الأيام القادمة مهما كانت بعيدة كفيلة دائماً بإيضاح الحقائق وكشفها، التوقيت والمكان والاحداث المرافقة، لا يمكن أن تكون نتاج تنظيم إرهابي يعمل وحيداً، مهما بلغ من القوة والذكاء، هناك دائماً دول تقف خلف عمليات بهذا الحجم، والتاريخ القريب والبعيد يثبت ذلك منذ 11 أيلول 2001، وحتى الآن .
فالمواقف التي تتخذها الدول تصنع بعناية، لتنال تأييد الرأي العالمي، فهناك جريمة كبرى سترتكب ولا بدّ من التحضير لها جيداً، إنّ محاولة إظهار سفاح كبشار الأسد بمظهر المحارب للإرهاب هو أمر مكلف، وعلى الجميع أن يدفع الثمن إذا أرادوا بقاءه حمايةً لأمن إسرائيل والمنطقة .
ولكن لماذا يجب دائماً على الشعوب أن تتدفع الكلفة دائماً، أمناً وأرواحاً وكراهية متبادلة، هنا تكمن المعادلة المختلفة لصناعة الاستبداد في العالم الغربي. فعلى النقيض من العالم العربي الاستبداد في الغرب ليس مرتبط بأشخاص وبتحكم استعباد مباشر، إنه مرتبط بسيادة المفاهيم، التي عندما تحكم، لا يهم بعدها من يكون الشخص الحاكم لأنه سينقاد لهذه المفاهيم عنوةَ، لأن الشعب هو من تبناها خلال رحلة إعلامية طويلة .
شيطنة الإسلام والعرب، جعل الإرهاب هو العدو المطلق، الرهان على الأمن والاقتصاد، وبالاستفادة من الطبيعة الانانية لدى الشعوب، سيجعل المواطن الغربي منقاداً دائماً لتأييد إبادة شعوب كاملة والتغاضي عن إجرام الكثير من المجرمين، بداعي القلق والخوف من البعبع الذي تمت صناعته باحترافية من قبل الدعاية الإعلامية المستبدة والحاكمة والمسيطرة على المجتمع، ولن يتم السماع لمن يقولون عكس ذلك، لأن تأثير الواقع والدماء أقوى، ,واشد إقناعاً، لذلك لا تستغربوا وقوف العالم ضدنا من الآن وصاعداً، فنحن لا نحسن صناعة الإعلام، ولا نحسن الاستجابة له بشكل جيد وعقلاني .
عاطفيون .. هنا تكمن المعضلة .
المدير العام / أحمد وديع العبسي