بقلم نور العليتوالت الأحداث الأخيرة التي من شأنها أن ترسم مستقبلا جديدا للبلاد، وكانت بدايتها بتحرير إدلب مدينة وريفا، لتكون المدينة الأولى التي تخلصت من وطأة نظام غاشم ظالم، لتتابع سير العمليات مانحة بذلك العزيمة والتنافس للفصائل الأخرى وعلى كل الجبهات من الشمال إلى الجنوب.لم يلبث الثوار إلا أيامًا أو أشهر قليلة على وجه الصحة حتى أعلنوا بدء عملياتهم لتحرير حلب بقسمها الغربي، ذاك الحلم الذي كان ضربًا من الخيال وأنشودة معجزة رددوها آملين بأن تصبح حقيقة ذات يوم، وها هي الآن بدأت شمسها بالإشراق وآن لهذا الليل الطويل المخيف المعتم أن ينقشع إلى غير عودة، لترتسم بعده ابتسامة أمل في سماء عشقت معنى الحرية وعلى وجوه لطالما انتظرت هذه اللحظة طويلا.وفي ظل الإنجازات التي يحققها الثوار على الأرض هناك أسئلة تفرض نفسها وبشدة باحثة عن أجوبة لن يستطيع أحد الإجابة عنها، إذ إنها مخبئة في صناديق الأيام لا تعرف إلا لحظة عيشها ومعايشتها. ومن هذه الأسئلة: ما مصير حلب بعد التحرير؟ هل ستصبح مدينة مقفرة خالية من أهلها؟ وماذا عن سكانها الذين غادروها مكرهين هل من عودة لهم بعد طول غياب أو أنهم تأقلموا ووضعهم الجديد وسيبقون مشتتين في أنحاء شتى من دول الجوار؟وماذا عن النظام هل سيقبل بهزيمته النكراء وينسحب منها دون قصف أو أنه سيحاول بكل ما أوتي من حقد أن يخرب البلاد ويشرد العباد؟ويبقى السؤال الأقوى هل بتحرر حلب سترتسم خارطة جديدة للبلاد ويكون التقسيم أو أنها بداية النهاية لسقوط الأسد؟أسئلة كثيرة واحتمالات أكثر ولكن يبقى الأمل بتحرير حلب والعيش بحرية بعيدًا عن القهر والظلم الجور.رجاؤنا أن تصبح حلب عدالة بعد ظلم، وعلما بعد جهل، وعمارًا بعد خراب، رجاؤنا أن تكون لنا كما نحلم أن تكون.