في ظل الانفلات الأمني المنتشر في مناطق سيطرة النظام فضيحة جديدة في جامعة دمشق تؤكد مدى الانحلال الأخلاقي والتربوي الذي وصلت إليه المؤسسات التابعة لسيطرة النظام بإدارة البعث الفاسدة وخصوصا المؤسسات التربوية، بالأمس انتشر بين الطلاب الدخان و المخدرات والحشيش واليوم استغلال دكاترة الجامعة الطالبات لمارسة الجنس مقابل النجاح بعروض مغرية توضح مدى تدني المنظومات التعليمية في مناطق التابعة للنظام.
انتشرت مؤخراً فضيحة جنسية كبيرة ومن العيار الثقيل ضجت بها جامعة دمشق، وصلت إلى الشارع الدمشقي وصفحات التواصل الاجتماعي، للدكتور “علي بركات” مدرس مادة الثقافة القومية في كلية الآداب بجامعة دمشق، الذي حاول ابتزاز الطالبات وإجبارهن على النوم معه وتلبية رغباته الجنسية وإرسال صور للفتيات وهن عاريات مقابل النجاح في مواده، وبعد تقديم إحدى الطالبات الشكوى فصل بركات لمدة خمسة أشهر بعد توقيع رئيس جامعة دمشق “محمد حسان الكردي” على قرار طرده سابقاً وعلى عدم تعادل وصلاحيةشهادة الدكتوراه، كون شهادة الماجستير من جامعات السودان غير صالحة، ليعيد هو ذاته توقيع قرار عودته إلى الجامعة كخبرة نادرة دون اكتراث وزارة التعليم العالي لسمعته السيئة والشكاوى التي تقدم بحقه.
وبالفعل عاد بركات إلى الجامعة وفق قرار من رئيس الجامعة الدكتور “حسان الكردي” ليعود إلى الواجهة ملف أسود من ملفات كلية الآداب ألا وهو التحرش الجنسي واستغلال الطالبات اللواتي يعانين من صمت مطلق، لأن صلاحيات “بركات” وسلطته تخوله لامتلاك مفاتيح القسم والكلية والجامعة وحتى وزارة التعليم العالي، كما يدعي بعد تصريحاته العلنية في الكلية بأنه هو من قام بتغيير وزير التعليم العالي الدكتور “محمد عامر مارديني” كونه أصدر قرار طرده من الجامعة سابقاً، وأنه هو من اشترط ترشيح الوزير “عاطف نداف” للوزارة ليوقع له قرار عودته للتدريس في الجامعة.
تتعرض الكثير من الطالبات للابتزاز الجنسي أو المالي للحصول على علامات إضافية وترفيع بعض المواد أو الرسوب بحال الرفض، مما دفع الكثير من الطالبات لترك دراستهن أو الانتقال لفرع آخر مع استحالة فضح الموضوع والسكوت على الظلم خوفاً من الفضائح ونظرة المجتمع لهن بالإضافة لعلاقة بعض المدرسين بضباط المخابرات والأجهزة الأمنية التابعة للنظام الفاسد، فيوقفون عشرات مشاريع التخرج سنوياً مقابل ذلك.
ونقل عبر الكثير من مواقع التواصل والوكالات مقابلات وشهادات لبعض الطالبات اللواتي تعرضن لابتزاز المدرسين بالجامعة، ليأكدن قيام بعض المدرسين بترسيب الطالبة التي لا تعجبهم بغض النظر عن نتائج امتحاناتها وإجبارها على مراجعة مكاتبهم ليتفاوضوا معها حتى تقبل الذهاب مع المدرس للفندق أو أي غرفة مفروشة مقابل ترفيع المادة.
كشف الطلاب بعض أسماء المدرسين الذين يعملون على الابتزاز الجنسي والمادي بجامعة دمشق، مثل مدرس مادة البحوث العلمية في قسم المحاسبة ” شفيق عربش” والمدرس في كلية الإعلام “عمار أبو لبادة” ورئيس قسم التصميم بكلية الهندسة المعمارية، بالإضافة لعلي بركات ذو السمعة السيئة الذي يتحرش داخل القاعات أثناء المحاضرات وبشكل علني بالطالبات أمام زملائها.
وحول ردود فعل طلبة قسم علم الاجتماع على عودة الدكتور “بركات” السيء الصيت تحدث بعض الطلاب دون ذكر أسمائهم أن بركات يستغل مكاتب حزب البعث للابتزاز الجنسي و روت إحدى الطالبات قصة زميلتها عما فعله بركات، انه كان يطالبها يومياً للحضور على مكتبه بالفرقة الحزبية(حزب البعث) لكنها ترفض الاختلاء به لطبيعة تربيتها المحافظة، ليهددها بتعرضها وأهلها للمسائلة الأمنية كما يدعي، وذات يوم بعد انتهاء المحاضرة طلب حضورها للمكتب بأمر هام يتعلق بتقرير أمني مكتوب بحقها من زملائها ومن شدة الخوف ذهبت، ليخبرها أن التقرير خارج الكلية وعليها الذهاب معه للعمل على إغلاقه، ومن خوفها و قلقها ذهبت معه ليغتصبها بإحدى شقق مزة فيلات غربية وهي اليوم مريضة نفسية تركت دراستها وتنتظر الفرصة حتى تنتقم منه.
رغم التزام الطالبات للصمت عن التحرش بهن إلا أن إحدى الطالبات وهي طالبة محجبة واجهت بركات وقدمت الشكوى بقسم الدكتورة “أمل دكاك” لتجيبها أن عليها الصمت وإلا العواقب سيئة لارتباط بركات بالأجهزة الأمنية، وبعد استفسارات من جهات إعلامية عن عودة بركات قالت دكاك: نعم عاد وأنه تاب عن أفعال التحرش ووعد بعدم تكرار أفعاله السابقة، وبعد الخروج تحدثت إحدى الطالبات أن رئيسة القسم حاولت التصدي لكن دون جدوى وكانت تستقبل الطالبات وتستسلم الشكاوى وتتعاطف معهن، ولكنها أقدمت على مصالحته وأصبحت العلاقة حميمة جداً وتنادي عليه “أبو حسين” الاسم المحبب له، ليفقدن السند الوحيد بهذا القسم، وأضافت أن بعض المدرسين يرفضون سلوكياته ولكن لا يمكنهم مواجهته ويتقون شره.
وأبدى طالب يحضر أطروحة الدكتوراه في القسم أيضا استغرابه من تعجب الطلبة بكيفية عودة بركات الى القسم قائلاً: الموضوع عادي جداً، فالعديد من الأساتذة في جامعة دمشق لديهم الملف الأخلاقي نفسه في إضبارتهم و عادوا الى الجامعة من خلال الواسطة، وحتى لا أتحدث بعيداً أذكركم بأن أستاذه لبركات الدكتور “أديب عقيل” لديه ملف أخلاقي في التسعينات، وقد توقف عن التدريس لسنوات بسبب اغتصابه لطالبة في القسم وعاد الى القسم بقوة أكبر من السابق وقد كوفئ بتعينه رئيسا للقسم اعوام 2009-2010-2011 ، وقد قرأت ملفه الأخلاقي بنفسي في مكتب رئيسة القسم عام 2013 ، عندما كنت طالب ماستر.
ونذكر هنا أن الدكتور علي بركات يعمل في جامعة دمشق بعقد خبرة من الخارج وعادة ما تبرم الجامعة هذه العقود مع دكاترة من خارج الملاك لعدم توفر الاختصاص في الجامعة، وهو متقاعد من عمله الوظيفي السابق كموظف مدني (حاجب) في مكتب اللواء بهجت سليمان، وأثناء خدمته حصل على شهادة الماجستير من احدى الجامعات السودانية والدكتوراه من جامعة دمشق.
ماذكر جزء بسيط عما يحدث بمؤسسات النظام ونلاحظ انتشار أوبئة الفساد والانحلال الأخلاقي على مرأى ومسمع الجميع دون العمل على حلها أو التخفيف منها، لكن كيف ذلك و المسؤولون عن ردع المخطئين هم من يفتعلون ويفسدون المجتمع بكل ماأوتوا من فساد وانعدام الأخلاقيات.