جامعة إدلب في المقدمة، ورئيس جامعة حلب يتجاهل الأمر ولا يجيب عن الأسئلة
إعداد: عبد الملك قرة محمد
عاش طلاب الجامعات في المناطق المحررة خلال الأيام القليلة الماضية فرحةً طال انتظارها إثر قبول حملة شهادات جامعة إدلب وحلب والجامعات الخاصة في مِنح الجامعات التركية للدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه).
(صحيفة حبر) تواصلت مع عدد من الطلاب وعدة جهات في الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ والجامعات الخاصة لبحث تفاصيل هذا الإنجاز.
جامعة إدلب.. 25 طالبًا في الماجستير و5 في الدكتوراه
حقق (عبد الله الإسماعيل) خريج كلية التربية في جامعة إدلب ما كان يأمل به حيث قُبل في منحة TürkiyeBursları جامعة (كوجايلي) باختصاص إدارة تعليم.
يقول عبد الله: “هذه المنحة التركية تفتح باب التسجيل للطلاب الأجانب كل عام في شهر كانون الثاني، وتُغلق باب التسجيل في شهر شباط، أي أنّ مدة التسجيل ما يقارب الشهر.”
وأضاف: “بدأنا في التسجيل وواجهنا كثيرًا من الصعوبات، منها عدم وجود جواز سفر مع كثير من الطلاب، فهو وثيقة أساسية بالنسبة إلى إدارة المنحة، إلا أنّ وضع الطلاب السوريين يختلف تمامًا عن باقي الطلاب الأجانب، لذلك تم قبول الهوية الشخصية، بالإضافة إلى صعوبة إعداد خطة بحث علمي، وهذه تعدُّ أهم خطوة في عملية التسجيل؛ لأنّ خطة البحث المُعدّة بشكل جيد تزيد من فرصة قبول الطالب، وهذا ما استغرق منا وقتًا وجهدًا كبيرين.”
ويتابع الإسماعيل حديثه لحبر: “وبقيت طلباتنا في انتظار التقييم حتى شهر تموز، حيث تم تحديد وقت لإجراء فحص مقابلة، وهنا أيضًا واجهتنا صعوبة كبيرة في أن مكان المقابلة تمّ تحديده في مدينة (أنقرة) بتاريخ 27 و28 تموز لجميع المتقدمين، وبعد تواصل من قبل الجامعة مع إدارة المنحة تم الإقرار على إجراء المقابلة أونلاين، فتم تجهيز قاعة وإنترنت في كلية الطب، وتقدم جميع الطلاب للمقابلة، ثم صدرت بتاريخ 26 أيلول وتم قبولي بجامعة (كوجايلي) اختصاص إدارة تعليم، والآن نعمل على تثبيت التسجيل وترجمة الأوراق وتصديقها من قبل الحكومة التركية، علمًا أني تخرجت من كلية التربية في جامعة إدلب العام الماضي.”
(عبد الرحمن حلاق) أيضًا خريج كلية الطب البيطري تحدث عن تجربته وطريقة الحصول على المنحة التركية لإكمال دراسته في الدراسات العليا بالجامعات التركية، حيث قال: “جامعة إدلب تواصلت مع مسؤولين بالمنحة التركية YTP وأصدروا إعلان إيفاد طلاب من إدلب ببعض الاختصاصات، لكن خريجين حصرًا.
وبعد إجراءات التسجيل وصلني القبول النهائي بالاختصاص الذي سجلت فيه مساء يوم الجمعة 25 أيلول، وصباح السبت الماضي استلمت مصدقة التخرج من كلية الطب البيطري بجامعة إدلب، وبفضل الله كان ترتيبي الأول على الكلية وبمعدل امتياز.”
ونوه (حلاق) إلى أن إدارة جامعة إدلب وعدت طلابها بأنها ستساعدهم وتسهل الأمور بالتواصل مع إدارة المنحة التركية بشكل مستمر، وأشار أيضًا إلى أن اللغة التركية ستكون بنظام التعليم عن بُعد، ممَّا يعني أن كل طالب سيبقى في بلده، وفق تصريح إدارة المنحة التركية، أو على الأقل أول فصل دراسي، أي حتى مستوى C1.
بدوره قال الدكتور (أحمد أبو حجر) رئيس جامعة إدلب في حديث مع صحيفة حبر: ” بعد التواصل مع الجانب التركي تم قبول ثلاثين طالبًا وطالبة تخرجوا من جامعة إدلب، ٢٥ طالب ماجستير، و٥ دكتوراه؛ لإكمال دراستهم العليا في معظم الجامعات الحكومية التركية، في مختلف الاختصاصات.”
وكانت جامعة إدلب قد أصدرت يوم أمس الجمعة بيانًا باركت فيه لطلابها المتخرجين من حملة الإجازة الجامعية وحملة الماجستير قبولهم النهائي في المنحة التركية لمتابعة الماجستير والدكتوراه في مختلف الاختصاصات وضمن الجامعات الحكومية التركية.
يجدر التنويه إلى أن جامعة إدلب ستقيم ندوة صحفية في مدرج كلية الطب في إدلب يوم غد الأحد للحديث عن المنحة لطلابها من أجل إكمال دراساتهم العليا في الجامعات التركية.
جامعة حلب في المناطق المحررة.. قبول طالب واحد!
(عقبة خليل) تخرج من جامعة حلب في المناطق المحررة بمعدل ٨٥٪ ثم ذهب إلى تركيا لدراسة التومر في جامعة إسطنبول.
يقول (عقبة): “لقد ترجمت أوراق التخرج من جامعة حلب في المناطق المحررة، وضممت لها شهادة التومر من جامعة إسطنبول، بالإضافة إلى العديد من الشهادات التدريبية الأكاديمية من جامعات أوربية في مجال علم البيانات والمراقبة الإحصائية للجودة، والعديد من المجالات التخصصية الأخرى.”
وأضاف أنه بدأ بمراسلة الجامعات التركية التي أعلنت عن شواغر الماجستير، وحصل على ثلاثة مقاعد أصيلة في ثلاث جامعات، ومقعد احتياط بجامعة أخرى، واستقر خياره على جامعة (حران) بسبب نوعية الاختصاص الجيد فيها، وبسبب قبول أوراق جامعة حلب الحرة، وبسبب التعامل الراقي جدًا من قبل إدارة الجامعة مع الطلبة السوريين.
وأشار (خليل) إلى أن التسجيل لم يكن عن طريق المنحة التركية أو أي منحة أخرى، إنما كان جهودًا فردية وبمساعدة صديقه.
أما عن الصعوبات فهي عند (عُقبة) التوفيق ما بين العمل والدراسة، وقلة الجامعات التي تقبل بشهادة جامعة حلب في المناطق المحررة.
وأكد (خليل) أن عملية التسجيل والقبول شاقة ومكلفة نوعًا ما، ولكن ليست مستحيلة، ويستطيع الطالب إذا كان صاحب همة الحصول على مقعد ماجستير في تركيا.
وختم متمنيًا أن يكون هناك كيان جامعي حكومي يقدم مساعدة وإرشاد ودعم لبقية الطلاب الراغبين في دراسة الماجستير في تركيا.
كما نصح من يريد الإقبال على هذه الخطوة ألَّا يؤجل تحضير ودراسة اللغة التركية أو الإنكليزية في حال كان هدفه جامعة تدرِّس باللغة الإنجليزية، بحيث يكون جاهزًا لتقديم امتحان اللغة فور وصوله إلى تركيا.
صحيفة حبر بدورها تواصلت مع الدكتورة (هدى العبسي) وزيرة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، التي أكدت أن “أهمية قبول طلاب جامعات المحرر في الدراسات العليا تكمن بإعطاء أمل في اعتماد الشهادات.”
وقالت: ” إن هذا القبول خطوة أولى لتحقيق الاعتراف، وبعون الله سينجح طلابنا ويتفوقون ويثبتون للعالم أجمع أن جامعاتنا تخرج طلاب يشاركون في صناعة التغيير، وستسعى الوزارة لتأمين منح للطلاب الأوائل.”
وعن قبول طالب واحد فقط من جامعة حلب، قالت الدكتورة (هدى): “لم يقدم أحد غيره، حتى عندما قابلت ممثلة الخارجية البريطانية في تركيا في مقر الحكومة في عنتاب قالت، وأمام الوزراء، إنها تعترف بجامعة حلب، وإنهم يقبلون الطلاب بمنح، وأعطتني الإيميل الخاص لمدير المنح، وأخبرت رئيس الجامعة لكي يُعلم الطلاب، لكن لم يقدم أحد منهم!”
وبسبب تواصل عدد من الطلاب مع (صحيفة حبر)؛ للاستفسار عن سبب قلة عدد طلاب جامعة حلب المقبولين في الجامعات التركية رغم أن الجامعة تتمتع بمعايير علمية عالية وتتبع للحكومة المؤقتة التي من المفترض أن تملك علاقات جيدة مع الحكومة التركية، تواصلت (حبر) مع رئيس جامعة حلب الأستاذ الدكتور (ياسين خليفة) وطرحت عليه سؤالين:
– ما أهمية قبول طلاب جامعة حلب في الدراسات العليا في جامعات تركية؟
– ما الجهود التي قدمتها الجامعة في هذا المجال؟
لكن للأسف لم يجب على أي سؤال!! ولم يوضح لنا الجهود المبذولة!! واكتفى بالقول: “نرحب بكم في الجامعة في أي وقت حضوريًا لطرح أسئلتكم، ولم نعرف مدى حساسية هذه الأسئلة التي تحتاج حضورًا شخصيًا للجامعة من أجل إجابة رئيسها!”
وأفادت مصادر خاصة لحبر بأن جزءًا كبيرًا من عدم قبول طلاب جامعة حلب في الجامعات التركية بسبب رئيس الجامعة (د. ياسين خليفة)، وضعف تواصله مع الجامعات الحكومية في تركيا، والذي يبرره السيد (خليفة) بعدم اقتناعه بالدراسة باللغة التركية، بحسب المصدر.
كما تواصلت صحيفة حبر مع منظمة مداد الداعمة لجامعة حلب في المناطق المحررة بعد أنباء وصلت من الطلاب عن نية المنظمة التصدي لهذه المهمة، ورفع أسماء طلاب من خريجي جامعة حلب لمنحة تركية قادمة.
الأستاذ (عزام خانجي) رئيس مجلس الإدارة في منظمة (مداد) قال: “منذ البداية نعمل على تأمين اعتماد للشهادات الصادرة من جامعة حلب في المناطق المحررة من خلال التواصل مع الجامعات والجهات التركية وغيرها.”
وأضاف: “المنظمة تواصلت مع جامعة (غازي عنتاب) من أجل قبول الماجستير لبعض الطلاب، لكن للأسف صدر قرار من إدارة الجامعة أن التسجيل يحتاج معادلة لشهادة جامعة حلب الحرة في تركيا، لذلك تم رفض الطلب في غازي عنتاب، وما يزال التواصل مع جامعات أخرى لتأمين قبول للشهادات قائمًا.”
ونوّه (خانجي) أن “قبول طالب كقبول 10 طلاب؛ لأن المبدأ الأساسي هو قبول الطلاب، وهذا الأمر لا يعني الاعتراف أو الاعتماد لشهادة الجامعة سواء حلب أو إدلب أو حتى جامعة الشام؛ لأنها تبقى غير معتمدة، ولن يتم قبوله في التدريس داخل الجامعات الحكومية التركية؛ لأن شهادة جامعته غير معترف بها عالميًا، لكن هذا الأمر مهم ومفيد، ويعدُّ خطوة للأمام، كما يمكن للطالب أن يعمل بالشهادة في القطاع الخاص.”
وختم (خانجي) أن “المنظمة لا تزال تنتظر جوابًا من جامعات أخرى لقبول المزيد من طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة، كما أن قبول أي طالب سوري سواء من جامعة حلب أو إدلب أو الشام يعدُّ كنزًا ثمينًا ونصرًا لنا جميعًا.”
جامعة الشام: 29 طالبًا يكملون تعليمهم في تركيا
(عبد الله المصطفى) كان من بين الطلاب المقبولين، وهو خريج كلية الاقتصاد والإدارة تخصص المحاسبة والتمويل في جامعة الشام العالمية، يقول: “قدمت على المنحة الحكومية التركية بمرحلة الماستر تخصص محاسبة وتمويل، وقبلت بجامعة أنقرة (حجي بيرام)، كانت الصعوبات يوم موعد المقابلة، حيث تحدد المكان بأنقرة والحدود مغلقة، وبعد المراسلات تم إجراء المقابلة Online.”
وأضاف أن “هناك صعوبة بترجمة الأوراق وتصديقها وتقديمها لإدارة المنحة والجامعة من أجل تثبيت المقعد، كما لا يوجد تسهيلات للسفر.”
بدوره قال الدكتور (عز الدين القدور) رئيس جامعة الشام العالمية: “نحن في جامعة الشام سعينا للتواصل مع مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية في سبيل تحصيل اعتراف بالشهادة، واعتماد خريجي جامعتنا للعمل في كل المؤسسات.”
وأضاف أن “الجامعة تسعى منذ نشأتها تسعى لتحصيل الاعتراف، لكن واجهتنا صعوبات أبرزها أن الاعتراف قضية سياسية بالدرجة الأولى، ممَّا دفعنا لبدائل منها رفع المستوى العلمي والأكاديمي للجامعة، وتنشيط العلاقات الأكاديمية، والتواصل مع جامعات أوربية، وعقدنا ورشات عمل لبحث مسألة الاعتراف، وقدمنا خططنا الدرسيّة للجامعات التركية، وحصلنا على إقرار منهم بمطابقة معاييرنا مع المعايير التركية والأوربية.”
وأكد (القدور) أن “الجامعة شجعت طلابها على تقديم طلبات للدراسات العليا في الجامعات التركية والأوربية وساعدتهم ودعمتهم بكل ما تستطيع.”
وكشف أن عدد الطلاب المقبولين هم ثلاثة عبر المنحة التركية، و26 تم قبولهم في جامعة (كاربوك)، منوهًا إلى أن طالبًا سنة ثالثة في هندسة الميكاترونيك في جامعة الشام انتقل إلى تركيا بسبب الظروف وأكمل تعليمه بصفته طالبًا منتقلًا من (جامعة الشام) إلى جامعة تركية، كما أن أحد طلاب الجامعة ينوي متابعة تعليمه في فرنسا بناءً على الوثائق التي تثبت أنه طالب في (جامعة الشام).