منيرة بالوش |
يشكل الطريق الواصل بين منطقتي أطمة وعقربات في شمال محافظة إدلب، الشريان الرئيس للمخيمات والمستشفيات هناك، إذ يكاد السير لا يتوقف عليه، ويُعدُّ من الطرق المزدحمة، ورغم كل تلك الأهمية إلا أنه من أسوأ الطرقات نتيجة الحُفر، والمطبات التي تعيق حركة السير وتزيد الازدحام، إذ إنها تُعدُّ المسبب الرئيس لحوادث السير أيضًا، التي أودت بحياة كثيرٍ من الناس.
يشكوا أهالي المنطقة من صعوبة السير عليه ذهابًا وإيابًا لضيقه وازدحام السيارات والدراجات النارية عليه، ويذكر بعض من التقيناهم أنه “لا يوجد أي مبادرة من قبل الحكومة والجهات المعنية وحتى (المنظمات الإنسانية) لمحاولة إصلاح الطريق رغم أهميته.”
في حين يرجع (أحمد الشيخ) أحد سكان المنطقة أن “قرب المحال التجارية والبراكيات على جانبي الطريق ساهمت في تقلص مساحته، وزيادة الازدحام عليه.”
يتعثر يوميًا عشرات الأشخاص على الطريق وتسبب الحفر المملوءة بالمياه الآسنة إزعاج المارة، ويتحدث (أبو حسن) صاحب محل صغير على جانب الطريق، عن دور الحكومة الغائب في إصلاح الطرقات وتيسير أمور الناس، متسائلاً: “أين تذهب أموال الضرائب والإتاوات المفروضة على الشعب إن لم تصلح الطرقات وتعبد وتردم الحفر وبرك المياه فيها؟!”
حاول (فريق الاستجابة الطارئة) وهو فريق تطوعي أن يرمم الجزء المتضرر من الطريق بردم الحفر الكبيرة بحيث تسهل حركة المرور عليه، (صحيفة حبر) التقت (مالك يحيى) عضو فريق الاستجابة للحديث عن وضع الطريق وأهميته في المنطقة، حيث قال: “يُعدُّ طريق أطمة_عقربات من أهم الطرق التي تنقل أكثر من مليون شخص من وإلى مراكز المدينة، وهو الطريق الوحيد الذي ينقل المرضى والحالات الخطرة من المشفى إلى تركيا، ونظرًا لتلك الأهمية، وبعد الاطلاع على وضع الطريق السيء عن قرب، تمكن الفريق وبجهود فردية عن طريق التبرعات وبتكاليف بسيطة جدًا من ردم الحفر بالإسمنت والبحص والرمل، حيث إن تعبيد الطريق بالزفت يحتاج جهودًا وتكاليف كبيرة تفوق طاقة الفريق، ويجب أن تقوم بها منظمات المجتمع المدني، التي تغض النظر عنه رغم الشكاوى المتكررة على سوء الطريق.”
وعن صعوبات العمل أخبرنا (يحيى) أنه “لم يتم التعاون معهم من قبل أصحاب وسائل النقل لمنع حركة المرور بشكل مؤقت إلى حين الانتهاء من العمل، حيث اضطروا لإعادة ردم الحفر أكثر من مرة بعد مرور الشاحنات الكبيرة عليه قبل أن يجف الإسمنت، فيخرب العمل بشكل كامل، مما جعلهم يكملون العمل في الليل تجبنًا لحركة المرور أثناء النهار.”
وأشار(يحيى) إلى أن “تكلفة الترميم وصلت حوالي 700 دولار وبمساعدة الدفاع المدني الذي أحضر (التركس) وبالتالي خفف من تكاليف إضافية تصل إلى 200 دولار أيضًا، وبعد أسبوع من العمل كانت النتيجة مرضية نوعًا ما وسهلت إلى حد كبير من حركة مرور.”
طريق (أطمة عقربات) واحد من الطرق الرئيسة السيئة للغاية في الشمال السوري،
وهناك أيضًا كثير من الطريق مثله وأسوأ منه، كالطريق الواصل بين إدلب الشمالي وعفرين مرورًا بترمانين وصولاً إلى دارة عزة، وهو مليء بالحفر والمطبات رغم كثافة المرور عليه أيضًا.
ناشد عضو فريق الاستجابة، الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتحمل مسؤوليتها في ترميم الطرق وإصلاحها وتزفيت الترابية منها؛ لأن الجهود الفردية التطوعية يمكن أن تصلح جزءًا يسيرًا منها لكنها لا تحل المشكلة بشكل كامل وتحتاج تكاليف كبيرة تفوق طاقة أي فريق تطوعي أو جهود فردية.