إعداد : ضرار الخضر |
نشرت صحيفة صندي تلغراف مقالاً كتبته، جانيت ديلي، عن الخلافات بين الدول الغربية بشأن إيران، إذ ترى أن روسيا هي الرابح الوحيد في النظام العالمي الجديد.
وتقول جانيت: “إن السؤال الأهم في السياسة الخارجية اليوم هو كيف تتعامل مع دولة مارقة تتحدى القانون الدولي وتنشر الدمار؟” وترى أن الدول الغربية عاجزة عن صياغة إجابة موحدة عن هذا السؤال الجوهري، وتضيف أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى لم يفعل شيئا لمعالجة مسألة دعم إيران للإرهاب في المنطقة وفي العالم، كما لم يفعل شيئا في الحد من تطوير الصواريخ الباليستية التي يمكنها حمل رؤوس نووية، ويمكن لإيران صنعها بنص الاتفاق، وترى أن الجميع كان يعرف أن الاتفاق هدفه الأساسي مجرد ربح الوقت، فالفكرة الأمريكية هي الاعتماد على الشباب الإيراني المتعلم والمحب للغرب في استغلال هذه الفترة للدفع بالبلاد إلى التفكير العصري، وبروز قيادة معتدلة أقل عدائية تجاه الغرب قد تدفع بالبلاد نحو التغيير، فضلا عن العائدات المالية التي توفرها رفع العقوبات.
لكن شيئا من هذا لم يحدث، فالأموال التي حصلت عليها الحكومة لم تصرف على تحسين حياة المواطنين وتوفير الرفاهية لهم، بل على الأسلحة والصواريخ التي تنشر في سورية واليمن.
وردا على سؤال، ما العمل مع الدول المارقة؟ تقول جانيت: “إن الخيارات المطروحة هي أن تُفرض عليها عقوبات حتى تُفلس وتَخرج شعوبها في احتجاجات ضد الحكم، أو تخيفها عسكريًّا عن طريق حلفاء في المنطقة، أما الخيار الثالث هو أن تدفع لها رشوة في شكل اتفاقيات تجارية تفضيلية، قد توفر لشعوبها الرفاهية.”
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه في البيت الأبيض اختاروا الصيغة الأولى. وترى الكاتبة أن روسيا هي التي تقف وراء كل هذه الفوضى، فهي مصممة على إيجاد دور لها في العالم.
ونشرت صحيفة صندي تايمز مقالًا كتبه، نيال فرغيسون، يقارن فيه بين باراك أوباما ودونالد ترامب في التعامل مع إيران وبرنامجها النووي، إذ يقول كاتب المقال: “إن الذين يكتبون عن سياسة ترامب ويصفونها بالمتهورة ليتهم نظروا في تهور سياسة سلفه أوباما.” وذلك في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما مع إيران، ويقول: “إنه لم يكن يهدف إلى تأخير برنامج طهران النووي 10 أعوام، إنما كان هدفه أيضا تطوير إستراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها لتصبح بحلول عام 2025 في وضعية أقوى تمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية، فهدف أوباما كان إحداث توازن للقوى في المنطقة، لكن الذي حدث هو أن طهران حصلت على 150 مليار دولار من الأصول المجمدة، وفتحت لها المبادلات التجارية على مصراعيها بعد رفع العقوبات، ولم يتضمن الاتفاق بندًا ينصُّ على عودة العقوبات إذا استعملت إيران هذه الأموال في دعم حزب الله وحماس وبشار الأسد في سورية والحوثيين في اليمن.
وكان أوباما يتوقع أن ربح الوقت سيؤدي إلى توازن القوى، لكن الذي حدث هو تصاعد النزاعات المسلحة، وكانت الخطة تبدو غاية في الذكاء، لكن الواقع أثبت أنها متهورة.
ويرى الصحفي أن سياسة ترامب عكس سياسة أوباما ذلك تماما، فقد طمأن حلفاءه، ليس في السعودية وإسرائيل فحسب بل في الدول العربية الأخرى، أنه يقف في صفهم ضد التوسع الإيراني، وتم ذلك باستثناء مشكلة قطر، وفي العام الثاني أعلن إعادة العقوبات على إيران وشموليتها للشركات الأوروبية، كما مارس الضغط على جميع الدول التي تدخلت فيها إيران.
ويضيف الكاتب أن إيران لا تستطيع تحمل العقوبات وتمويل قواتها في الخارج. وإذا حسبت أن روسيا ستساعدها، فعليك أن تتذكر مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين الأسبوع الماضي.
https://www.thetimes.co.uk/article/trump-outwits-iran-in-a-spaghetti-gunfight-t5rn66dxd
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالًا كتبه، كون كوفلين محرر شؤون الدفاع في التلغراف وكبير المحررين في الشؤون الخارجية، يصف فيها العلاقة بين إيران وروسيا بأنها “زواج منفعة”، لكنه يتهم طهران أنها تضمر شرًّا.
ويقول كوفلين: “إن موسكو لم تكن قط مرتاحة في تحالفها مع طهران منذ إطلاق الحملة العسكرية في سورية، فالهدف المشترك بينهما هو بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في منصبه. ويضيف أن روسيا “لم تتدخل عام 2014 إلا بعدما أبلغها فيلق القدس الإيراني أن نظام الأسد يوشك على الانهيار” ولا بد أن زوال نظام الأسد سيكون له تبعات على مصالح روسيا وقواعدها العسكرية في البلاد.
أما إيران، حسب الكاتب، فإن علاقاتها مع دمشق تمكنها من تعزيز نفوذها في العالم العربي، وبغض النظر عن إمداد حزب الله بالأسلحة، فإن المليشيا الإيرانية والشيعية الموالية لها استغلت الحرب الأهلية في سورية لإنشاء قواعد عسكرية لها.
ويرى كوفلين أن حرص إيران على استغلال تحالفها مع الأسد لفتح جبهة جديدة مع إسرائيل أثار بعض التوتر بين طهران وموسكو؛ لأن الكرملين لا يسعى إلى إثارة نزاع مع إسرائيل، بل العكس هو الصحيح، لأن بوتين له علاقات متميزة مع نتنياهو، إلى درجة أن موسكو أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب أهداف إيرانية في سورية.
ويضيف أن أي تحالف بين إيران وروسيا هو أقرب إلى “زواج المنفعة” منه إلى الشراكة الإستراتيجية القوية. ويعتقد الكاتب أن أحسن وسيلة تمكن الروس من الحفاظ على قواعدهم العسكرية في سورية هي إقناع إيران بوقف سلوكها العدائي تجاه إسرائيل.
ونشرت صحيفة التايمز مقالًا تحليليًّا كتبه ريتشارد سبانسر يتحدث فيه عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو وإبلاغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالضربات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في سورية،
ويقول سبانسر: “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي حضر احتفالات عسكرية في روسيا الأربعاء، لكن هدف الزيارة كان أهم من حضور الاحتفال وهو إخطار موسكو بطبيعة الرد الإسرائيلي على إيران “
وجاءت الغارات بعدها سريعةً ردًّا على هجمات استهدفت هضبة الجولان، التي كانت بدورها ردًّا على غارات استهدفت قاعدة عسكرية وأدت إلى مقتل 7 من أفراد الحرس الثوري الإيراني.
وقررت إيران الرد على الهجوم بنفسها، ولم تُكلف المليشيا التي جلبتها ودربتها في سورية ولبنان، وكانت إسرائيل هددت بأن ردها سيكون بالقوة متناسبًا مع الهجوم الإيراني.
ويرى الكاتب أن استهداف الجولان السورية المحتلة عام 1967 لا يعد تصعيدًا خطيرًا ضد إسرائيل، يستدعي ردًّا على إيران نفسها.
ويضيف أن طبيعة الهجمات والمواقف تبين أن إسرائيل وروسيا وإيران متفقون ضمنيًّا على الحدود التي يصلها النزاع، لكن الأمر خطير، على حد تعبيره، إذا تمَّ مسُّ كبرياء القوات المسلحة الإسرائيلية.
وقد حذر وزير الدفاع الإسرائيل، إفغدور ليبرمان، من أن بلاده ستدمر نظام الدفاع الصاروخي الذي اشترته سورية من روسيا.
تُعد صحيفة حبر تقرير الرصد الاسبوعي لأهم ماورد في الصحافة الغربية حول القضايا التي تهم الشارع العربي عموماً والسوري بشكل خاص . يصدر كل ثلاثاء بشكل مكتوب ويُعرض على منصات حبر كفيديو ظهر الأربعاء، تم إصدار التقرير الأول 19-12-2017