ترتفع الشعارات التي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل سوريا، ويتضح يوماً بعد يوم أنها خيار غالبية الشعب السوري، الذي يرى في تطبيق تعاليم هذه الشريعة تحقيقاً للعدالة المنشودة التي افتقدها على مرِّ عقود من الظلم والذل.المشكلة الكبرى التي يعاني منها السوريون هي عدم وجود نظرية كاملة في السياسة الإسلامية يُتفق عليها بين المسلمين، فما يراه بعضهم هامشياً، يراه آخرون أساسياً وملحاً ولا يمكن الاستغناء عنه، مما أدى إلى وقوع الاختلاف وتبادل الاتهامات التي وصلت حد التكفير بين جموع المسلمين الذين من المفترض أنهم يقاتلون جنباً إلى جنب لإزالة الظلم الذي أوقعه النظام على الإنسان السوري .هذا الاختلاف جعل غير المسلمين من السوريين أيضاً في قلق وحيرة، فهم في ترقب دائم للمفاهيم التي ستسقر عليها الأكثرية المطلقة، والتي ربما تسهم في تحديد دورهم بشكل أو بآخر في هذا الوطن .لا يسعنا تجاهل حجم الخلافات في هذا الشأن كسوريين إن أردنا بناء وطن يحتضن جميع أبنائه، وعلى علماء مختلف الفرق أن يصلوا لما هو جامع في هذا الشأن إن أرادوا أن يكون لهم دورٌ فيما هو قادم من الأيام، وإلا فإن استمرار الخلاف سيؤدي إلى نسف المشروع بأكمله، وبأيدي أبناء هذا المشروع، لأنهم سيسعون لإفناء بعضهم بتهم الكفر المتبادلة، قبل أن يسعى إليهم أحد ..“إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين” المدير العام / أحمد وديع العبسي