يلخص أبو عنتر (ناجي جبر) في مشهد الانتخابات لاختيار رئيس (لقاووشه) حال الديمقراطيات العربية في أفضل أشكالها، عندما تمنح المواطن حرية الكتابة وتؤمن له الأجواء المناسبة لذلك من غرفة سرية وتنافس عدد من المرشحين ودعايات انتخابية، وتأخر في ترشح صاحب القبضة العسكرية لكي يعطي انطباعاً بأنه غير مكترث بالسلطة، وإنما يستجيب لرغبة الجماهير بوجوده في مشهد أعاد نسخه (السيسي) بكامل تفاصيله إثر الانقلاب على ثورة يناير.
لكن لا بدّ من الرقيب في اللحظة الأخيرة الذي يضمن نجاح الزعيم العربي بإجماع شعبي قد يفوق عدد المقترعين أصلاً.
إننا نعيش هذا الواقع يومياً، وتقوم عليه أنظمة مدعومة من ديمقراطيات العالم الراقية التي نتطلع إليها ونسألها المساعدة من أجل الوصول إلى تطبيق الديمقراطية والحرية في سورية، مع تجاهل تام لشكل الديمقراطية التي ترسخها هذه الدول في منطقتنا.
إنَّ أيّ انتخابات في سورية يكون فيها الأسد أحد الخيارات المتاحة لن تخرج عن هذا السيناريو مهما حظي بمراقبة دولية، سيكون كل شيء على ما يرام إلا النتائج التي سيخرج فيها مئات المفقودين والموتى لإعطاء صوتهم للقائد المفدى، وكذلك آلاف السجناء وذويهم، وملايين الخائفين من رقيب المرحلة الأخيرة الموجود في وعيهم كجلاد أو سجان أو مقصلة في حال تجرّئهم على كتابة أي شيء سوى حرية ضميرهم المحكوم للأسد، ولا يصدر سوى عنه، وإلّا فهو يمارس فِعلاً عدوانياً وإرهابياً ضد سورية الأسد، وتكون حرية ضميره مشوهة يجب تصحيحها أو التخلص منها لكي يبقى الوطن متجانسًا ونقيًا كقطعة من القماش حالكة السواد.
فلا يجب أن يتوقع أحد أنَّ التغيير سيكون ممكنًا بالوسائل السياسية مادام هذا النظام قابعًا في دمشق. إنَّ الخطوة السياسية الأولى هي إزاحة رأس النظام وركائزه الأساسية بكل الطرق المتاحة، ثم من الممكن أن يبدأ الانتقال السياسي نحو الديمقراطية واقعيًا، وما دون ذلك هي عبارة عن دراما تخييليّة لا أكثر.
رابط الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=n6GTydKOQgQ
المدير العام | أحمد وديع العبسي