بعد انقطاع دام لعشر سنوات، عادت الحياة العلمية والثقافية الأكاديمية إلى مناطق مدينة حلب وطلاب العلم القاطنين فيها.
حيث خرجت كلية العلوم الإسلامية التابعة لجامعة غازي عنتاب في فرعها بمدينة (أعزاز) الدورة التأسيسية الأولى في (تحقيق النصوص) .
ويعد أحياء علم ( التراث المخطوط) ركيزة دعم أساسية في الوجود الحضاري والهوية الثقافية للأمم ما لها من موقع مهم في جسد كل أمة.
لذا حرص القائمون على إعادة إطلاق مشاريع لتعليم المهتمين في كيفية العناية بعلم تحقيق المخطوطات في تركيا وسورية بشكل خاص، لما يحتويه البلدين من إرث كبير كالظاهرية بدمشق والوقفية بحلب، بالإضافة إلى المجموعة الأكبر بتركيا.
ويرى القائمون على هذه الدورة أن أهمية ما في ملايين المخطوطات من علم يدفعنا لإخراجها وطباعتها ونشرها، حيث لم ينشر منها سوى 10%.
ويطمح القائمون على دورة (أعزاز) في بناء فرق قادرة على إعادة التحقيق في المخطوطات التي سبق وحقق بها لأنها لم تستوفِ حقها سابقًا وفي باقي المجموعات، حيث لا تتجاوز عدد المؤسسات التي تعنى في علم التحقيق عدد الأصابع في الدول العربية والعالم.
وعن الدورة قال الدكتور (محمود جينار) في مقابلة تلفزيونية : ” تم تنظيم الدورة في تحقيق في الآثار الإسلامية القديمة، بهدف إظهار تراث الفكر الإسلامي”.
وتشمل الآثار الإسلامية بحسب برنامج الدورة (الفقه الإسلامي-علم الحديث-وغيرها من العلوم الأخرى) بهدف تنورير أذهان المشاركين وأجيال المستقبل
وقدم الدورة بقسمها النظري (د.محمود مصري) المختص في برنامج تحقيق النصوص، و (د.فيصل الحليفان) مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة.
وتصدر لقسمها العملي (د.محمد أيمن الجمال) والأستاذ (محمد قيلش) المنسق العلمي لبرنامج دار الفقهاء من جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية و (دمحمد ديب العباس) رئيس المجلس العلمي في اتحاد خرجي العلوم الشرعية.
الجدير بذكره أن هذه الدورة التي استمرت لنحو أسبوع مقدمة لبرنامج أكبر من الدورات المختصرة التي تمنح المهتمين المفاهيم العملية في التحقيق ، وأيضًا هناك الموسعة والاختصاصية مثل دورة الخطوط في المخطوط العربي ودورة فهرسة المخطوطات، وتحرير التص التراثي ودورة الكوديكولوجي والمصادر والمراجع، والعديد بحسب القائمين على إعادة هذا التراث إلى مدينة حلب وطلاب العلم فيها من بوابة الشمال المحرر وبرعاية كريمة من جامعة عنتاب ووقف الديانة التركي.