حسن كنهر الحسين |
بأدوات بدائية بسيطة (منشار، قصاصة) ينطلق الأهالي لتقليم أشجار الزيتون بعد أن فرغوا من جني ثماره وعصره.
صحيفة (حبر) التقت المهندس الزراعي (علي الخطيب) للاستفسار منه عن موعد تقليم الأشجار والعناية بها لأجل موسم وفير قادم، يقول الخطيب: “موعد تقليم أشجار الزيتون في محافظة إدلب يمتدّ منذ انتهاء الأهالي من جني ثمار الزيتون وحتى نهاية فصل الشتاء، حيث تبدأ الأشجار بالإثمار، ويفضل أن تكون عملية التقليم فور الانتهاء من جني الثمار مباشرة في البساتين المروية أو التي تتعرض لكميات كبيرة من الهطولات المطرية، أما في المناطق البعلية فيفضل البدء بالتقليم بعد هطول كميات كافية من الأمطار، وفي المناطق الدافئة يجب وقف التقليم مع بداية شهر آذار.”
وبالرغم من بساطة أدواته يعتبر التقليم من المهن التي تتطلب الخبرة والمعرفة والإتقان في عملها، يوضح (الخطيب) عملية التقليم بقوله: “للتقليم قواعد أساسية تعتمد على تفريغ كافة أنحاء الشجرة من الأغصان الزائدة وتعريضها لأشعة الشمس، وبالتالي الحصول على براعم أقوى وكمية أكبر من الزيتون بجودة عالية، كما ينبغي على من يقوم بعملية التقليم اتباع القواعد العامة ومعرفة الأغصان القابلة للحمل والمحافظة عليها وإزاله الأغصان الجافة التي لم يعد منها فائدة، لذلك فإن للتقليم ثلاث طرق تختلف باختلاف عمر الشجرة ووضعها وطبيعة أرضها، فهنالك طريقة تقليم التربية، وتستخدم تلك الطريقة في تقليم الأشجار الحديثة الزرع، ويتم في هذه المرحلة اختيار ثلاثة أفرع رئيسة للشجرة لتكون محور ارتكاز للشجرة في المستقبل، وتتم هذه العملية في السنة الأولى من عمر الشجرة، حيث يتم فيما بعد تقليم ثانوي وخفيف للشجرة حتى تبدأ دخول مرحلة الإثمار، كما يتم في هذه المرحلة إزالة الأفرع غير الازمة وهي في مرحلة نموها الأولى، بالإضافة إلى إزاله الأغصان المتقاطعة، وتعتبر هذه المرحلة من التقليم مهمة؛ لدورها البارز في تحديد شكل الشجرة وهيكلها المستقبلي، وعلى من يقوم بعملية التقليم أن يكون حذرًا في هذه المرحلة كي يجّنب المزارع من احتمالات استئصال أفرع كبيرة ورئيسة في المستقبل، وبالتالي تعريض الشجرة للجروح التي تنتج عن القطع التي تؤدي إلى مشاكل تلحق بالشجرة مستقبلاً.
كما أن هنالك طريقة تقليم الإثمار، وتبدأ هذه الطريقة مع بدء الأشجار بالثمار، وتجري هذه الطريقة عن طريق فتح جوف الشجرة وتعريضها للضوء بإزالة الأفرع الصغيرة الزائدة في جميع أنحاء الشجرة، إضافة إلى إزالة الأفرع التي تسبب تظليلاً زائدًا داخل الشجرة، بحيث تبقى المسافة بين الغصن والآخر مسافة 15 إلى 20 سم، وتعتمد تلك الطريقة على قص قمم الأغصان مع قص بعض التفرعات الموجودة أسفل تلك القمم، لمنع النمو الشاقولي للأشجار، بحيث يتم تكوين الشجرة على شكل نصف كروي تقريبًا، ويكون الهدف من تقليم الإثمار هو زيادة سماكة الغلاف الذي يحمل الثمار بسماكة 1 إلى 2سم، ويعتبر الارتفاع المناسب للأشجار في هذه المرحلة من التقليم بين 4 إلى 5 متر، وتكون كيفية التقليم في هذه المرحلة متوقفة على طبيعة الأرض (بعلية أو مروية) فكلما كانت كمية المياه أو الأمطار أكثر يكون التقليم أكثر، وترتبط شدة التقليم في هذه المرحلة بظروف المنطقة وصنف الأشجار وكمية الأمطار وحالة الأشجار الصحية.
والطريقة الثالثة والأخيرة هي طريقة تقليم التشبيب، ويجري هذا النوع من التقليم على الأشجار الهرمة ذات الخشب المتعفن والمتآكل، إضافة إلى الأشجار العالية أو العريضة نسبيًا ولا يوجد تناسق في مظهرها الخارجي، أو الأشجار التي لا تتمتع بالخدمة الكافية وقد مضى على تقليمها زمن طويل وكثرت فيها الآفات والأغصان اليابسة، ويهدف هذا النوع من التقليم إلى إعادة تلك الأشجار إلى طور الأشجار المثمرة الشابة، وتعتمد تلك الطريقة من التقليم على إزالة الأغصان الجافة والميتة بالإضافة إلى إزالة أغصان محورية وقديمة في الشجرة بهدف إفساح المجال لنمو أغصان محورية بديلة، ويفضلّ أن تكون الأفرع الجديدة منخفضة وأن يتم توجيهها باتجاه الأفرع القديمة التي تمت إزالتها حيث تكون عملية التقليم في هذه الحالة أشدّ من حالات التقليم السابقة، وفي مثل هذا النوع من التقليم يجب طلاء الأفرع الرئيسة بالكلس خوفًا من تعرضها لأشعة الشمس، وبالتالي تعرضها للجفاف.”
وفي ختام حديثه عن عملية التقليم ينوّه المهندس (علي الخطيب) إلى ضرورة اتباع عملية التقليم بتقديم جملة من الخدمات للأشجار وفي مقدمتها تقديم الأسمدة فور الانتهاء من عملية التقليم، بالإضافة إلى حراثتها بشكل جيد ورشها بالمبيدات الحشرية بشكل دوري للقضاء على الفطريات والحشرات التي تتسبب في هرم الأشجار وسوء إنتاجها.