عبدالله كمال |
يحظى موقع «تويتر» بشعبيّة هائلة في مختلف أنحاء العالم؛ إذ يستخدمه الملايين في العالم للحديث في شتّى المواضيع بطريقة سريعة، لكن التغريد في هذا الموقع ليس دائمًا بدون عواقب. في هذا التقرير نتطرّق إلى سبعة مواقف حرجة وجد فيها أشخاص أنفسهم في ورطة بسبب نشرهم لتغريدة على «تويتر».
7-جاستين ساكو.. غرّدت في الطائرة وأُقيلت فور وصول الأرض
إحدى أشهر التغريدات التي أدّت بصاحبتها إلى الطرد من وظيفتها المرموقة في كبرى الشركات الأمريكيّة كانت من نصيب جاستين ساكو، مسؤولة العلاقات العامّة في شركة «IAC» الأمريكيّة؛ إذ غرّدت أثناء تواجدها في الطائرة متّجهةً إلى دولة جنوب أفريقيا: «ذاهبة إلى أفريقيا. أتمنى ألاّ أصاب بالإيدز. أنا أمزح، أنا بيضاء!».
وقد أثارت التغريدة موجة استثنائيّة من الاستياء عبر «تويتر»؛ وهو ما دفع الشركة إلى إعلان طردها من منصبها؛ لتخسر أحد أهمّ المناصب بسبب تغريدة لا تزيد عن بضعة أحرف.
6-آنثوني وينر.. هل أوصلت تغريدته ترامب إلى الرئاسة؟
لعلّ اسم هذا السيناتور الأمريكي السابق غير معروف لدى الكثيرين في هذا الوقت، لكنّ وينر قبل 10 سنوات كان يُعرف بأنه أحد أشهر السياسيين الديمقراطيين في أمريكا، وأكثرهم شعبيّة بفضل تدخّلاته الحماسيّة وخطاباته اللاذعة داخل الكونجرس الأمريكي؛ إذ فاز بسبع عُهدات نيابيّة متتالية في الكونجرس؛ ممّا جعله أحد الأسماء المرشّحة للوصول للبيت الأبيض. لكن كلّ هذه الشعبيّة انهارت تمامًا بسبب عادة سيّئة كان وينر مدمنًا عليها، وقد أدّت إلى انهيار مساره السياسيّ تمامًا، فنقلته من سياسيّ يطمح لرئاسة أمريكا، إلى الارتماء في زنزانة السجن.
وينر كان مولعًا بمراسلة الفتيات بصوره الخليعة، أو ما يُعرف في الثقافة الغربيّة بـ«sexting»؛ وفي إحدى المرّات التي كان يهمّ فيها بإرسال رسالة خاصّة إلى إحدى الفتيات تحوي صورة له بالملابس الداخلية ويظهر فيها ابنه الرضيع في الخلفيّة، أرسل الرسالة خطأً عبر «تويتر» في العلن إلى الملايين من متابعيه، لتنتشر التغريدة بسرعة صاروخيّة في مواقع التواصل الاجتماعيّ، وينكشف سلوكه أمام ملايين الأمريكيين؛ مما أدّى به إلى الاستقالة من الكونجرس سنة 2011.
بعد ذلك، حاول وينر العودة إلى عالم السياسة من خلال تسويق نفسه باعتبار أنّه قد تخلّص من هذه العادات وشُفي منها تمامًا وقد أصبح شخصًا جديدًا، لذلك قرّر الترشّح لمنصب عُمدة مدينة نيويورك ليدشّن بذلك عودته إلى عالم السياسة؛ ليقع وينر في شِراك نفس العادة، وتظهر إلى السطح مراسلاته مع فتيات أُخريات تتضمّن صورًا خليعة له.
لكن العواقب هذه المرّة كانت أكبر من مجرّد نهاية حياته السياسيّة؛ إذ كشفت التحقيقات بأن إحدى الفتيات التي كان يراسلها لا تتجاوز سنّ 15 سنة، وبالتالي تعتبر قاصرة في القانون الأمريكيّ، ولذلك فإنّ مراسلته لها تُعتبر استغلالًا جنسيًّا في القانون الأمريكي؛ ممّا أدّى بالقاضي إلى الحُكم على وينر بالسجن 21 شهرًا.
ويرى بعض المراقبين إلى أنّ سلوك آنثوني وينر كان له مفعول «أثر الفراشة»؛ إذ إنّه كان زوجًا للمساعدة الشخصيّة لهيلاري كلينتون، هوما عابدين؛ وبالتالي فإن فضائح وينر جعلت الناخبين الأمريكيين ينظرون إلى محيط كلينتون باعتبارهم مليئًا بالشبهات والشكوك والفضائح، وهو ما كان أحد العوامل التي أدّت لخسارة كلينتون السباق الرئاسيّ ضد دونالد ترامب سنة 2016.
5-روزان بار.. تغريدة تكشف عنصرية الممثلة الشهيرة
حين نشرت الممثّلة الكوميديّة روزان بار تغريدة على «تويتر» في مايو (أيار) الماضي، لم تكن تعلم أنّها ستوقّع الكلمات التي أنهت حياتها المهنيّة في عالم التلفاز. تعود حيثيّات التغريدة إلى وصفها فاليري جاريت، مستشارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأنها الابنة الناتجة عن زواج تنظيم «الإخوان المسلمين» من «كوكب القرود»، وقد أثار هذا التشبيه غضبًا عارمًا واتّهامات بالعنصريّة، خصوصًا أنّ المستشارة الأمريكيّة من السّود الأمريكيين.
بسبب هذه التغريدة، جرى طرد روزان من شبكة «آي بي سي» وإلغاء مسلسلها الشهير «روزان». وفي تعليقها على الحادثة، قالت الممثّلة الأمريكية: «لقد كانت غلطة غبيّة أعتذر عليها، الجميع يعلم أنني عانيت من مشاكل في الصحة العقلية، وقد كنت في صراع مع المرض حينها».
4-إيلون ماسك.. العبقريّ الذي يغرّد «بغباء»
لعل رئيس شركة تِسلا للسيّارات الكهربائيّة و«سبايس إكس» لمركبات الفضاء، يعدّ أحد أكثر العقول المبدعة تميّزًا في الوقت الحاليّ؛ إذ استطاع تنفيذ أفكاره في عدّة مجالات مختلفة وتحويلها لشركات مُربحة تحمل خلفها أفكارًا ثوريّة، لكن هذا الإبداع والذكاء الذي يمتاز به إيلون ماسك لم يُرافقه عندما دخل إلى عالم «تويتر».
فكثيرًا ما رافقت تغريداته الكثير من الجدل ووضعته في مواقف لا يُحسد عليها؛ كان أحد أبرز هذه المواقف عندما دخل في «حرب تغريدات» بينه وبين أحد الغوّاصين المشاركين في مهمّة إنقاذ الأطفال التايلانديين، إذ وصف ماسك الغوّاص بأنّه «بيدوفايل» أو (مشتهٍ للأطفال)؛ ممّا دفع الغوّاص إلى رفع قضيّة ضدّه.
لكن أغلى تغريدة كتبها ماسك كانت تلك التي كلّفته غرامة قدّرت بـ20 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى 20 مليون أخرى تدفعها شركته «تسلا»، بعد أن غرّد: «أفكّر في شراء شركة «تسلا» بشكل خاص بمبلغ 420 مليون دولار، المبلغ موجود بالفعل».
وقد جاءت الغرامة بعد أن رفعت «هيئة الأوراق الماليّة والبورصات الأمريكيّة» (SEC) قضيّة ضدّه بتهمة التضليل؛ إذ رأوا أن هذه التغريدة مضلّلة وخاطئة، فهو لم يناقش هذه الفكرة معهم ولا حيثياتها، حسب ذات الهيئة.
3-جيلبرت جودفريد.. صوت الببغاء الذي طُرد بسبب تغريدة
اليابان بلد متقدّم جدًّا، بدلًا عن أن يذهبوا إلى الشاطئ، الشاطئ يأتي إليهم
كانت هذه هي التغريدة التي أدّت إلى طرد جيلبرت جودفريد من شركة «Aflac»؛ ولعلّك لا تعرف اسم هذا الشخص، لكن من المؤكّد أنّك تعرف صوته. جودفريد هو فنان كوميدي، ومؤديّ الأصوات الشهير بأدائه لصوت الببغاء في فيلم «علاء الدين»؛ طُرد من شركة «Aflac» بعد تغريدة عن إعصار «تسونامي» الذي ضرب اليابان.
صوت الببغاء في فيلم علاء الدين
وقد أثارت هذه التغريدة موجة من الاستياء من طرف روّاد «تويتر» الذين رأوا أنّ النكتة جاءت في غير وقتها؛ فقد نُشرت في سياق تعرّض اليابان لتسونامي المُميت الذي ضربها سنة 2011، والذي أدّى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص؛ وتفاديًا للانتقادات اللاذعة قرّرت شركة «Aflac» التخلّي عن خدمات جودفريد.
2- كايلي جينر.. كادت تُفلس تطبيق «سنابشات»
لم يكن يعلم أحد حجم التأثير الذي تمتلكه كايلي جينر، الشابة التي تنتمي إلى عائلة «كارداشيان» الشهيرة؛ إلى غاية نشرها تغريدة عن موقع «سنابشات»، وقد كانت النتيجة مُذهلة. تبلغ كيلي جينر 21 سنة، وبفضل ظهورها المتكرّر في الإعلام والبرامج التلفزيونيّة وحضورها في مواقع التواصل، استطاعت بناء ثروة طائلة من خلال ترويجها لعلامة تجارية لمستحضرات التجميل تحملها اسمها «Kylie Cosmetics»، وقد بلغت هذه الثروة بفضل انتشارها الكبير حوالي مليار دولار.
لكن الواقعة التي أثارت ذهول مُرتادي «تويتر» جاءت حين غرّدت كايلي جينر منتقدة تطبيق «سنابشات» والتغييرات الجديدة التي طرأت عليه بقولها: «إذًا هل هناك أحد غيري لا يدخل سنابشات بعد الآن؟ أم أنا فقط.. إنه سيّئ جدًّا»
وبسبب هذه التغريدة فقط، تشير مصادر إلى أنّ أسهم شركة «سنابشات» فقدت 1.3 مليار دولار من قيمتها السوقيّة، وهو ما يشير إلى التأثير الهائل الذي تمتلكه الشخصيات الشهيرة في عالم وسائل التواصل الاجتماعيّ.
1-المغرّدون السعوديّون.. 140 حرفًا تلقي بك في السجن
نشر الداعية الإسلاميّ الشهير سلمان العودة تغريدة قصيرة، وجد نفسه على إثرها في السجن؛ وقد جاءت التغريدة في سياق الأزمة الخليجيّة المندلعة بين مجموعة من الدول بقيادة السعودية وبين قطر من جهة؛ إذ كتب العودة ما يُفهم منه دعوة إلى المصالحة والإخاء بين القادة الخليجيّين بعد اتصال جرى بين أمير قطر وولي العهد السعوديّ.
وقد مرّ على اعتقال سلمان العودة أكثر من سنة؛ كما أشارت مصادر إلى أنّه خضع إلى مُحاكمة سريّة بدون تمثيل قانونيّ. وبالحديث عن الاعتقالات التي طالت ناشطين سعوديين يملكون حضورًا كبيرًا على «تويتر»، فإن سلمان العودة لم يكن الوحيد الذي أودع السجن بسبب تغريداته؛ فقد شهدت السعوديّة في الأشهر القليلة الماضية حملة اعتقال وملاحقة العديد من المغرّدين من مختلف التوجّهات الفكريّة، آخرهم كان الداعية الإسلامي عبد العزيز الفوزان الذي تشير مصادرإلى سجنه بعد نشره تغريدة يحذّر فيها من «مناصرة المجرمين».
المصدر: ساسة بوست