في الشمال السوري وتحديداً في حلب وريفها كانت ذروة المواجهات المسلحة بين شهر تموز وشهر أيلول من عام 2012، حيث خرجت مناطق عديدة في الشمال السوري عن سيطرة نظام الأسد امتدت من جزء المدينة الشرقي حتى معبر باب السلامة ومناطق واسعة من الريف، وتسببت هذه المواجهات بحركة نزوح كبيرة أفرغت العديد من المناطق من ساكنيها، وتدمر عدد من المدارس، وشُغل عدد آخر من قبل النازحين مما هدد بإيقاف العملية التعليمية التي تبدأ في شهر أيلول في سوريا من كل عام.
في ذلك الوقت لم يكن هناك أي موارد متاحة، ولم تكن المنظمات الدولية قد باشرت أعمالها، وكان من بقي من السكان ممن يعيشون في المناطق التي تتعرض لهجوم أو تشهد مواجهات، يعانون فوضى كبيرة وحاجة ماسة للطعام وموارد الطاقة والخدمات الطبية، كما يحكي لنا محمد أحد العاملين في أول المدارس التي تم تجهيزها في حلب في ذلك الوقت بجهود أهلية.
مدارس من بين الأنقاض
يقول محمد: بدأ التعليم بجهود أهلية خالصة، استشعر الناس منذ ذلك الوقت أنّ عدم افتتاح مدارس سيؤدي إلى نزوح جديد لمن بقي، وأنّ الانخراط في الثورة في ذلك الوقت كان يتضمن قيماً مهمة حول العلم والمعرفة، فكان لابدّ من تقديم نموذج مختلف عمّا هو سائد. شعر غالبية الأهالي أنهم معنيون بذلك لكي يقدموا صورة مشرقة عن نضالهم. الكل يذكر في تلك الأثناء كيف بدأ يتشكل ما يعرف بمجالس الأحياء، وفي كل مجلس حي كان هناك مكتب يقوم عليه بعض الشباب الجامعيين لإدارة التعليم، كما كان هناك مكاتب لإدارة شؤون الخدمات الأخرى.
كنتُ أنا أحد هؤلاء، لم يكن ممكناً في ذلك الوقت في حي الكلاسة أن نستخدم المدارس النظامية لأنها كانت مستهدفة بالقصف، وحتى بداية أيلول يوم خطر لنا أن نحاول افتتاح مدرسة يقوم عليها المتطوعون كانت المدارس العشرة في الحي قد تعرضت للقصف، وتعاني من إصابات متفاوتة فيما عدا مدرسة واحدة كانت مليئة بالنازحين، حيث كانت تقع هذه المدرسة في تجمع سكني مغلق يجعلها أكثر أماناً وأقل استهدافاً، اضطررنا لنقل أثاث المدرسة إلى أحد المساجد لنقيم في طابقه العلوي ستة صفوف كانت أول مدرسة استقبلت في ذلك الوقت حوالي 120 طالباً في يومها الأول. بعد ذلك أخذت الأعداد تتزايد، وعادت بعض العائلات إلى بيوتها، وبدأت التجربة تنتقل لمعظم المناطق في حلب وفي ريف حلب ومع بداية عام 2013، كان هناك أكثر من 30 مدرسة افتتحت في المناطق الشرقية في حلب بجهود تطوعية خالصة وبدعم من الأهالي لشراء مستلزماتها. أحد هذه المدارس كانت تقترب من الشكل النموذجي جداً من حيث عدد الطلاب وتقديم وجبات غذائية يومية لهم في ظل فقدان موارد الرزق عند الأهالي بالإضافة لتقديم القرطاسية.
في ريف حلب كان الأمر مشابها، وفي كل قرية تقريباً استطاعت الفرق التطوعية نقل التجربة والبدء بافتتاح مدرسة إما في قبو أو في مسجد أو في بيت قديم، أو في مدرسة نظامية لم تتعرض للقصف.
في العام الأول والثاني كان التعليم في مناطق الشمال السوري بشكل خاص وفي غالبية مناطق المعارضة يقوم على المتطوعين والدعم الأهلي، ولم يكن هناك تدخل للمنظمات في هذا العمل فيما بعد، مما جعل الفجوة كبيرة بين الحاجة والقدرة على تلبيتها، وأدى إلى عدم التحاق العديد من الأطفال بمدارسهم، وزيادة موجات النزوح باتجاه المخيمات أو باتجاه المناطق الأكثر أمناً حول الحدود أو اللجوء إلى دول الجوار.
استطاعت هذه المدارس رغم قلة عددها وعدم توفر التمويل اللازم تقديم نموذج للتعليم والأنشطة كانت تفتقر له مدارس النظام السوري، وعملت الكثير منها على إضافة برامج للتدريب وتنمية المهارات للمناهج الجامدة كما سنرى في تجربة بنيان على سبيل المثال في هذا البحث.
كما دعمت برامج للدعم النفسي الذي صار جزءاً أساسياً لكل المدارس التي تعمل في مناطق المعارضة تقريباً بعد بدء الدعم الدولي من خلال المنظمات للتعليم في سوريا. وعلى الرغم من هذا الدعم إلى أن الفجوة تزداد اتساعاً بين الحاجة للتعليم والجهود المقدمة من أجله بسبب استمرار العمليات العسكرية.
شاهد فيديو عن الأطفال في المخيمات
Mohammad says:
Education began with purely civil efforts, since then, people felt that the failure to open schools would lead to a new displacement of those who remained, to be involved in the revolution at that time included important values about science and knowledge. It was necessary to present a different model than the one was prevailing. The majority of people felt they were involved in this in order to reflect the bright side of their struggle. In the meantime, everyone still remembered how started to establish “neighborhood councils”, and in each neighborhood council there was an office on which some young university students were based to run education, and there were offices to run other services.
I was one of those, at that time in” AL Kalassa” neighborhood. It was not possible to use official schools buildings because they were targeted by bombardment, until the beginning of September, we tried to open a school on which volunteers are working on. The ten schools in the neighborhood were bombed and suffered from various damages; except for one school full of IDPs. This school was located in a closed residential area that makes it safer and less targeted. We transfer the school furniture to a mosque to establish six classrooms in its upper floor, the first school at that time received about 120 students on its first day.
Then the numbers were increasing, the attempt began to move to most neighborhoods in Aleppo and in its countryside, by the beginning of 2013, there were more than 30 schools opened in the eastern regions of Aleppo with purely voluntary efforts and with the support of the residents to purchase the educational requirements and supplies.
One of these schools was close to the very typical form number of students and the provision of daily meals to them under loss of living resources among parents as well as the provision of stationery.
In the countryside of Aleppo, it was similar, and in almost every village, volunteer teams managed to transfer the attempt and start opening a school either in a basement, in a mosque, in an old house, or in an official school building that was not bombed.
During the first and second years of the revolution, education in the areas of the north of Syria in particular and in the opposition areas in general was based on volunteers and locals support, and there was no NGOs intervention in this field leading to widening the gap between need and response from one side and increasing the number of drops out on the other side in addition to the increasing of displacements waves toward the camps or toward safer areas close to the borders, or even seeking refugee in the neighbouring countries.