الانتخابات الأوربية الحالية ستُحدد مصير اربا، هكذا يرى محللون، لأن معظم الأحزاب التي تحركت على الأرض ونشطت بآخر فترة ونجحت باكتساب غالبية المقاعد البرلمانية في أوربا، هي أحزاب يمينية متطرفة تدعو للخروج عن الاتحاد الأوربي ومحاربة الأفكار المتسامحة مع تنوع الأعراق وتدفق اللاجئين.
ففي بريطانيا نجح حزب بريكست بـ 28 مقعدأ، وبأول كلماته قال رئيس الحزب نايجل فاراج: “يجب أن يتعلم الحزبين الرئيسين رسالة مهمة من النتائج” في إشارة إلى حزب العمال والمحافظين الذين خسرا أغلبية المقاعد.
أما في فرنسا، فأيضًا حزب التجمع الوطني بقيادة (ماري لوبان) حصد غالبية الأصوات مُكتسحاً حزب ماكرون الذي حاول إقناع المجتمع بأن الاتحاد الأوربي هو الحل.
وأيضاً في إيطاليا والسويد والنمسا تصدرت الأحزاب اليمينة التي استطاعت توظيف مشكلات الهجرة وربطها بكل المشكلات الأخرى في اربا، مما أعطاها ثقة لدى الجمهور.
أما في فلندا التي لم تُغلق صناديق الاقتراع فيها بعد، فشهدت توترًا بعد إقدام زعيم حزب “الشعب الفنلندي أولاً ” (أقصى اليمين) (ماركو دي ويت) تمزيق نسخة من القرآن الكريم ورميها أرضًا، وذلك في إطار حملته الدعائية لانتخابات البرلمان الأوروبي.
وبحسب وكالة الاناضول، هذه ليست المرة الأولى التي يُلقي فيها القرآن أرضًا، بل تكررت خلال الأسبوع الماضي وأمام اعين الشرطة التي لم تبدِ أي حركة رغم احتجاج (يعقوب يلماز) عضو مجلس العمال التركي العالمي حيث قال: ” طلبت من الشرطة التدخل لأنه يرتكب جريمة كراهية، ولكنهم لم يفعلوا شيئًا.”
وأضاف يلماز أن (ويت) ألقى التوراة في حادثة مشابهة، وبحضور رئيس البرلمان السابق وشخصيات دينية، مما اضطر بعض الجمهور للقيام بضربه.
والشهر الماضي شهدت الدنمارك حالات لحرق القرآن الكريم على يد رئيس حركة “النهج الصلب” في حي يسكنه عدد كبير من المسلمين، ووجه إليه إهانات، ما أثار موجات استياء وغضب.
رغم تحذيرات سابقة للمستشارة الألمانية ميركل بصعود أحزاب اليمين المتطرفة في أوربا، وتخوفها من تغير التوجه الحاكم في البلدان الأكثر نفوذاً كما في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وسويسرا وإيطاليا، إلا أن الأحزاب المتطرف بتكتلها الناجح وإعدادها لحملة الانتخابات البرلمانية الأوربية بشكل قوي خطفت مقاعد كثيرة في البرلمان.
فما الخطوة التالية للأحزاب المتطرفة؟ وهل تكون نهاية أوربا الموحدة على يديها؟ أم ستحسم باقي الدول الكفة للأحزاب المؤيدة لفكرة أوربا.. بانتظار اكتمال المشهد.