إي بي سي الأمريكية نقلاً عن وكالة أسوشيتد برس
الكاتبة: لوليتا بالدور
الغارة الأمريكية التي استهدفت اجتماعاً لقادة القاعدة في شهر آذار في سوريا كانت مشروعة ومناسبة، لكن كان ثمة عدد من النواقص في عملية الاستهداف حيث فشل الفريق الذي نفّذ الضربة في ملاحظة أن المباني المستهدفة كانت ملحقة بمسجد مجاور، بحسب تحقيق أمريكي عن الحادث.
خلص التقرير إلى أن مدنياً واحداً ربما أُصيب في الهجوم الذي قتل نحو عشرين من عناصر القاعدة.
وقال الجنرال باول بونتراجر الذي ترأس التحقيق: إن الفريق الذي كان مسؤولاً عن عملية الاستهداف كان حذراً لوجود مسجد صغير بجوار المبنى المستهدف حيث حدث الاجتماع، كما شك البعض في أن المسجد والمبنى المجاور يمكن أن يكونا جزءاً من مجمع ديني، وأضاف أن التحقيق كشف أن المبنى المدمر كان مدرسة وأن المبنى المجاور له كان مسجداً قيد البناء.
وقال إن قوة المهام الخاصة التي كانت مكلّفة بالضربة لم تضف المسجد الصغير إلى المباني المحمية التي لا ينبغي أن تُضرب، وأضاف إن المعلومات عن الطبيعة الدينية للمباني لم تصل إلى القائد الذي أصدر الأمر النهائي بالضربة.
المباني الدينية والمدارس والأماكن المشابهة محمية، والجيش الأمريكي يجب أن يأخذ الموافقة من مستويات عليا ليقوم بضرب مثل هذه الأماكن، إن كان القادة يعتقدون أنها تستخدم لأغراض عسكرية للعدو، أما في هذه الضربة فلم يأخذ القادة موافقة المستوى الأعلى.
نشطاء المعارضة السورية قالوا إن عدداً من المدنيين قتلوا في الضربة، وفي نفس الوقت قال مرصد حقوق الإنسان ومقره في بريطانيا: إن الضربة كانت مجزرة قتلت 46 شخصاً معظمهم مدنيون، كما قالت لجان التنسيق المحلية –وهي مجموعة متابعة أخرى- إن 40 مدنياً قد قتلوا.
ورفضت منظمة هيومان رايس ووتش نتائج البنتاغون قائلة: “إن المدنيين الذين كانوا في المسجد قالوا إن الذين قتلوا كانوا مدنيين”.
الجنرال بونترانجر الذي يشغل منصب نائب قائد العمليات في القيادة الأمريكية الوسطى رفض هذا، قائلاً إن المعلومات الاستخباراتية -على درجة عالية من المصداقية- التي جمعت قبل وأثناء وبعد الضربة خَلُصَت إلى أن قائداً إقليمياً للقاعدة كان في المبنى، والضربة كانت مُناسِبَة لأنها استهدفت مكاناً تجتمع فيه القاعدة، وأضاف أنه لم يجد أي دليل يمكن الوثوق به ينفي أن المبنى كان مقراً لاجتماع عناصر القاعدة.
وقال تقرير هيومان رايس ووتش أن المبنى المستهدف كان يستخدم كمسجد وليس ثمة أي دليل أن اجتماعاً لعناصر القاعدة حدث فيه.
وقالت سارة مارجون مديرة هيومان رايس ووتش في واشنطن: “من الصعب أن نفهم كيف يمكن للبنتاغون أن يحدد بهذه الثقة من قُتِل ومن لم يُقتَل في الهجوم، فالأشخاص الذين أجروا التحقيق لم يتحدثوا مع أي شخص متواجد أثناء الهجوم أو كان متواجداً بعده مباشرة”.
وقال الجنرال بوتراجر: “لم يكن الجيش قادراً على زيارة الموقع أو التحدث إلى أي شخص في موقع الحادث، لكنه جمع معلومات استخباراتية من مصادر أخرى”.
وقالت هيومان رايس ووتش إنها أجرت لقاءات مع الناس بعد الضربة مباشرة ومنهم من كان متواجداً في المسجد وقت الضربة ومع الصحفيين الذين هرعوا إلى مكان الضربة بعد حدوثها مباشرة.
وحسب الجنرال بوتراجر كشف التقرير عدداً من “الأشياء التي يمكن أن نفعلها بشكل أفضل” رغم أنه لم يكن ثمة إهمال وليس ثمة داعٍ لتأنيب أحد من الفريق الذي نفّذ الضربة، لكنه قال إن هذا الفريق كان يجب أن يناقش أكثر طبيعة المباني.
وكان البنتاغون قد عرض صورة تظهر المبنى الأبيض الذي “كان عناصر القاعدة مجتمعين فيه” مدمراً تماماً بينما المسجد الصغير والمباني المجاورة متضررة بشكل طفيف.
ترجمة: ضرار الخضر
رابط المادة من المصدر:
http://abcnews.go.com/Politics/wireStory/us-report-finds-shortfalls-airstrike-aleppo-mosque-47891502