محمد نور يوسف |
“أصبحت الربطة صغيرة جداً ولا يوجد فيها بركة وثمنها 200 ليرة، كنا في السابق نأكل رغيفًا ونشبع وكانت ربطة الخبز تكفي العائلة المتوسطة يومًا كاملاً ويزيد منها، لكن اليوم أصبح الرغيف صغيرًا ورقيقًا، وإذا أرت أن تأكل منه لتشبع تحتاج ثلث الربطة”.
“نعم الخبز متوفر في المناطق المحررة، والأفران الخاصة كثيرة، ومندوبو الأفران لا يهدؤون في توصيل الخبز الطازج للبقاليات والبسطات في الطرقات، لكن المشكلة ليست هنا، إنما في الغلاء النسبي في ثمن ربطة الخبز، بغض النظر عن النوعية لأننا لسنا في صدد طرح موضوع جودة الطحين المتوفر في الأسواق”
كان ذلك غيض من فيض استطلاعات الرأي التي أجريناها مع المواطنين في الشارع حول ربطة الخبز التي تُباع وتُوزع في إدلب، والتي كلها تدور في الفلك نفسه.
قمنا بمتابعة موضوع (ربطة الخبز) في مدينة إدلب فأخذنا رأي الأفران، وزرنا مديرية الحبوب ومديرية التموين لمعرفة أسباب غلاء ربطة الخبز حاليًا.
من وجهة نظر الأفران
مسؤول فرن خاص فضل عدم الكشف عن اسمه واسم فرنه يقول: “الطحين ليس متوفرًا بشكل دائم، وهذا مُتعلق بحسب ما يسمح بدخوله من الجانب التركي وهو المصدر الوحيد. نحن نشتري الطحين من التجار في المناطق الحدودية بسعر يتراوح بين 320 إلى 340 دولار للطن الواحد.”
متى ترفعون سعر ربطة الخبز ولماذا؟
“يتأثر سعر ربطة الخبز بسعر الدولار لأننا نشتري الطحين بالدولار ونبيع الخبز بالسوري، وكذلك ارتفاع سعر المازوت يؤثر؛ لأن إنتاج الخبز يعتمد على المازوت بشكل أساسي مما يضطرنا لإنقاص وزن الربطة أو إنقاص عدد أرغفة الخبز، نحن نحسب سعر طن الطحين وكم يحتاج من مازوت ومواد أخرى ثم نقسم السعر على ربطة الخبز، ولا يوجد عندنا مرابح كثيرة لأنه يوجد لدينا أجرة عمال وتلف.”
ما هو وزن ربطة الخبز عندكم وكم رغيفًا يوجد فيها؟
“وزن ربطتنا يتراوح بين 870 غرام إلى 900 غرام وحالياً ربطتنا فيها 12 رغيفًا، كانت 13 رغيفًا منذ شهر ونصف قبل غلاء الطحين والمازوت.”
هل هناك جهة مسؤولة طلبت منكم وزنًا معينًا أو جودة معينة أم أنكم تصرفتم لوحدكم؟
“لا لم يطلب منا أحد أي شيء لأننا فرن خاص وليس عام”.
أبو إبراهيم مدير المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في إدلب يجيب
“نعمل في المديرية على تأمين المواد للمخابز العامة فقط ونشرف عليها، فنشتري لهم الطحين والمازوت والخميرة أيضاً والأكياس لتعبئة الخبز.”
كيف تأمنون الطحين؟
“نحن نشتري الطحين من التجار بسعر السوق والمازوت والخميرة أيضاً، ولا نطحن أي حبوب لأنه لا توجد مطاحن صالحة للعمل أولاً، ولا توجد كهرباء لتشغيل هذه المطاحن، وإن وُجدت فإن هذا الطحين سوف يزيد سعره عن الطحين المستورد الموجود في السوق.”
هل هناك فرق بين الأفران العامة والأفران الخاصة؟
” في إدلب فرنان تابعان لنا (الأول والإدلبي) نبيع الربطة التي وزنها 1كغ بمبلغ 200 ل.س ونوزعها للمراكز لتباع بالسعر نفسه، ويوجد ربطة وزنها نصف كيلو بسعر 100 ل.س، أما باقي الأفران الخاصة يكون وزن الربطة فيها أقل من 900 غرام.”
يقول معظم الناس إن خبز أفرنكم ليس جيدًا ما قولكم؟
“الحقيقة خبزنا نوعيته جيدة ونعمل على تحسينه دوماً، لكن قد تقل جودة الخبز بسبب نقله إلى المراكز وتكديسه بطريقة غير مناسبة.
يوجد عندنا 30 فرنًا تابعًا للمؤسسة في المناطق المحررة، وعندنا أربعة مراكز للمديرية:
1 الإدارة في مدينة (إدلب)
2 مركز حدودي (حارم وسلقين)
3 مركز ريف حماه الشمالي في (خان شيخون)
4 مركز حلب في (الأتارب)
هل يوجد جهة تدعم الطحين أو المازوت للأفران؟
“لا يوجد أي دعم لمادة الخبز، ومدخول الأفران بالكاد يكفي أجور العمال في الأفران والمديرية، لكن يوجد بعض المنظمات التي تدعم بعض الأفران في المناطق الحدودية والمخيمات، ونعمل من أجل عدم استغلال أصحاب الأفران لهذا الطحين المدعوم.”
هل تراقبون الطحين في السوق وتراقبون عمل الأفران الخاصة؟
“نحن لا نتدخل بعمل الأفران الخاصة ولم يكن في السابق أي ترخيص للأفران، لكن من جديد سوف نجري تراخيص لجميع الأفران الموجودة ونوحد السعر والوزن في جميع المناطق المحررة، لأن الخبز قوت الناس ويجب أن تكون معاييره واحدة ومنظمة.”
جواب مديرية التموين حول مراقبتهم لسعر الربطة ووزنها حاليًا
تكلم (أبو حاتم خضر) مسؤول مديرية التموين عن الموضوع وقال: “نحن لم نراقب موضوع الخبز والأفران لأننا في طور تجهيز العمل في المديرية، لكن انطلاق الرقابة على المخابز وجميع المواد الموجودة في السوق سيكون قريبًا جداً، وسوف نرى الصيغة المناسبة لأخذ العينات حتى لا يتكلف صاحب البضاعة بثمن العينة.
للأسف البعض ينظر إلينا على أننا مقصرون وطلبات المسؤولين والأخوة المواطنين كثيرة علينا، فنحن نعمل بكادرنا الموجود والمسؤولون يعرفون عدد كادرنا القليل ونحن نطالب أن يكون الكادر أكبر لكي نفي بالمهام الملقاة على عاتقنا.”
هل يحتاج مراقبة الخبز أي أجهزة؟
“الجهاز موجود، والمحللون موجودون ونحن سوف نعمل على المواصفات القياسية السورية لأن المواصفات معترف بها وهي عالمية ومناسبة جداً لواقعنا، وسوف نعمل على إيجاد بطاقة بيان تُطبع على كل كيس لربطة الخبز يكون عليها العنوان واسم المنتج وأرقام الهواتف ومكونات المادة ومواصفاتها من وزن وسعر…”
هل يعدُّ الفرن الذي يخفض وزن ربطة الخبز إلى أقل من 800 غرام وسعرها 200 ليرة يغش المواطنين خاصة لو علمنا بوجود ربطة بوزن 1 كغ بسعر 200 ليرة أيضًا تُوزع؟
ليس غشًا؛ لأن التنافس الذي يحدث من أجل المحافظة على سعر ربطة الخبز وهو 200 ل.س مثلاً قد يكون سببه تقلبات الدولار أو غلاء الدقيق المستورد وأجور النقل أيضاً أو غلاء المازوت، وهذا يسبب نقصًا في وزن الربطة للحفاظ على سعر المبيع، لكن يجب أن يكتب على الكيس وزن الربطة، وطالما أنه لم يحدد وزنًا فهذا لا يعتبر غشًا، أما ربطة الخبز وزن 1 كغ بسعر 200 ليرة فهي توزع من قبل المؤسسة العامة.”
بين الفرن العام والخاص يتغير وزن ربطة الخبز مع المحافظة على السعر العام 200 ليرة دون أن علم بعض المواطن بذلك لأن بعض الأفران لا تنقص عدد الأرغفة إنما تخفف وزن الرغيف فيقل وزن الربطة العام، والأسباب كما تبين عائدة إلى غلاء المازوت بالدرجة الأولى وارتفاع سعر التكلفة العامة، لكن من حق الناس تعريفهم بالأسباب التي تدعو إلى ذلك وتوحيد وزن وسعر معينين.