كشف تقرير استخباري إسرائيلي، عن تزايد الأنشطة الخاصة بمجال الحرب الإلكترونية بالمنطقة بشكل ملحوظ، ويقول إن هناك أطرافًا، وعلى رأسها الروسي والأمريكي، يسعيان لتعزيز القدرات الاستخبارية بالمنطقة، بهدف تكوين صورة دقيقة للأوضاع، من خلال الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول ما يدور من أنشطة.
وطبقًا لما أورده موقع “نتسيف نت” الاستخباري، مساء أمس السبت، فقد لاحظت الاستخبارات الروسية مؤخرًا وصول وفد من ضباط الجيش الأمريكي إلى قبرص، وسعت جاهدة لمعرفة الأسباب التي قادتهم إلى هذه الزيارة، قبل أن يتبين لها أن غالبية أعضاء الوفد العسكري الأمريكي من المتخصصين في مجال الطبوغرافيا العسكرية.
وذكر الموقع أن شعبة الطبوغرافيا العسكرية بالجيش الأمريكي، ولا سيما خبراء القسم المكلف بمنطقة الشرق الأوسط، جابوا أرجاء المنطقة بحثًا عن مواقع ملائمة لبناء قواعد عسكرية ومواقع للجيش الأمريكي على أراضي الدول الحليفة بالمنطقة، وذلك منذ الغزو الأمريكي للعراق.
وأكد أن حالة من الزخم في هذا الصدد ظهرت بشكل واضح عقب إسقاط طائرة تجسس روسية قبالة مدينة اللاذقية السورية بواسطة الدفاعات الجوية للجيش السوري، في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال غارة شنها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع إيرانية بالمدينة، وما أعقبها من قيام موسكو بإرسال 3 بطاريات صواريخ من طراز “إس-300” إلى سوريا، ونظم حرب إلكترونية هي الأكثر تطورًا في الترسانة العسكرية الروسية، تغطي مسافة 300 كيلومترًا.
وأشار الموقع، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت الرد على الخطوة الروسية، فضلا عن خطوة إيرانية تتعلق بنشر أنظمة تجسس في سوريا ولبنان، وتعمل على نصب أنظمة حرب إلكترونية متطورة للغاية، تستهدف شل القدرات الروسية والإيرانية في هذا المجال.
ونوه إلى أن الوفد العسكري الأمريكي الذي توجه إلى قبرص الأسبوع الماضي، ويضم ضباطا متخصصين في مجال الطبوغرافيا العسكرية، يستهدف البحث عن مواقع مناسبة لإقامة قاعدة أمريكية هناك، سيكون دورها شن حرب إلكترونية باتجاه سوريا ولبنان.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من أن الموقع الأنسب لمثل هذه الأنشطة هو تركيا، لكن الجيش الأمريكي تعلم من درس قاعدة “انجرليك” الجوية والعلاقات غير المستقرة مع أنقرة، في هذا الصدد، ومن ذلك أيضا، توجه الأتراك لشراء أنظمة دفاعية روسية من طراز “إس 400” في وقت تعمل الولايات المتحدة على تحييد قدرات هذه الأنظمة داخل سوريا، ومن ثم تم اختيار قبرص لهذه المهمة.
وبحسب التقرير، أدركت موسكو فورًا المغزى من زيارة الوفد الأمريكي المتخصص قبرص، وسارعت إلى توجيه تحذير للحكومة المحلية هناك، وأبلغتها أنه لا ينبغي عليها السماح ببناء قاعدة أمريكية من هذا النوع على أراضيها، وإلا سيعني الأمر تدهور العلاقات بشدة بين نيقوسيا وموسكو.
وأوضح التقرير أن أمريكا التي رأت ظهور اللاعب الروسي الكبير في مجال الحرب الإلكترونية والفضاء السيبراني بالمنطقة، وجدت الفرصة سانحة لاظهار أحدث ما توصلت إليه في هذا المجال، وقررت عدم ترك إسرائيل وحدها في هذه الساحة، ومن ثم قررت إدخال نفسها كلاعب رئيسي ضمن “لعبة الكبار”.
واختتم بأن المنطقة المحيطة بإسرائيل حاليًا، تتحول إلى حقل هو الأكبر على الإطلاق في العالم، في مجال الحرب الإلكترونية والعمليات السيبرانية، وذلك بين القوة الروسية والأمريكية، متسائلا إذا ما كان الأمر سينعكس بالإيجاب أم بالسلب على إسرائيل والمنطقة؟.