محيي الدين راشدإنَّه المرض الخبيث والداء السقيم الذي استفحل بالشعب السوري، تفرق وشتات، تعدد وضياع، يوم تكالبت علينا الأمم، واتحد العالم بأكمله لقمع ثورتنا المباركة، في حين أنَّ ألويةً وكتائب عديدة لم تعرف طعم الوحدة منذ أربعِ سنين وإلى الآن.فمازال التفرق يدمرنا إلى أن جرعنا كأس العلقم وأصبحنا ضعفاء منهزمين يقتل بعضنا بعضًا. كم أبكاني ذلك الخبر الذي قرأته على الشريط الإخباري “حلب تحاصر والثوار يقتتلون في إدلب”.نعم إنه التعصب والتكبر.. إنها القبلية والجاهلية.. يا له من واقعٍ مرير، ها هم الطغاة والمجرمون في كلِّ بقاع الأرض يتّحدون على كلمة واحدة، جيشهم واحد، رايتهم واحدة،خططهم واحدة، قلوبهم واحدة، هدفهم واحد على الرغم من أن دينهم ليس واحدًا.لقد استكملوا عناصر النجاح وجاؤوا يحاربوننا بأقوى العدة والعتاد، أما نحن فقد استكملنا عناصر الفشل بأكملها للأسف، فجيشنا كتائب متفرقة، قادتنا لاتعدُّ ولا تُحصى، تعددت ألوان الرايات وكأنَّها ألوان الطيف، لكلِّ جنديٍّ خطة، قلوبنا متفرقة، أهدافنا عديدة، نخبئ السلاح والعتاد تحسبًا لأيِّ محظورٍ فيما بيننا، شهداؤنا بلا ثمن وما أكثر المجاهدين!بالله عليكم، أيَّ نصرٍ ترجون، وعن أيِّ فوزٍ تتحدثون؟! كفاكم لعبًا على هذا الشعب المظلوم.أنسيتم ملايين اللاجئين في المخيمات تحت المطر والبرد الشديد ينتظرون نصركم؟أنسيتم آلاف المهجّرين والمغتربين الذين ينتظرون نصركم ليعودوا إلى بيوتهم؟أنسيتم صرخات الثكالى و بكاء الأرامل واليتامى أم أنَّها لم تعد تعنيك؟!اتقوا الله في هذا الشعب المظلوم، توحدوا تحت راية واحدة، جيشوا جيشًا واحدًا، جهزوا الخطط و أعدّوا العدة والعتاد، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم.