وجّه «جيش الفتح» الذي يضم عدة فصائل ثورية ضربة قوية إلى القوات النظامية السورية وميليشيات حليفة من جنسيات أجنبية في ريف حلب الجنوبي، حيث تمكّن من السيطرة على مجموعة قرى بعد اشتباكات دامية دامت أربعة أيام .
ولفت ناشطون إلى أن الخسائر التي مُني بها «حزب الله» اللبناني في معارك جنوب حلب هي الأكبر منذ معركة القصير في ريف حمص عام 2013.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) بأنه «ارتفع إلى 86 على الأقل عدد المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وعربية وآسيوية» ممن قُتلوا في الاشتباكات التي شهدتها قرية خلصة وقرى أخرى بريف حلب الجنوبي على مدى الأيام الأربعة الماضية، بعد هجوم عنيف شنّته فصائل يقودها «جيش الفتح» .
وأضاف أنه «من بين مجموع القتلى ما لا يقل عن 25 عنصراً من حزب الله اللبناني، كما أن الغالبية الساحقة من القتلى هي من جنسيات عربية وآسيوية».
وعزا سبب الخسائر البشرية الكبيرة هذه إلى «القصف الصاروخي المكثف من قبل الفصائل وتفجير العربات المفخخة، في حين يسود استياء في صفوف حزب الله والمسلحين الإيرانيين بسبب عدم مساندتهم من قبل الطائرات الروسية».
وأشار المرصد إلى «أنه في حال استمر غياب الدعم الجوي الروسي عن معارك ريف حلب الجنوبي، فإن النظام والمسلحين الموالين له قد يخسرون في أي وقت بلدة الحاضر بالريف الجنوبي لحلب».
أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فاعتبرت أن «جيش الفتح قلب المعادلة في الشمال السوري بعدما فرض سيطرته على ثلاث قرى استراتيجية مهّدت الطريق أمامه ليعود لاعباً بارزاً في ريف حلب الجنوبي، متفوقاً على الآلة العسكرية الروسية والإيرانية في مساحة جغرافية ضيقة جداً».
وأشارت الشبكة إلى أن «جيش الفتح» سيطر أولاً على قرية خلصة بعد اشتباكات عنيفة دارت مع القوات النظامية والميليشيات الشيعية المتحالفة معها وبدأت قبل قرابة أسبوع، ثم سيطر على قرية زيتان «التي سقطت نارياً مع سقوط خلصة». وزادت أن «(جيش) الفتح تابع تقدمه باتجاه برنة التي يتشابه وضعها مع زيتان، لتتسع مساحة السيطرة الخاضعة للفتح بشكل كبير، ويفتح معه الشهية للهجوم على المركز الأكبر في تلك المنطقة الاستراتيجية ألا وهي الحاضر التي تُعتبر المركز الأساسي للقوات الإيرانية» ولتلك العاملة تحت إمرتها.
وذكرت «شبكة شام» أن عناصر «جيش الفتح» كانوا قد قتلوا 30 عنصراً من القوات النظامية والميليشيات الحليفة وجرحوا العشرات نهار الجمعة وأسروا عنصراً من «حزب الله» اللبناني خلال اشتباكات عنيفة دارت داخل قرية خلصة.