على بعد أعداد قليلة من مئتي خطوة في الصحافة، وبعزيمة قوية، وجهد كبير، وعمل جاد، وإنجاز متجدد، تقف حبر على بوابة السنة الخامسة لها بعيداً عن أي نمط تقليدي للعمل الصحفي المعتاد، لتكون إعلاما بديلا على مستوى الواقع والممارسة.
لم نفكر في حبر قطّ كيف نتلقف الأخبار وننقلها، ولم نعمل على إعادة نسخ تجربة إعلامية ماضية أو حالية، ولم نسعَ لنشبه أحداً أو نمطاً، أو طريقة معروفة في العمل.
عملنا بالطريقة التي شعرنا أنَّها تناسبنا نحن، وتناسب مجتمعنا، كما أتاحت لنا الممكنات المتبدلة دون أن نتوقف على الرغم من كلِّ الصعوبات والتحديات.
طَبَعنا الصحيفة أحيانا… وتوقفنا في أحيان أخرى عن الطباعة دون أن تتوقف الصحيفة عن الصدور عبر منصاتها الإلكترونية، عقدنا العديد من الندوات الاجتماعية والملتقيات الثقافية، إيماناً منَّا بضرورة أن تلامس الصحافة الناس وتحاورهم بشكل مباشر.
جلسنا بينهم وعايشنا فرحهم ومحنتهم، ضحكنا حيث ضحكوا، وصبرنا حيث صبروا، وعانينا حيث أصابتهم المعاناة، تهجرنا من حيث تهجروا، في أقسى تجربة نمرّ بها كسكان لمدينة محررة انطلقنا منها ومازلنا.
عملنا في مجالات التدريب الصحفي، وعقدنا الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية، ثمَّ أخذنا بيد الشباب الذين زادوا عملنا زخما وحيوية وكانوا الروح المتدفقة التي أحيت الصحيفة في أماكن كثيرة، وأخرجتها من الرتابة والاعتيادية.
ذهبنا إلى المدارس لرعاية مواهب الكتابة والأقلام الصغيرة لكي يشتد عودها، ورافقنا الشباب في جامعاتهم وأماكن نشاطهم وعملهم، وصنعنا معهم أولى الخطوات لإطلاق مجلتهم، مجلة طلاب جامعة إدلب التي صدر عددها الأول بالتزامن مع ذكرى انطلاقة حبر.
حاولنا جاهدين، ومازلنا، أن نبقى نبض القضية التي يؤمن بها السوريون، ومنبراً يعبِّرون من خلاله عن الحرية التي يعيشون من أجلها، نتشارك النجاح والأمل والعمل ووعورة الطريق ومشقة الثبات بإصرار كبير على أن نستمر بالطريقة التي تشبهنا نحن كسوريين وبعفوية ثائر لا يملُّ من الأمل.
المدير العام | أحمد وديع العبسي