عبدالملك قرة محمد
منذ بداية النشاط العسكري للثورة السورية وإلحاقها الهزائم المتوالية بجيش نظام الأسد الذي كاد أن يتهاوى وتداعت أركانه وآل للسقوط لولا تدخل القوات الروسية والميلشيات الإيرانية بالإضافة إلى تأسيس ما يسمى قوات الدفاع الوطني وهي عبارة عن ميليشيا مساندة لنظام الأسد تم تشكيلها من أصحاب الجنايات وبعض المؤيدين لنظام الأسد وتعرف أيضاً بميليشيات الشبيحة التي كانت أولى مهامها فض المظاهرات بالقنابل والرصاص الحي كما اشتهرت أيضاً بجرائم السلب والنهب أو ما يسمى التعفيش و قامت بعدد من عمليات القتل والاغتصاب وذلك بمساندة الميليشيات الإيرانية.
بيد أن هذه الجرائم ظهرت بكثرة في مدينة حلب التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية وميليشيات الشبيحة لا سيما نبل والزهراء وقد سجل الشهر الفائت حالات انتهاك كبيرة ومتفرقة وصلت لحد قتل الأطفال والاعتداء على النساء كما تنشب بين الحين والآخر معارك عنيفة بين هذه الميليشيات يتراشقون فيها القنابل في الشوارع والأماكن العامة مما يهدد حياة سكان المدينة الذين أشعلوا صفحات التواصل الاجتماعي بنداءات متكررة استغاثوا فيها بروسيا وبجيش نظام الأسد للتدخل من أجل إيقاف الأعمال التي تقوم فيها هذه الميلشيات المسلحة وقد أبدت روسيا استياءها من هذه الأعمال مراراً.
ومن هذه الجرائم التي نشرتها مصادر محلية على وسائل التواصل الاجتماعي أن مجموعة من الشبيحة قامت بسرقة عدة محال بحي العزيزية في حين تم خطف سيدة واغتصابها في حي سيف الدولة أضف إلى ذلك عملية مقتل الطفل أحمد جاويش من قبل شبيحة رمياً بالرصاص ناهيك عن جرائم الدهس العمد والسرقات المتكررة.
كما نشرت عدة صفحات موالية أن معظم الجرائم تحدث أمام عيون شرطة المرور التي لا تحرّك ساكناً بل تكتفي بالمراقبة، وأطلق الأهالي هاشتاغ على وسائل التواصل الاجتماعي ما لبث أن لاقى تفاعلاً واسعاً من معظم الصفحات الأخرى الموالية وغير الموالية وهو #أخرجوا_الشبيحة_ من_ حلب في دعوة تبين مدى المعاناة التي يعانيها الأهالي بعد دخول الميليشيات الإيرانية و الشبيحة على حلب.
حتى بشار الأسد رأس النظام السوري لم يستطع هذه المرة التستر على جرائم ميليشياته بل ظهر ليؤكد أن هؤلاء يحتجون بالدفاع عن الوطن لكنهم إرهابيون وسيتم التعامل معهم على حد تعبيره، ولكن ما لا يمكنه إنكاره أن إيران وميليشياتها هي من يدير الأمور داخل حلب بشهادة سكانها وهي من يصدر القرارات دون الرجوع للأسد الذي أصبح تابعاً لإيران وروسيا المساندتين له في قتل السوريين وتهجيرهم.