غسان الجمعة
دخلت حبر عامها الخامس، لتفتتح في بدايته صفحةً جديدة في العلاقة بين الإنسان والكلمة، وبين الفكر والإبداع، وبين الحب والحرب، دخلتها يتيمة المهد، فاقدة الوجد، أسيرة القلب، بعدك يا حلب … ورغم ذلك ماتزال الكلمة الحرة شوكةً في حلق همجية العصر، عاقدةً الأمل على جبين شباب هذه الثورة.
تستمر الصحيفة اليوم رغم ما واجهته من صعوبات في عامها الماضي عندما فقدت مهد ولادتها “حلب”، وقد سلكت منحىً جديدا في عملها المهني، فأخذت عدة خطوات عملية باتجاه تطوير العمل الصحفي ونشر ثقافة الصحافة في الداخل السوري عبر برامج تدريبة استهدفت ما يقارب ثمانين متدربا ومتدربة أبدوا رغبة بالانخراط في العمل الصحفي عبر بوابة صحيفة حبر.
ولتحقيق المزيد من الارتقاء في هذا المضمار دخلت الصحيفة بعدة شراكات مع جامعة إدلب تشمل التدريب والمشاركة والتغطية إيماناً منها بإعداد جيل من الشباب يثق بنفسه وبقدراته ويعرف معنى حرية الرأي والتعبير ويتقن استخدامها في بناء مجتمعه.
وبهذا الصدد يواكب ميلاد الصحيفة الخامس انطلاقة مجلة طلاب الجامعة بالشراكة مع مكتب الطلبة في جامعة إدلب، وذلك دعماً لصوت الطلاب وتعزيزاً لثقافة الحوار وحرية التعبير وتلبية لأقلام المبدعين فيها.
وتبقى قضية المرأة تشكل الزاوية المهمة في عملية التأثير التي تنشدها سياسة الصحيفة في المجتمع من خلال تبيان ومناقشة ما تتعرض له من مصاعب ومشكلات في منظومتنا الاجتماعية في ظل الحرب، وعززت الصحيفة عملها في هذا العام بشراكات مهنية، لتعزيز وتمكين قدرة المرأة السورية من خلال اعتمادها على نفسها في بناء لبنة المجتمع الأولى “الأسرة”.
إنَّ مداد أقلامنا يدرك أنَّ النهوض بالمجتمع السوري وزيادة وعيه الثقافي والاجتماعي والسياسي وتعريفه بحقوقه وواجباته هو من أهم وسائل تحقيق أهداف الثورة من خلال تعزيز ثقافة المواطنة والمشاركة بالطرح والعمل على كافة الصعد، وتدعم سياسة الصحيفة هذا المنحى من زاوية بناء وتعزيز فكرة المواطن الصحفي في النسيج الاجتماعي السوري، وتفسح المجال لهذا الفرد بأن يكون له صوت دائم على منابر حبر.
ولهذا خَلقت الصحيفة مساحة للتقاطع بين مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الشعب السوري، والحق في اتصال هذا الشعب ومساهمته في عملية التغير والبناء بأن وقفت على مسافة واحة من كلِّ الأطياف الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تتبنى قيم العدل والحرية والمساواة واحترام قضية وثقافة وقيم المجتمع السوري.
سنبقى في حبر الكلمة التي تعمل على إثارة الأسئلة، وترفض أن تهدأ أو أن تحابي أحداً في سبيل قضيتها التي آمنت بها، مهما كبرت التحديات، وسنبقى أيضاً هنا في الداخل السوري، إلى جانب الناس الذين آمنوا بنا، وآمنا بهم، حتى نصل معاً إلى حيث منتهى الأمانة التي نحملها في أعناقنا جميعاً.
في النهاية أود أن أقول للأقلام النابضة بصباحات غدنا المشرق، والمؤمنة بحروف قضيتنا العادلة: كل عام وأنتم بخير، كل عام وشعبنا وأمتنا بألف خير.