عبد الملك قرة محمد |
“شعوري لا يوصف، حققت ما كنت أحلم به، حزت الدرجة الأولى في قسم الإدارة، وأنا في تركيا الآن أنتظر إكمال دراستي في كلية الاقتصاد في جامعة غازي عنتاب.”
بهذه الكلمات تحدثت (بانة مرزوق) عن تفوقها في قسم الإدارة ضمن معاهد جرابلس التابعة لجامعة غازي عنتاب التركية، حيث قالت إنها ماتزال تذكر كلمات البروفيسور (علي غور) رئيس جامعة غازي عينتاب عندما وعدها وزملا\ها بأن يكملوا دراستهم في تركيا إذا ما حققوا المرتبة الأولى في القسم الذي يدرسون فيه.
وقد أقامت جامعة غازي عينتاب التركية منذ أيام احتفال التخرج لطلاب معاهد جرابلس، وذلك بعد إدخال الطلاب السوريين إلى مدينة غازي عينتاب، حيث جرى تكريمهم.
وتضم معاهد جرابلس العليا بحسب نائب المدير الأستاذ (عبد الودود عكاش) تسعة أقسام وهي (أساسيات رعاية المريض، والإسعافات الأولية العاجلة، والقبالة، وإدارة المكاتب، والمعالجة الفيزيائية، والشريعة، والأمن والحماية الخاصة، الترجمة و اللغة التركية، تقنيات الحاسوب).
وأضاف: “في السنوات القادمة نسعى لفتح أقسام أخرى إن شاء الله، كما افتتحت جامعة غازي عينتاب كليات تابعة لها في الشمال السوري المحرر مثل كلية (التربية) في عفرين، وكلية (الشريعة) في أعزاز، وكلية (الاقتصاد) في مدينة الباب.”
ونوَّه إلى أن المعهد يقبل جميع الشهادات الثانوية (ائتلاف – نظام) لكن يجب على الطالب اجتياز امتحان (اليوس) بالإضافة إلى الشهادة.
وكشف الأستاذ (عبد الودود) أن المعهد يضم 430 طالبًا، وتبلغ الأقساط 285 ليرة تركية لكل فصل دراسي.
وعن التخرج قال: “تم تخريج دفعة 2018 حيث عدد الطلاب الخريجين 112 طالبًا في أفرع (أساسيات رعاية المريض، والإسعافات الأولية والعاجلة، وإدارة المكاتب
والشريعة، والأمن والحماية الخاصة) أما الأفرع الباقية، فقد تم افتتاحها هذه السنة وطلابها ترفعوا للسنة الثانية.”
وأكد الأستاذ (عكاش) أن “الجامعة هي جامعة تركية، والشهادة أيضًا تكون من الجامعة الأم، ولا فرق بين طلابنا والطلاب الموجودين في جامعة غازي عينتاب.”
وختم الأستاذ حديثه بالقول: “أتمنى لجميع طلابنا في الداخل اغتنام هذه الفرصة، وإلى كل طالب لم يستطع أن يكمل دراسته نتيجة الحرب الآن، فُتحت هذه المعاهد والكليات وهي الطريق الوحيد لأن يُكمل كل طالب حلمه، فالوضع في الداخل السوري عمومًا وفي الشمال السوري سيئ، ولدينا نقص في الكوادر العاملة وخاصة حملة الشهادات، لذلك أتمنى من جميع الطلاب المثابرة لنيل الشهادة الجامعية، وأيضًا أتمنى من جميع الأهالي أن يحثوا أولادهم على إكمال دراستهم؛ لأن إعادة إعمار سورية سيكون على عاتق الجيل القادم.”
من جهته قال (عبد الكريم إبراهيم) أحد المتفوقين في قسم الإسعافات: “إن التدريس في المعهد ممتاز، لكن واجهتنا الكثير من المعوقات ومنها ضعف التجهيزات التقنية واللوجستية والمخابر، لا سيما في الأقسام الطبية كقسم الإسعافات الذي أدرس فيه.”
وأضاف: “إن الطلاب واجهوا عددًا من المشكلات على رأسها السكن، لكن منظمة (مداد) ساعدت في تحسين الأمور وتوفير سكن طلابي ومواصلات، مع ذلك افتقرنا للجو الدراسي لا سيما مع مشكلات الكهرباء وبرد الشتاء”.
ونوه إلى أنه يأمل بالنجاح في إكمال دراسة الطب في تركيا بعد أن ساعدته الجامعة بالدخول إلى الأراضي التركية كونه أحد المتفوقين في معاهد جرابلس، وهو الآن كما الطالبة (بانة مرزوق) في مرحلة (التومر).
يجدر التنويه إلى أن افتتاح الكليات العربية في جامعة غازي عينتاب التركية جاء بمرسوم من الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، حيث نص المرسوم على افتتاح كلية العلوم الاقتصادية والإدارية في مدينة (الباب)، وكلية العلوم الإسلامية في مدينة (أعزاز)، وكلية التربية في (عفرين)، بالإضافة إلى معاهد جرابلس العليا.