استعاد “جيش فتح القلمون” السيطرة على تلة موسى الاستراتيجية في القلمون الغربي بريف دمشق، بعد ساعات من سيطرة ميليشيا “حزب الله” اللبناني عليها.فصائل المعارضة في “جيش فتح القلمون” استعادت ليلة أمس السيطرة على تلة موسى، بعد الهجوم المباغت على مواقع ميليشيا “حزب الله” فيها وقتل 8 منهم بالإضافة إلى إصابة العشرات، مشيراً أن هذا التقدم للمعارضة أربك الميليشيا ما دفعها إلى استهداف المنطقة بالصواريخ المضادة للدروع.ولفت “التلي” إلى أن الاشتباكات مازالت مستمرة في محيط التلة وغيرها من المناطق في جرود القلمون بين “جيش فتح القلمون” من جهة، وميليشيا “حزب الله” مدعومة بقوات النظام من جهة أخرى. وقال إن المواجهات كر وفر.وبيّن الناشط “التلي” أن “جيش فتح القلمون” هو من انسحب من تلة موسى لأهداف وصفها بـ”التكتيكية” معتمداً على أسلوب الكر والفر واستنزاف ميليشيا “حزب الله”، مضيفاً أن عشرات التلول في جرود القلمون مازالت تحت سيطرة “جيش فتح القلمون”.وقلل “التلي” من الضجة الاعلامية التي رافقت سيطرة ميليشيا “حزب الله” على التلة، معتبراً أنه مع بدء الميليشيا مواجهاتها في القلمون، بدأت وسائل إعلامها تزور ما يجري على الأرض، مستغلة التشابه الجغرافي الكبير بين جرود القلمون ، على حد قوله.وبحسب “التلي” فإن اهتمام ميليشيا “حزب الله” بهذه التل ومحاولتها السيطرة عليه تعود لعدة أسباب وهي :وقوعها في جرود رأس المعرة الملاصقة لجرود عرسال اللبنانية، وارتفاعها إلى ما يزيد عن 2400 متر عن سطح البحر، حيث تعد أعلى قمة شرق طريق المصنع الدولية بين بيروت ودمشق، كما أنها لا تبعد كثيراً عن الحدود اللبنانية.وفي حال السيطرة على التلة من قبل ميليشيا “حزب الله” فإن من شأن ذلك تضييق وشل حركات المعارضة السورية في جرود عرسال من الجهة الشرقية وإغلاق الممرات الجبلية التي يستخدمونها للتنقل وقطع طرق إمدادهم، الأمر الذي سيجعلهم بين خيارين إما التوجه إلى جرود عرسال اللبنانية وإما مغادرة القلمون الغربي إلى الداخل السوري.السيطرة على التلة تعني تأمين سيطرة نارية على مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بها، وإبعاد فصائل المعارضة نحو المرتفعات الجبلية لتأمين ظهر نظام الأسد في دمشق واستمرار تدفق السلاح للحزب من سورية، وهو بحاجة إليها لتأمين ونقل امداداته البشرية واللوجستية إلى القلمون.وفي سياق متصل، لفت القائد الميداني في قوات المعارضة المتواجدة بالقلمون الغربي “أبو طه” إلى أن ميليشيا “حزب الله” وبعد أن استوعبت الصدمة نتيجة هجوم المعارضة المفاجئ، تقصدت أن تبدأ بمواجهتهم من جرود عسال الورد ليس فقط لأنها الأقل وعورة من حيث الطبيعة الجغرافية وإنما لإرغامهم على التراجع أكثر باتجاه شمال القلمون الغربي وصولاً إلى جرود عرسال اللبنانية، وذلك من أجل افتعال معركة من قبل ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” مع “جيش الفتح” في جرود قارة وجريجير خصوصاً وأنها غدرت بهم سابقاً.هدف المليشيا أيضاً “جر المجاهدين وإرغامهم للدخول إلى الأرضي اللبنانية ليصطدموا لاحقاً مع الجيش اللبناني، حيث سيسارع إعلام الحزب وساسته لتأليب الرأي العام ضدهم”، على حد قوله.يذكر أن أبناء القلمون نجحوا بتوحيد صفوفهم ضمن تشكيل عسكري أطلق عليه “جيش فتح القلمون”، لتحرير مدن وبلدات القلمون من سيطرة قوات النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني. واعتمدوا على حرب استنزاف تقوم على شن هجمات سريعة وخاطفة الهدف منها إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف الميليشيا وقوات النظام.
المصدر:
خاص – السورية نت