (العجل) وتسمينه ليبيعه في عيد الأضحى، إذ أصبح عمره الآن تسعة أشهر، ويتم إطعامه بشكل يومي، فهو يأكل بقيمة 600 ليرة يوميًا، ويتم بيعه بعد أن يصبح جاهزًا في السوق بسعر 1500 إلى 2000 ليرة للكيلو الواحد، وهذا يتعلق بحسب عمره وحجمه.
العمل اليومي في المزرعة
بإمكان من يعيش في بيئة ريفية ولديه مكان مناسب مع رأس مال بسيط يُقدر بألفي دولار، أن يشتري بقرة مع مستلزماتها من الأعلاف اللازمة ويبدأ مشروعًا صغيرًا يُمول نفسه بنفسه من خلال بيع منتجات البقرة والاستفادة من وليدها المستقبلي.
وأما عن الأعمال اليومية في مزرعة أبقار، التقينا (بصبيح) الذي حدثنا عنها بقوله: ” في الصباح أُجهز الطعام للأبقار وأحلبها بواسطة حلابة كهربائية، ويستغرق هذا العمل حوالي ساعتين، ثم ظهرًا أقوم بسقايتها وإخراجها من مكانها إلى المرعى إن كان الجو مشمسًا. في المساء، أكرر ما عملته في الصباح وهو تجهيز الطعام واستخراج الحليب. عملي اليومي حوالي 4 ساعات فقط لأغير، أتقاضى في الشهر مبلغًا قدره 50 ألف ليرة سورية أي 100 دولا شهريا.”
الاستفادة من روث الأبقار
نوه (جمعة) إلى أن عددًا من الأشخاص بادروا إلى فكرة استخراج الغاز من روث الحيوانات، لمواجهة شح إمدادات الغاز والمحروقات، وقد انتشرت الفكرة وتم تطويرها، لا سيما أنّ أسعار مواد الطاقة شهدت ارتفاعاً كبيراً، منوهاً إلى أنّ غالبية الأهالي لا يستطيعون شراءها، لذلك لجؤوا إلى استخراج الغاز الحيوي، بالإضافة إلى تحويل المولدات الكهربائية التي كانت تعمل على مادة البنزين إلى العمل بواسطة الغاز المُستخرج.
ومن الجدير بالذكر أنّ مشاريعًا مثل معامل الأجبان والألبان بدأت ترى النور في الأرياف، إلى جانب تربية المواشي والزراعة.