يعدُّ التحرش الجنسي “بالأطفال من القضايا الخطيرة التي يواجهها الأطفال والفتيات في المجتمعات العربية والغربية ولا حدود لانتشارها، وتأتي خطورتها من الصمت الذي يلفها خاصة إن كان الضحية أنثى أو طفل، فرغم التطور العلمي والثقافي الذي يخاطب قضاياهم إلا أن مصطلح “التحرش” ما يزال ثقيلًا على مسامع الأسر العربية التي تتجنب الحديث في هذا الموضوع أمام الناس والأطفال الذين قد يكونوا ضحية استغلال أو تحرش جنسي.
الكل يلوذ بالصمت حين تقع حادثة تحرش، والكل يخشى من توعية الأطفال بهذا الموضوع فلا يعيره الناس أي اهتمام! فكم من طفل أو فتاة تعرضوا للتحرش دون أن يتكلموا! فهل كل البشر الذين يواجههم طفلك أو ابنتك ملائكة؟! وهل الصمت عن حوادث التحرش سترة وأفضل من الفضيحة؟! ألا يعتبر إيجاد المبررات للمتحرش بحجة ملابس الفتاة غير المحتشمة أو سلوكها غير اللائق يسوغ للمتحرش جريمته ويزيد من نسبها؟!
يعتقد كثيرون أن الحديث عن هذا الموضوع مبالغ فيه، إلا أن تطورات الأحداث وحالات الاختطاف المتكرر للأطفال والفتيات تدل على أنه بالفعل هناك حالات تحرش قد تتطور للاغتصاب ولا داعي لإنكارها.
الجهل في طريقة تعامل الأسرة والمجتمع مع هذه ظاهرة ، يجنب الأطفال والفتيات الحديث لذويهم عمَّا يحصل معهم خارج المنزل أو داخله، فغالبًا ما يواجههم الأهل بالعقاب أو يجعلوا الفتاة شريكة بالإثم مع المتحرش، وبذلك يقع العبء الأكبر على الأسرة في نقص التوعية والإرشاد لمواجهة هذه الظاهرة وتفادي حدوثها.
أنواع التحرش الجنسي
للتحرش أنواع وأشكال كثيرة نذكر بعضها:
1-الألفاظ والعبارات غير اللائقة التي قد يسمعها الطفل أو الفتاة، معظمهم يلوذ بالصمت خوفًا من المجتمع أو العقاب من الأهل.
2-إرسال بعض الروابط أو الرسائل الجنسية على الهاتف (نكات، صور، مقاطع فيديو) وتعد طعمًا يسهل الإيقاع بالضحية.
3-القيام ببعض السلوكيات اللاأخلاقية (كتعبيرات الوجه، أو التركيز على مناطق معينة في جسد الضحية).
أعراض التحرش
يشير أطباء أن ثمة علامات نفسية وسلوكية تظهر على الأطفال أو الفتيات ممن تعرضوا للتحرش أهمها:
1-الخوف من بعض الأشخاص أو الأماكن.
2-اضطرابات مفاجئة ومتكررة خلال النوم.
3-سلوكيات غير لائقة جديدة من خارج بيئة الأسرة معظمها عدوانية.
4-كثرة الشرود والخروج من المنزل دون إذن.
قد يكون هنالك بعض العلامات الجسدية كالرضوض والكدمات وغيرها، لذلك على الأهل دائمًا مراقبة سلوكيات أولادهم وعدم الانشغال عنهم.
بعض الخطوات للتوعية من التحرش
عزل الطفل أو الفتاة عن العالم والمجتمع والأصدقاء ليس حلاً سليمًا، إنما التوعية والتربية بهذه القضية هو الأنسب:
1-تربية الأبناء على الحياء وستر العورة وعدم التساهل في كشفها حتى في أثناء السباحة.
2-تعويد الأطفال والفتيات على اللباس المحتشم.
3-تعويد الذكور منذ الصغر بغض البصر عن المحرمات.
4-توعية الطفل أو الفتاة بضروري روي كل ما يحدث معهم خارج المنزل وداخله.
5-التنبيه لعدم الوثوق بالغرباء بسهولة وتجنيبهم العزلة والانفراد.
6-مراقبة هواتف الأبناء دون أن يشعروا كي يتجنبوا مشاهدة المقاطع أو الصور الفاضحة.
7-وأهم خطوة هي أن يتعلم الطفل أو الفتاة أن يصرخ ويهرب ويخبر أهله.
الإناث والأطفال هم أكثر من يتعرض للتحرش الجنسي سواء في المدرسة أو العمل أو الطريق، وكونه طفل أو أنثى ليست جريمة بل على الأهل تعليمهم الثقة بالنفس والقدرة على حماية أنفسهم من الآخرين، فالمتحرش غالباً شخص جبان يخاف الاقتراب من الأقوياء.
“التحرش” إشارةً أو لفظًا أو فعلًا هو أمر محرم و سلوك منحرف يعاقب فاعله في كافة الشرائع والقوانين والأديان السماوية، فلماذا يتستر الناس على المتحرش ويمنعون معاقبته؟!
صمت الضحية جهل تودي لتجرؤ المعتدي وتماديه، وكتمان الأهل جهل وعدم معالجة آثاره جهل، والجهل بحد ذاته اعتداء على الطفولة والأنوثة، فلا تجهلوا لئلا تعتدوا ويُعتدى عليكم.