ترجمة: ضرار الخضر
وفي رحلة أخرى إلى اسطنبول لنائب الرئيس بايدن في شهر كانون الثاني عام 2016، أمضى بايدن ومسؤولون أمريكيون رفيعي المستوى ساعات يمعنون النظر في خرائط سوريا والعراق مع أردوغان ومساعديه، وكان الهدف الأول لبايدن هو إبلاغ أردوغان الحاجة الملحة لإخراج الدولة الإسلامية من مدينة منبج، فقد كانت المدينة نقطة رئيسية لتدفق المقاتلين الأجانب وتقع على خط الإمداد الرئيسي إلى الرقة، ومحوراً يستخدمه مقاتلو الدولة الإسلامية لحياكة المؤامرات الخارجية، وحقيقةً كانت الولايات المتحدة تعتقد أن عدداً من منفّذي هجوم باريس في تشرين الثاني سنة 2015 قد مروا من خلال منبج، وكان المقترح الأمريكي يقضي باستخدام قسد لعبور نهر الفرات والاندفاع غرب المدينة، لكن أنقرة عارضت؛ فقد رأت أي حركة من قسد نحو جيب منبج خطوة باتجاه توحيد الكانتونين الكرديين وبالتالي صناعة خط أحمر على الأرض، وأكد أردوغان لبايدن أن لديه آلافاً من مقاتلي المعارضة بدلاً من قسد وأن هؤلاء المقاتلين على أهبة الاستعداد للتحرك من منطقة معبر إعزاز-ماريا نحو جرابلس وبعدها الذهاب جنوباً نحو مدينة منبج.
ووافقت إدارة أوباما على تعليق استخدام قسد وفضّلت العمل مع تركيا، التي تمكنت من حشد بضع مئات من المقاتلين، وفي نيسان تمكنت قوة صغيرة مكونة من التركمان ومن الجيش السوري الحر ومن فصائل سلفية –تحت غطاء من طيران التحالف- من تحقيق تقدم في بلدة الراعي (التي تبعد 22 ميلاً شرقي إعزاز) كما استولت على عدد آخر من القرى الحدودية في طريقها نحو جرابلس، لكن بعد هذا النجاح الأولي تمكنت الدولة الإسلامية من تجميع صفوفها ومن ثم هزيمة المجموعات التي تدعمها تركيا، بل أدت العملية إلى خسارة جزء من الأرض التي كانت بحوزتهم قبل انطلاق العملية.
ومع وصول تركيا إلى الإفلاس عاد التفكير الأمريكي بقسد كبديل، وفي أواخر أيار سنة 2016 عبرت قسد نهر الفرات متوجهة نحو مدينة منبج، وبعد شهور من المعارك الدامية وآلاف القتلى والمصابين من كلا الجانبين سقط معقل الدولة الإسلامية بيد قسد في 12 آب، وبعدها بأسبوعين اكتشفت تركيا قوة كبيرة من المعارضة (بعد الهجوم الناجح لفك الحصار عن حلب) وقررت أن تتدخل في سوريا.
درع الفرات
كانت إدارة أوباما قد وعدت بأن تعود كل قوات “الواي بي جي” عبر نهر الفرات بعد تحرير منبج واستقرار الوضع فيها، لكن فشل “الواي بي جي” بذلك (بسط الاستقرار على المدينة) وتصور أنقرة أن مجلس منبج العسكري الذي يحكم منبج -وأغلبيته عربية- يعمل بالوكالة عن “الواي بي جي” زاد من مخاوف تركيا من أن الأكراد في سوريا ربما يسيطرون على ما تبقى من الحدود، ومما عزز هذا التصور إقامة قسد لمواقع دفاعية شمال منبج.
وازدادت الأمور تعقيداً، فبعد محاولة الانقلاب العسكري في تموز من 2016 بدعم من عبد الله غولن (رجل الدين المقيم في بنسلفانيا) تدهورت العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وأنقذت زيارة بايدن إلى أنقرة العلاقات من الانزلاق نحو القطيعة الكاملة، لكن توتراً حقيقياً نشب بسبب رفض الولايات المتحدة تسليم غولن وكذلك إصرار الولايات المتحدة على دعم قسد.
وأطلقت قوات المعارضة السورية المدعومة بالقوات الخاصة التركية والدبابات التركية “عملية درع الفرات”، وعبرت الحدود إلى جرابلس لطرد الدولة الإسلامية وإبعاد الأكراد، وتحركت القوات المدعومة تركياً جنوباً، ومنع تدخل الجيش والدبلوماسيين الأمريكيين اشتباكات واسعة مع قسد قرب منبج، ورغم أن تركيا لم تخطر الولايات المتحدة بالعملية فقد قدّمت هذه الأخيرة قوات خاصة ودعماً جوياً لعملية درع الفرات، في تشجيع للمقاتلين الذين تدعمهم تركيا على التحرك غرباً وباتجاه جنوب غرب لطرد الدولة الإسلامية من شريط البلدات الحدودية، وبعد ستة أشهر من القتال تُوِّجَت عملية درع الفرات بالاستيلاء على مدينة الباب المتاخمة لجيب منبج من الجهة الجنوبية، وبالتالي باتت منطقة بمساحة 772 ميلاً مربعاً تحت السيطرة التركية.
من نواحي عديدة تعتبر درع الفرات نموذجاً من الجهود المشتركة ضد الدولة الإسلامية والتي نوقشت للمرة الأولى في خريف سنة 2014، ومع ذلك فقد تطلب الأمر سنتين حتى حسم أردوغان أمره بشأن التدخل المباشر ضد الدولة الإسلامية، وقبل كل شيء فقد كان تدخل أردوغان موجهاً ضد الأكراد، ومن سخرية القدر (وهي سخريات كثيرة في الحرب السورية) أن تردد أردوغان في العمل ضد الدولة الإسلامية هو الذي أدى إلى علاقات وثيقة جداً بين الولايات المتحدة والواي بي جي، مما لوى يد تركيا في النهاية.
إلى أين نحن ماضون؟
وبغض النظر عن الجهة التي تتحمل مسؤولية المأزق الحالي، فما حدث قد حدث، السؤال الرئيسي هو: ماذا يمكن أن تفعل إدارة ترامب حيال ذلك؟
بالأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية الحيوية للولايات المتحدة بهزيمة الدولة الإسلامية، فلن يكون من الحكمة التخلي عن قسد الآن، رغم كل المماحكات مع تركيا، ومن الصعب أن نرى إدارة ترامب تفعل ذلك، فعلى سبيل المثال لاحظ اللواء المتقاعد تيري وولف؛ نائب المبعوث الأمريكي الحالي لهزيمة الدولة الإسلامية في مؤتمر 26 نيسان (مؤتمر الدول المناهضة للدولة الإسلامية) أن قوات قسد تشكّل: “الطرف الوحيد المجدي لتحرير الرقة”، وأضاف: “كم يمكنك أن تصبر على الدولة الإسلامية وعملياتها الخارجية؟ نحن مستعجلون جداً هنا”.
وليس مستغرباً اختلاف المسؤولين الأتراك، فعلى الأرجح سيطلب أردوغان من ترامب وقف المخططات الأمريكية ووقف قرار تسليح الواي بي جي، محتجّاً بأن الإدارة الأمريكية يجب أن تدعم هجوم الرقة باستخدام آلاف القوات المدعومة من تركيا بدلاً من الواي بي جي واستخدام قوات درع الفرات بدلاً عنها.
لكن لا توجد قوة بديلة كهذه حتى الآن، إذ إن البنتاغون يقدّر تعداد قسد بـ 50000 مقاتل منهم 27000 من الواي بي جي و23000من العرب، وفي الجهة الأخرى لم تتمكن تركيا من حشد سوى بضعة آلاف من المقاتلين لأجل عملية درع الفرات، رغم أن المحللين يعتقدون أن هذه القوة توسعت حتى بات قوامها نحو 10000 لكنهم مطلوبون للسيطرة على المنطقة العازلة التي أقامتها تركيا، وحتى إن سُمِحَ لهم الشروع بهجوم الرقة فأعدادهم تظل قليلة جداً – كما أن التماسك ومنظومة القيادة والسيطرة على قوة متنوعة كهذه أمر مشكوك فيه_ بحيث أنهم لا يمكن أن يكونوا بديلاً موثوقاً عن قوات قسد على المدى المنظور.
بالإضافة إلى أن سبب بسيط يتعلق بالجغرافية، فالقوات التركية ومجموعات المعارضة المسلحة العاملة مع درع الفرات محصورة في منطقة عازلة، وليس واضحاً كيف سيعبرون إلى الرقة، فالتحرك جنوباً وغرباً سيؤدي إلى القتال مع القوات الروسية والنظام السوري، أما إن اختاروا الهجوم على الرقة من الشمال فسيتطلب هذا إذناً بالمرور عبر مناطق سيطرة قسد، وهو أمر صعب التصور، أو الاستيلاء على معبر تل أبيض ومن ثم الاندفاع وقتال آلاف المقاتلين الأكراد والعرب الذين تدعمهم الولايات المتحدة، مما سيكون كارثياً.
ولن تكون فكرة إنشاء قوة أمريكية داعمة لقسد فكرة جيدة إذ إنها ستعزز مخاوف تركيا، ففي الشهر الماضي كشفت تقارير أن موظفين كبار في مجلس الامن القومي الأمريكي طرحوا خيار إرسال عشرات الآلاف من القوات الأمريكية إلى سوريا للاستيلاء على الرقة، لكن مثل هذا التحرك سيمثِّل بالدرجة الأولى غزواً لسوريا، وعندها سيكون هذا خروجاً كبيراً عن “نهج التدخل غير المباشر” الذي يعتمد على الشركاء المحليين للاستيلاء على الأراضي والسيطرة عليها، وفيما عدا التكلفة البشرية سيجعل هذا القوات الأمريكية تتحمل مسؤولية مدينة يقطنها 200000 من الأهالي دون مخرج استراتيجي، وليس مفاجئاً أن البنتاغون لا يحبّذ هذا الخيار، كما أن ترامب كرر مؤخراً رغبته بتجنب إرسال قوات برية لقتال الدولة الإسلامية بالإضافة إلى إحجامه عن الغوص أكثر في المستنقع السوري.
ونظراً لقلة البدائل الجيدة، يجب على ترامب التحرك نحو خيار قسد، لكنها يجب أن تفعل هذا كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تهدئة مخاوف تركيا.
مثل هذه الاستراتيجية يجب أن تتضمن ستة عناصر:
الأولى: حتى مع تعبير ترامب لأردوغان عن الحاجة الملحة لتحرير الرقة مع القوات الموجودة، فيجب على الإدارة تقديم شرح أقوى –على المستويين العام والخاص- لمزايا مشاركة تركيا مع الواي بي دي، فعملية الرقة تبعد قسد عن الحدود التركية وتمنعهم كذلك من وصل الكانتونين الكرديين، كما أن الداعم الأمريكي سيمارس ضغطاً هاماً على قيادة الواي بي دي في شمال وسط وشمال شرق سوريا، مما سيقلص من احتمال أن تصبح قسد كياناً مجاوراً لروسيا وإيران مما يمكن أن يضر بالمصالح التركية.
العلاقات الأمريكية بالواي بي جي وجناحه السياسي حزب التجمع الديمقراطي، تضع الولايات المتحدة في وضع يمكّنها من لعب دور الوسيط بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في حال أبدى الطرفان استعدادهما لاستئناف محادثات السلام، وهذا في صالح أردوغان بالنظر للخسائر البشرية التي تصيب المجتمع التركي بسبب الاقتتال مع حزب العمال الكردستاني، والحقيقة أنه لا يوجد حل عسكري محض للصراع، بالإضافة إلى أنه بعد توطيد سلطته التنفيذية يجب على أردوغان تخفيف المشاعر المعادية للأكراد نظرياً؛ كحاجة سياسية، فمن المهم أن نتذكّر أن أردوغان اتبع ما بين عامي 2012و2015 استراتيجية تهدف إلى إنهاء الحرب مع حزب العمال الكردستاني من خلال تسوية يتم التفاوض عليها, وبنفس الوقت اشتبكت الحكومة التركية مع البي واي دي/واي بي دي على أمل دق إسفين بينهم وبين حزب العمال الكردستاني، لكن هذه السياسة انهارت سنة 2015 بعد عودة دورة العنف وبعد أن أدت مصالح أردوغان السياسية الخاصة إلى اتباع نهج أكثر حزماً اتجاه الأكراد.
وبالتالي فإن مهمة ترامب الأساسية هي تقديم القضية لأردوغان بأن من مصلحة تركيا العودة إلى صيغة من النهج التفاوضي السابق، وأن يبدي استعداده لتقديم المساعدة.
ثانياً، لمعالجة مخاوف أنقرة من أن مساعدة الولايات المتحدة للواي بي جي يمكن أن تؤدي إلى تهديد مباشر لتركيا، يجب على ترامب أن يلتزم الشفافية التامة مع أردوغان حول طبيعة الدعم العسكري الأمريكي المقدم لقسد، فقد قال المسؤولون الأمريكيون إن المساعدات ستتضمن أسلحة خفيفة ورشاشات وذخائر ومدرعات ومعدات هندسية، فيجب على الإدارة أن تنصت لاقتراح البنتاغون بأن يقيس نوعية وكمية الأسلحة والذخائر التي توفرها لقسد، بحيث تتأكد قدر الإمكان من أن عملية الرقة لن تشكل أي خطر على تركيا، كما يجب على الإدارة تقديم آلية موثوقة لمعرفة مصير الأسلحة المقدّمة للواي بي جي بحيث لا تعبر هذه الأسلحة الحدود لتنتهي بيد حزب العمال الكردستاني، فإي أسلحة ثقيلة تُقَدم للواي بي جي يجب أن تعود للولايات المتحدة عقب انتهاء عملية الرقة.
ثالثاً، يجب على ترامب تحديد خطة مؤقتة أوسع بين أنقرة وقسد، وإن كانت بعيدة عن الوضع الأمثل كما يراه أردوغان، بما يحفظ المصالح التركية الأساسية باحتواء الطموحات الكردية ويحمي التحالف الأمريكي التركي، لذا يجب على إدارة ترامب تحديد وفرض ظروف محدودة وواضحة للسيطرة على توسع المناطق الكردية ونفوذ الأكراد في سوريا، ويعني هذا عملياً أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتسليم كل المنطقة التي عبرت إليها قسد إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات، وتسليم مدينة منبج لمجموعات مقبولة بالنسبة إلى تركيا، كما يعني تقديم دعم أمريكي إضافي لتوطيد منطقة درع الفرات العازلة كخط دفاع يمنع عودة الدولة الإسلامية وللتأكد من أن الأكراد لن يوصلوا كانتوناتهم بالسيطرة على كامل الحدود السورية التركية، كما يجب على الإدارة التأكيد على معارضتها إقامة دولة كردية في شمال سوريا، ويجب أن تحاول إشراك منظمات لا صلة لها بالبي واي دي أو تنظيمات سياسية كردية أخرى مما يمكن لتركيا التعايش معه في إدارة المناطق التي تسيطر عليها قسد شرقي الفرات، وكذلك الرقة بعد تحريرها.
رابعاً، من الضروري أن يقدم ترامب المزيد من الضمانات لأردوغان بأن الولايات المتحدة ما تزال تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وأن تقدّم المزيد من المعلومات الاستخبارية والمساعدة لتفادي هجمات حزب العمال الكردستاني، ولمزيد من تهدئة المخاوف التركية الأمنية، يجب على الإدارة التأكيد للواي بي جي بشكل لا يقبل اللبس أن استمرار العلاقة العملية مع حزب العمال الكردستاني -وخصوصاً مع مواصلة حزب العمال الكردستاني الهجمات في تركيا- سيجعل استمرار العلاقة مع الولايات المتحدة بعد تحرير الرقة أمراً غير ممكناً، ومع اتخاذ خطوات لمعالجة المخاوف التركية المشروعة يجب على ترامب أن يصر على اتخاذ أردوغان في المقابل إجراءات متبادلة لمعالجة مخاوف الأكراد في سوريا، فعلى سبيل المثال: إذا انسحبت قسد تماماً من شرقي نهر الفرات يجب على تركيا أن تسهّل إنشاء ممر آمن للنقل عبر منطقتها العازلة للسماح بحركة المدنيين الأكراد عبر الكانتونات الكردية المفصولة، وفي مقابل مشاركة أكبر للتنظيمات السياسية الموالية لتركيا في المناطق التي تسيطر عليها قسد، يجب على تركيا أيضا أن تتوافق مع الحكومة السورية المستقبلية بأن توفر درجة من الحكم الذاتي المحلي للمناطق التي تسيطر عليها قسد في شمال سوريا، وفي مقابل نأي الواي بي جي بأنفسهم عن حزب العمال الكردستاني، يجب أن توفر الولايات المتحدة مساعدة مستمرة لقسد.
وأخيراً يجب على ترامب أن يستعد لتقديم خيارات لمعالجة مخاوف أردوغان فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني خارج سوريا، وخصوصاً في شمال العراق، فأردوغان قلق جداً من وجود حزب العمال الكردستاني في منطقة جبل سنجار وهي واحدة من المناطق التي تعرضت للقصف في 25 نيسان، خوفاً من عمل حزب العمال الكردستاني مع إيران لتأسيس جسر بري لنقل الأسلحة من إيران إلى سوريا عبر العراق، وفي هذا المجال تملك الولايات المتحدة نفوذا كبيرا على كل الأطراف الفاعلة ويجب على ترامب استعمال هذا النفوذ، فكما يقول تقرير مجموعة الأزمات الدولية الذي صدر مؤخراً، يمكن للإدارة الأمريكية الاستفادة من قسد ورئيس إقليم كردستان العراق ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لاجتثاث حزب العمال الكردستاني من سنجار، كما يمكن لترامب أن يعرض التحدث مع بغداد لتحذير العبادي من مغبة السماح للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لبناء جسر بري إلى سوريا الذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين العراق وتركيا وعرقلة الشراكة العسكرية طويلة الأمد التي يسعى إليها العبادي مع الولايات المتحدة بعد سقوط الموصل.
لا تمثل أي من هذه الإجراءات عصاً سحرية، ولن يكون أي منها سهل التسويق لدى أردوغان، ولن يدفع أي قدر من التطمينات من قبل إدارة ترامب تركيا لقبول العلاقة الأمريكية بالواي بي دي، لكن اتخاذ الخطوات المقترحة هنا معاً قد يكون كافياً ليمنع انطلاق عملية الرقة ضد الدولة الإسلامية والتحالف التركي الأمريكي ينزلق نحو الهاوية، فهذا ينبغي أن يكون من مصلحة البلدين.
كما هو الحال مع العديد من التحديات العالمية التي تواجه ترامب، لا شك أن الرئيس يكتشف يوماً بعد يوم أن الأوضاع في شمال سوريا معقدة، ربما هي أعقد مكان على سطح هذا الكوكب، لكن بوجود القوات الأمريكية وسط هذه التوترات بين تركيا والأكراد، وباقتراب زيارة أردوغان إلى واشنطن، فليس أمام الرئيس سوى خيار مواجهة هذا الوضع المعقد سريعاً.
صحيفة: فورين بوليسي
الكاتب: كولن كاهل، أستاذ مشارك في برنامج الدراسات الأمنية في كلية إدموند والش لدراسات الشؤون الخارجية بجامعة جورج تاون، عمل كنائب مساعد للرئيس باراك أوباما ومستشارا للأمن القومي لنائب الرئيس جو بايدن من عام 2014وحتى 2017، وفي الفترة ما بين 2009 و2011 شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، حصل سنة 2011 على وسام وزير الدفاع للخدمة المتميزة من قبل الوزير روبرت غيتس، ويعيش الآن مع زوجته وطفليه في واشنطن العاصمة، ويعمل محرراً مشاركاً في حكومة الظل.