الوقت وقت تركيا ووقت الحفاظ على المنجزات والمكتسبات، نعم أيها الأحرار في كل العالم إنه وقت الحرية وترجمة العشق للوطن بالأفعال، إنه وقت كل حر يتوق إلى مشاهدة الديمقراطية ومتابعة إرادة الشعب وحريته في الاختيار، إذ يخوض الشعب التركي انتخاباته الرئاسية والبرلمانية بآن معًا يوم 24 حزيران التي ستشكل منعطفًا تاريخيًا مهمًا في تاريخ الدولة الحديث، فكل حزب مشارك حدد معسكره واختار حلفاءه لأجل تركيا التي يراها، حيث ينافس في هذه الانتخابات عشرة أحزاب سياسية لدخول البرلمان سُمح فيها لأول مرة بتشكيل تحالفات بين الأحزاب، إذ نلحظ حلفين الأول تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير، والآخر تحالف الأمة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري اليساري العلماني وهو أبرز الأحزاب المعارضة للعدالة والتنمية الذي يأخذ على عاتقه إعادة السوريين إلى وطنهم، وحزب الجيد الذي أيضا يأخذ على عاتقه إعادة السوريين، وحزب السعادة والحزب الديمقراطي، وهناك أحزاب مشاركة ليست ضمن الحلفين هي حزب الهدى الداعم لحلف الشعب، وحزب الشعوب الديمقراطي، وحزب الوطن.
وعلى صعيد المنافسة الرئاسية نلحظ ستة منافسين، فعن تحالف الشعب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، أما تحالف الأمة فقد رشَّح أكثر من شخصية للرئاسة، فممثل حزب الشعب محرم إينجه، وممثل الحزب الجيد ميرال أكشينار، وممثل حزب السعادة تمل كرامولا أوغلو، وأما حزب الشعوب الديمقراطي فمرشحه القابع في السجن صلاح الدين دميرطاش، وأما ممثل حزب الوطن فهو دوغو برينجيك، وتتميز هذه الانتخابات الرئاسية بنظام الجولتين، فإذا حصل المرشح على 50 %على الأقل من الجولة الأولى يفوز بالانتخابات، وإذا كانت النسبة أقل من ذلك فستجري الجولة الثانية للحسم في 8 تموز المقبل يتنافس فيها أكثر مرشحَين حصلا على أصوات.
إن هذه الأحزاب المنافسة لدخول البرلمان ومرشحيها للرئاسة لهي تنوع يعكس لنا المجتمع التركي والحريات التي يعيشها وتتمناه كل الشعوب الحرة التي تنشد الحريات، فتركيا اليوم تعيش نهضة صنعها الشعب التركي بهمة تخر لها الجبال، محال أن يفرط بها ستون مليون ناخب سيقترعون لأجلها يوم 24 حزيران، وفي هذا الصدد نذكر أن هذه الانتخابات ستنقل تركيا إلى النظام الرئاسي بعد أن وافق الشعب عليه بنسبة 86% باستفتاء نيسان 2017 وهذه نسبة لم تحصل منذ العام 1986، وأخيرًا “إن هذه الانتخابات مصيرية، فإما أن تبدد الضباب الذي يحجب طريق تركيا، وإما أن يخيم عليها ظلام دامس”.