معن بكور |
أدى ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية إلى اختلاف واضح في عمليات البيع والشراء عند أغلب المحال التجارية، وعلى وجه الخصوص محال بيع المحروقات الأكثر استخدامًا من السكان، وقد شكل ذلك حالة من الاستياء عند أغلب الناس.
(عبد الرحمن) أحد سكان قرية (كفر كلبين) بريف حلب الشمالي، يروي (لحبر) عن معاناته بشراء مادة المازوت فيقول: “أعمل في محل لحام حديد في القرية، وبسبب انقطاع الكهرباء المتكرر في فصل الصيف اضطر إلى تشغيل المولدة لقضاء عملي في المحل، وعلى الرغم من تسعير المحروقات بالليرة التركية، ولعدم توفر القطع الصغيرة للعملة التركية بين أيدينا، أقوم بدفع سعر المازوت بالليرة السورية.”
ويضيف: “لقد أمست جميع محال بيع المحروقات تعمل بمجال الصرافة إلى جانب عملها ببيع المحروقات، ما يجعل الناس تنفر من ذلك بسبب التلاعب الواضح في سعر الصرف بين البائعين دون رقابة تذكر من المسؤولين عند تثبيت سعر الصرف.”
ومن جانبه تحدث (فارس عوض) النازح من ريف حماة الغربي (لحبر) عن المعاناة والمشاكل التي تحدث معه عند شراء مادة المازوت لسيارته، فيقول: “عدة مرات حصلت مشاجرة باللسان بيني وبين عدة باعة بالمنطقة، بسبب تفاوت أسعار المازوت بين المحال رغم وجودهم في القرية نفسها، وعدم تعدد المصادر لتعبئة خزاناتهم بالوقود، فالكل يأتي بالمحروقات على اختلافها من مدينة (أعزاز) لقربها من قرية (كفر كلبين)، ولتوحيد أسعار المحروقات عند أغلب الكازيات المنتشرة داخل المدينة، فما الذي يجعل هذا التفاوت في الأسعار بين بائعي المحروقات رغم وحدة المصدر وثبات سعر المبيع لكافة المحروقات؟!.”
وفي حديث لحبر مع “(الحاج أبو أحمد)، أحد بائعي المحروقات قال: “في القرية أكثر من 6 محال لبيع المحروقات من بينها دكاني، وأعمل في هذا المجال منذ أكثر من خمس سنوات، وأسعار المواد لدي ربما تختلف عن بقية المحال الأخرى، لكني أعمل بصدق ولا أقوم بخلط المازوت المكرر بالمازوت النظامي كما يفعل البقية، لذلك ربما تكون أسعاري أغلى من باقي البائعين.”
يشار إلى أن المجلس المحلي في مدينة (أعزاز) سعَّر المحروقات بأسعار ثابتة وقفًا لليرة التركية؛ بسبب تأرجح سعر صرف الليرة السورية وتدهورها أمام الدولار في الفترة الأخيرة وعدم ثباتها، وعمم ذلك على كافة الكازيات المنتشرة في المدينة، ولكن عدم توفر القطع الصغيرة للعملة التركية بين أيدي الناس جعل من بائعي المحروقات صرافين بطريقة سببت استياءً كبيرًا بين جميع الأهالي في المنطقة.