قال فهد المصري رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في لقاء مع صحيفة حبر إن تشكيل “حراس العهد الوطني” العسكري ليس ميليشيا أو جناحاً عسكرياً لجبهة الإنقاذ، بل حالة وطنية خلقتها الظروف والضرورة بناء على التوازنات الإقليمية والدولية التي تقاطعت مع مصلحة الشعب السوري.
وأضاف أن التوجهات الإقليمية والدولية الآن هي نحو طرد إيران وميليشياتها، ومحاربة جميع القوى الإرهابية الأخرى، وهذا يتقاطع مع مصلحة الشعب السوري ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بقوة عسكرية ميدانية منظمة، لذلك سعت القيادة العسكرية في جبهة الإنقاذ الوطني إلى تشكيل (حراس العهد الوطني)، وبالتالي سيواجه إيران وأدواتها والعصابات الارهابية الأخرى.
وعن موقف التشكيل من أطراف الصراع في سورية قال: لم يعد هناك جيش للنظام لتتم مواجهته، وما تبقى للأسد ميليشيات محدودة، ومن يسيطر على الأرض ليس الأسد بل روسيا وإيران، وبالتالي المواجهة مع ميليشيات الاسد ليست مفيدة بل سفك لمزيد من الدماء السورية، وعلى الجميع أن يدرك أن المشكلة أساسًا مع الجناح القاتل للنظام وليس مع العناصر الذين أغلبهم مدفوعين بالقوة نحو الجبهات.
ونوه أنه لا يمكن للسوريين أن يواجهوا العالم برمته دفعة واحدة، علينا أن نتمتع بالحكمة والحنكة السياسية والعمل على الدفع على الانشقاقات داخل النظام نفسه الذي يعيش أيامه الأخيرة.
وعن روسيا قال إنها دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، ووجودها حاليًا في سورية مرتبط للدخول بالمرحلة الانتقالية ومنع وقوع حرب أهلية ومنع عمليات الثأر خارج القانون، ووجودها مرتبط بتوازنات إقليمية ودولية ستتغير، دون شك، في مرحلة قادمة.
وتابع: كل السوريين الموجودين في جماعات مسلحة، سواء مع الميليشيات الإيرانية أو ميليشيات النصرة وأخواتها، مدعوّون للحفاظ على أرواحهم بالانشقاق عنها والالتحاق بالصف الوطني، فهؤلاء أغلبهم دفعتهم ضيق الظروف المعيشية للالتحاق بهذه الجماعات.
وعن عناصر التشكيل قال إن عناصر تشكيل (حراس العهد الوطني) جميعهم سوريون، والقسم الأعظم عسكريون، وسيتم استيعاب عدد كبير من الضباط في تشكيلاته.
وأضاف: العدد نحو عشرة ألاف مقاتل في المرحلة الأولى، وسيتم رفع العدد بناء على الحاجة للعمليات الميدانية على سائر الأراضي السورية.
وأوضح أنه تم تشكيل مجلسين عسكريين، الأول في المنطقة الجنوبية، والآخر في المنطقة الوسطى والبادية، وهناك مجالس أخرى ستُعلن تباعًا وستكون المفاجأة في المجلس الذي سيُعلن في الوقت المناسب في الساحل السوري، وبقيادة شخصيات عسكرية ستثير ذهول الجميع مشيراً إلى أن كل المجالس العسكرية تتبع لقيادة موحدة تتعاون وتنسق مع الدول الفاعلة في محاربة الإرهاب.”
من يدعم التشكيل؟
وعند سؤاله عن الجهة الداعمة قال إن “(حراس العهد الوطني) لا يتبع لأي دولة، بل يتبع للشعب السوري ومصالحه الإستراتيجية والحيوية، ونحن سنعمل على الاستفادة من جميع أعداء إيران في سورية، ونعتز ونفتخر أننا ساعدنا على تدمير عشرات المواقع والأهداف الإيرانية على الأراضي السورية، ونفتخر أن عمليات نوعية أخرى ساعدْنا فيها كانت النتيجة التخلص من شخصيات إرهابية خطيرة.”