عبد الحميد حاج محمد |
أصدرت جامعة إدلب الأسبوع الماضي قرارًا يقضي بفصل رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة (أحمد طالب) فصلاً نهائيًا، ولم تذكر الجامعة الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا القرار بحق طالب في السنة الرابعة يتقدم حالياً لامتحانات التخرج!!
بدورها (صحيفة حبر) تابعت تفاصيل القضية، وتواصلت مع (أحمد طالب) الذي قال: “عندما كنت أقدم امتحانات عمليّة طلبوا مني بعد الامتحانات مراجعة رئاسة جامعة إدلب، وبالفعل راجعت رئاسة الجامعة ورأيت قرار فصلي، فطلبت معرفة سبب صدور القرار، ورأيت 10 تهم مُجمَّعة وليست صحيحة، فقمت بالاعتراض بسبب أني لم أسأل ولم أُستدعَ إلى تحقيق.”
وأضاف أن من بين التهم، التهجم على عميد كليته وعلى دكتورين في الجامعة، وقد ذكرت أسماؤهم في الأسباب التي أوردتها الجامعة، وبحسب (أحمد) فإن أحد الدكاترة الذين وردت أسماؤهم رأى ذلك ونفى الأمر، وكانت إحدى التهم تحريض الطلاب على عدم دفع الأقساط الجامعية المترتبة عليهم، بالإضافة إلى الدعوة على المظاهرات ضد الجامعة.
وكشف (أحمد طالب) أن الحقيقة هي اتفاق طلاب كلية الرياضيات على دفع الأقساط الجامعية المترتبة عليهم، وأنهم قاموا بالتضامن مع الطلاب المعسرين، وأنهم سيدخلون جميعًا إلى الامتحانات العملية، مضيفًا أنه اتفق مع عميد كلية الرياضيات على هذا الموضوع.
وإحدى التهم المُوجَّهة، التدخل في شؤون الكلية، وهذه تهمة قال عنها (أحمد) إنه لا يعلم على ماذا تمّ قياسها، لافتًا إلى أنه حاول الحصول على الكتاب الذي يحوي على التهم فلم يستطع، لكنه رفع طلبًا إلى الجامعة بأن الأسباب غير صحيحة.
وقد ذكر بعض الطلاب أن سبب فصل الطالب هو موضوع تأسيس اتحاد الطلبة السوريين الأحرار في تركيا، وذلك بعد مشاركته ومداخلته بخصوص التشكيل، وعن هذا يقول (أحمد): “موضوع اتحاد الطلبة الذي أُسس في تركيا مؤخرًا لم يُذكر مطلقًا في الأسباب التي أوردتها الجامعة التي فُصِلت بموجبها، فالأسباب التي ذُكرت كلها تهم وتحريض وتهجم ودعوات.”
وقد اجتمع عدد من طلاب الجامعة مع رئيس الجامعة، ووعد رئيس الجامعة حينها بتشكيل لجنة تظلم وإعادة النظر في الأمر، ولا يوجد غير هذا الرد حتى اليوم، وقد وجهت رئاسة الجامعة كتابًا إلى الكلية يقرّ بأن يستمر (أحمد طالب) في تقديم الامتحانات العملية حتى تصدر قرارات لجنة التظلم، ولكن الأثر النفسي كان كبيراً على أحمد، مما انعكس سلباً على امتحاناته، وهو يذهب اليوم إليها حتى لا يُسجل غائباً.
بدورها تواصلت (صحيفة حبر) مع مدير العلاقات الإعلامية في حكومة الإنقاذ؛ للكشف عن أسباب فصل الجامعة لأحمد، فقال: “جاء قرار أولي يُقضي بفصل (أحمد طالب) بعد ملاحظات لمخالفته عدة أمور، وعدم التقيد بالانضباط العام للكلية؛ ونحن نحرص على متابعة الطلاب دراستهم في كلياتهم، ضمن الأسس المتعارف عليها في الجامعات، ولأحمد حق التظلم والتبيان، لإعادة النظر في أمره.”
منوهًا إلى أن (الطالب) ما يزال يقدم امتحاناته في كليته، ولم يُعتمَد قرار الفصل بشكل نهائي، ولم يتم البت في أمر القرار بعد أن قدم (الطالب) تظلمًا للإدارة.
من جهته علَّق الدكتور (وائل الشيخ أمين) على الحادثة بالقول: “عندما أعلم أن طالبًا في جامعتي تم اختياره ليمثل كل جامعات الداخل في مشروع يضم عشرات آلاف الطلاب السوريين حول العالم، فيجب أن أفتخر بذلك وأن أحتفي به، وأن أستعلي على كل ما يعيقه.”
ومن المتوقع أن يصدر قرار الجامعة خلال الأسبوع الحالي بعد أن أثارت القضية جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.