كشف تنظيم الدولة عن علاقة قياديه البارز عبد الرحمن القادولي “أبو علي الأنباري” -قُتل بآذار الماضي- مع جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) وزعيمها أبو محمد الجولاني.
التنظيم، عبر مقال خصصه للحديث عن الأنباري، ونُشر في مجلة “النبأ” الأسبوعية، أوضح أن أبا بكر البغدادي انتدبه إلى سوريا؛ للوقوف على حال جبهة النصرة، فرع التنظيم في سوريا حينها.
وبعد مقدمة أثنى بها التنظيم على الأنباري، وقال إنه من أكثر أعضاء التنظيم إخلاصا، وأيّده داخل سجنه، أشار إلى أنه عرف الجولاني جيّدا داخل السجن.
وتابع التنظيم: “التقارير الواردة من الشام إلى العراق كانت لا تبشّر بخير، خاصّة فيما يتعلق بانحرافالقائمين على العمل هناك عن منهج الدولة الإسلامية، وسعيهم المبكر لاسترضاء طوائف الشرك والردّة، وسوء إدارتهم، وقوة العصبيات العشائرية والمناطقية داخل الصف، ما يهدّد فعليا بانهيارها أو اختطافها من قبل زمرة من الخونة المتآمرين”.
وبحسب تنظيم الدولة، فإن الأنباري كان يحسن الظن بالجولاني، ولا يصدق التقارير المرسلة ضده، حيث إن الأخير كان يظهر له التقدير والاحترام، ويخاطبه بصيغة “والدي العزيز”، وفقا لمجلة “النبأ”.
ووفقا للتنظيم، فإن “الأنباري أقام بمقر الجولاني شهرا، وتجول في أنحاء الشام، وتعرّف على طبيعة الانحرافات المنتشرة لدى أفرادها وأمرائها (جبهة النصرة)”.
وقال التنظيم إن الأنباري أرسل بعد ذلك إلى البغدادي رسالة وصف فيها الجولاني بأنه “شخص ماكر، ذو وجهين، يحبّ نفسه، ولا يبالي بدين جنوده، وهو على استعداد لأن يضحي بدمائهم ليحقق له ذكْرا في الإعلام، يطير فرحا كالأطفال إذا ذُكر اسمه على الفضائيات…”.
رسالة “الأنباري” إلى البغدادي كانت -بحسب تنظيم الدولة- سببا في قدوم الأخير إلى سوريا، حيث التقى الجولاني، وأبا مارية القحطاني، وغيرهم.
واتهم التنظيم قادة جبهة النصرة حينها بمحاولة تقييد حركة البغدادي وثنيه عن التجول في المقرات، بحجة الحرص على سلامته، إلا أن الأخير تشكلت لديه قناعة بـ”فساد القيادة” ووجوب عزل الجولاني.
وأضاف التنظيم: “كان ذلك المجلس المشهور، الذي كانت فيه مسرحية بكاء الماكر الجولاني، وإصرار الدجّال الهراري (أبو مارية القحطاني) على تجديد البيعة، واستجابة شركائه للدعوة، وقيامهم فردافردا بتجديد البيعة لأمير المؤمنين، أملا في اكتساب مزيد من الوقت، ليكملوا فيه مشروعهم بشق الصف، والاستحواذ على ما استؤمنوا عليه من الرجال والأموال”.
تنظيم الدولة قال إنه قرر إلغاء مسمّى جبهة النصرة، بدلا من الاكتفاء بعزل الجولاني، وذلك لتسرب معلومة لديهم عن عقد الجولاني اجتماعا مع المقربين منه يقضي بالتخلي عن تنظيم الدولة، بالتعاون مع تنظيم القاعدة في خراسان.
وشدّد تنظيم الدولة على أن “الأنباري” كان له الفضل الأكبر في إقناع جنود جبهة النصرة بمبايعة البغدادي والتخلي عن الجولاني.
وتابع: “لم يبقَ في صفّهم حينها سوى قلّة من المخدوعين أو المنتفعين، وجزء قليل من جنود المنطقة الشرقية كانوا مرتبطين بالدجال الهراري (أبو مارية القحطاني)، فأُسقط في أيديهم، وما بقي لديهم من حيلة سوى اختراع قضية تحكيم الظواهري المشهورة التي طبخوها معه ومع الهالك أبي خالد السوري”.
كما كشف التنظيم أن المهمة الأولى التي أوكلت إلى الأنباري بعد خروجه من السجن هي التواصل مع الجماعات الأخرى، وأبرزها تنظيم القاعدة وفروعه.
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت، في آذار/ مارس الماضي، أنها تمكنت من اغتيال الرجل الذي يُصنف بأنه الرجل الثاني في التنظيم، عقب مقتل فاضل الحياري “أبو مسلم التركماني”.
وتدرج “الأنباري” في المناصب مع تنظيم الدولة، حيث عيّن مسؤولا ماليا للتنظيم، ونائبا لـ”البغدادي” في سوريا، وبعدها العراق.
هذا وقد هاجم أنصار تنظيم الدولة، تنظيم “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) بعد إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
واعتبر أنصار تنظيم الدولة أن “فتح الشام انضمت إلى قائمة الفصائل المفحوصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأطلق أنصار تنظيم الدولة أوصاف التكفير المختلفة لـ”فتح الشام”، قائلين إنها “وقعت في نواقض كثيرة للدين الإسلامي”.
“مؤسسة أشهاد” المناصرة للتنظيم صمّمت رسم “انفوجرافيك” لـ”نواقض جبهة الجولاني”، وأبرزها “تحالفهم مع حركة نور الدين زنكي والجبهة الشامية وجيش الإسلام”.
يشار إلى أن تنظيم الدولة كفّر جبهة النصرة بشكل كامل، قادة وجنودا، وهو ما فتح المجال لأنصاره بعدم تفريق الجولاني والظواهري عن أي شخص آخر يقاتل التنظيم.
المصدر : عربي21 – بتصرف