بقلم ناصر الدين السالمربما يكون مصطلح (حرب الرسائل) محاطا بالغرابة والغموض بالنسبة إلى شريحة كبيرة من القراء، لأنه غير متداول على نطاق واسع من جهة، وغير مستخدم عمليا بكثرة من جهة أخرى إلى جانب الحرب التقليدية، خاصة إذا علمنا أن بعض هذه الرسائل محظور دوليا ويحرم استخدامها، ويعاقب فاعلها على أنه مجرم حرب.نستطيع أن نقسم رسائل الحرب إلى قسمين: الرسائل البيولوجية والكيماوية -وهو مدار حديثنا- والرسائل المفخخة.تعتبر الأسلحة البيولوجية من أقدم أسلحة الدمار الشامل التي استخدمها الإنسان أثناء نزاعاته وحروبه، وقد اكتسب ذلك السلاح قوة تدميرية في العصور القديمة على الرغم من بدائيته بسبب عجز القدرة الطبية على معالجته وعدم وجود الوسائل للوقاية والحماية منه والكشف عنه وتشخيصه.والرسائل البيولوجية طريقة فعالة في القتل، شديدة التأثير والخطورة، وهي عبارة عن رسالة أو مجموعة رسائل مطلية بمادة جرثومية تستطيع أن تحافظ على حياتها لفترة طويلة مع قدرتها على التكاثر على الرغم من وجودها على سطح جاف، ويحتوي الغرام الواحد من المادة المطلية على حوالي 12 ألف جرثومة، وإن وصول عدد قليل جدا من الجراثيم إلى جسم الإنسان عن طريق اللمس أو الشم يعني وفاته بعد مدة ليست طويلة.وقد استخدم الأوربيون المهاجرون إلى أمريكا السلاح البيولوجي للتخلص من الأعداد الكبيرة من الهنود الحمر، وذلك عن طريق نشر الأمراض غير المعروفة هناك، وقد كان لمرض الجدري دور أساسي في القضاء على الأغلبية الكبيرة من الهنود الحمر آنذاك، حيث تمَّ إرسال مناديل وأغطية لمرضى مصابين بالجدري كهدايا إلى رؤساء القبائل الهندية.أما الرسائل الكيماوية فتستخدم نفس الطريقة إلا أنها تطلى بمادة سمية قوية أو بغازالخردل السامأو غاز vx.ولتجنب الإصابة بأسلحة الرسائل يمكن استخدام الأقنعة والملابس الواقية، والحجز الصحي للمناطق المعرضة للجراثيم.