بقلم : د.عبد الكريم بكارقامت الثورة السورية المجيدة من أجل العدالة والحرية والكرامة، فواجهها النظام المجرم بالقمع والقتل والتجويع، فحمل الثوار السلاح دفاعًا عن النفس والعرض، وأدى ذلك إلى احتياجهم للعون الخارجي فخرج بعضهم طلبًا لذلك، وخرج آخرون فرارًا من القتل، وخرج فريق ثالث للبحث عن لقمة العيش بعد أن توقفت عجلة الاقتصاد في مناطقهم أو تكاد. ومهما تكن اﻷسباب فقد انقسم المغادرون للديار إلى قسمين ثوار ولاجئين. الثوار هُمْ من بقيَ هَمُّ نجاح الثورة مسيطرًا عليهم فعملوا على مساعدة الثوار في الداخل بكل الوسائل الممكنة. أمَّا اللاجئون فقد صار همّهم هو تأمينَ ضروريات الحياة. الفارق بين الثائر واللاجئ هو كالفرق بين اليد العليا واليد السفلى: الثائر يعطي ويبحث عن فرصة للعطاء والتضحية، أمَّا اللاجئ فإنه يبحث عن أسباب الاستمرار في الحياة. الثائر يمثل ضمير اﻷمة وروح البلد، واللاجئ يمثل الشخص المحتاج في ظروف صعبة. مع مرور اﻷيام وﻷسباب كثيرة يتحول كثيرٌ من الثوار إلى لاجئين، فتكثر اﻷيادي السفلى وتصبح اﻷيادي العليا نادرة! من المهمِّ ونحن على أبواب الذكرى الرابعة للثورة أن نجدد روح الثورة في كلِّ مفاصل حياتنا، ﻷنَّ الثورةَ تعنى أنَّنا بشرٌ أسوياء نأبى الضيم ونضحي من أجل المبادئ وأن نقاوم فكرة اللجوء بكل ما أوتينا من قوة. اللجوء يعني الهزيمة وهوان الغربة والحاجة.