أنهت وفود الدول الثلاث الضامنة لـ”مسار أستانة” الرامي لحل الأزمة السورية، اليوم الثلاثاء، الاجتماع الرباعي مع الأمم المتحدة، لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية، دون الكشف عن مضمون المباحثات.
وجاء الاجتماع الذي انعقد في المقر الأممي بمدينة جنيف السويسرية، استكمالًا لقرار مؤتمر الحوار السوري، الذي انعقد في مدينة سوتشي الروسية، مطلع 2018.
واستغرق اللقاء أكثر من ساعتين، انتهى بمغادرة وفود الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، باستثناء رؤساء الوفود الذين انتقلوا لغداء عمل مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في المقر الأممي.
ولم يتم الإعلان أو الكشف عن مضمون المباحثات التي تناولت ملف اللجنة الدستورية، فيما انحصرت المباحثات في القائمة الثالثة التي أعدتها الأمم المتحدة من المستقلين والخبراء، دون تناول بقية التفاصيل، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات.
وينتظر أن يتم الإعلان عن نتائج الاجتماع من قبل المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي، أو عبر بيان يصدر من مكتبه.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن الاجتماع يناقش قائمة المستقلين والخبراء وممثلي منظمات المجتمع المدني التي تقدم بها دي ميستورا إلى الدول الضامنة في اجتماع سوتشي الأخير في نهاية يوليو/تموز الماضي.
وينتظر أن يجري دي ميستورا مباحثات مماثلة مع ممثلي الدول الغربية المعنية بالملف السوري، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والأردن ومصر والسعودية، في 14 سبتمبر/أيلول الجاري.
ونقلت مصادر مطلعة، أن خلافات حصلت في اجتماعات أمس بين الدول الضامنة، تركزت بشكل رئيسي على اعتراض كل من روسيا وإيران على قائمة المستقلين التي أعدها دي ميستورا.
وأفادت مصادر واسعة الاطلاع بأن الاعتراض الروسي الإيراني ناجم عن اللائحة التي أعدها دي ميستورا، وهي القائمة الثالثة لتشكيل اللجنة الدستورية، بعدما تقدم كل من النظام والمعارضة بقائمتين، تتألف كل قائمة منهما من خمسين اسماً، وكان دور دي ميستورا تشكيل قائمة ثالثة من 50 اسماً من المستقلين والخبراء وممثلي منظمات المجتمع المدني، وفق مخرجات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وأجرت الدول الضامنة الثلاث، أمس الإثنين، اجتماعات تقنية فنية تمهيدية، لمناقشة موضوع تشكيل اللجنة الدستورية، تطبيقاً لمخرجات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي الروسية بداية العام الجاري، بدعوة من الأمم المتحدة، حيث التقت الوفود بشكل ثنائي، واختتمتها بلقاء ثلاثي، إذ جرت اللقاءات في مقر البعثة الروسية بجنيف، باستثناء لقاء الوفدين التركي والإيراني، الذي جرى في المقر الأممي.
ويترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية، سادات أونال، فيما ينتظر أن يترأس الوفد الروسي مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، في حين يقود الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية، جابري أنصاري، وجرت العادة أن تترأس هذه الشخصيات الوفود المشاركة في المباحثات التي تُجرى في أستانة وسوتشي، مع الخبراء والتقنيين المرافقين لهم.
المصدر: العربي الجديد