مرج جاويش |
ماتزال المجازر في أرياف حلب وإدلب مستمرة نتيجة سياسية الأرض المحروقة التي يتبعها النظام السوري وروسيا في السيطرة على الأراضي واستمرار قضم المناطق المحررة، لتزداد معاناة المهجرين من مدنهم وقراهم وتتفاقم المأساة السورية ويتسع الخرق على الراقع.
إلا أن الحملات التطوعية ما تزال مستمرة لتغطية ما أمكن من حاجات الأهالي، وهذه المرة في إطار تغطية صحيفة حبر لتلك الحملات رصدت عددًا من الأشخاص قاموا بفكرة صغيرة ليست جديدة، لكنها فريدة من نوعها لمشاركة العديد من الجنسيات العربية بها لدعم إخوانهم السوريين.
وكانت الفكرة إطلاق عدة حملات من قبل متطوعين لجمع الثياب الشتوية والحطب والفحم والأغطية من أجل الوقاية من برد الشتاء في الداخل السوري.
حملة لأجلهم
انطلقت الحملة في الشهر الثاني عشر من العام 2019 تحت مسمى “لأجلهم” وتهدف لإرسال المساعدات لأهل إدلب كي تقيهم من أحد أسباب الموت هناك نتيجة البرد.
صحيفة حبر التقت (عبد العزيز) المنسق في حملة (لأجلهم) الذي أفادنا عن الحملة بقوله: “بدأت الحملة بتاريخ 25/12/2019 وكانت ساعات الدوام تبدأ من الثامنة والنصف صباحاً وحتى الثامنة والنصف مساءً، وفي بعض الأحيان تمتد للعاشرة ليلاً.
شارك في الحملة أشخاص من جنسيات مختلفة (أتراك، وعراقيون، وليبيون، ومغاربة، ومصريون، وفلسطينيون) وسوريون بالضرورة.
والمثير للانتباه وللإنسانية أيضاً أنه حتى أصحاب الهمم العالية (ذوي الاحتياجات الخاصة) قاموا بالمشاركة والمساعدة وكان لهم دور كبير وفعال في الحملة.”
وأوضح عبد العزيز “أنهم استطاعوا جمع أكثر من 68 ألف قطعة لباس، بالإضافة إلى الأغطية وفرشات الأسرة والإسفنجات، و100 طن من الفحم.”
واختتم عبد العزيز حديثه بقوله: “بدأنا بتوزيع ما حصلنا عليه وجمعناه مباشرة بتاريخ 7/1/2020 وانتهينا منذ فترة وجيزة، وتم توزيعهم بمناطق مختلفة في الداخل السوري كأريحا ومركز المدينة وكفر تخاريم والمخيمات ومناطق أخرى.”
(حملة جارك بردان)
لم تقتصر الحملات والمساعدات على الداخل السوري فقط، إذ إن حملة (جارك بردان) انطلقت لمساعدة أهلنا وإخوتنا في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا.
مدير حملة (جارك بردان) (حذيفة عقاد) أوضح لصحيفة حبر أن “الحملة تقام للمرة الثانية في ولاية غازي عنتاب، وكان يجب أن تبدأ ما بين الشهر 12 والشهر الأول من العام الجديد، لكن هذه المرة تأخرت بشكل بسيط بسبب انشغالنا بحملة لأجلهم التي حصلت على مستوى تركيا تقريباً.”
وأكد عقاد أن “الحملة ضمت متطوعين من مدينة غازي عنتاب، وتهدف لمساعدة اللاجئين الموجودين في المدينة.
وكان الهدف جمع ما بين الـ 15 إلى 20 ألف قطعة ثياب وأغطية وغيرهم، وتم جمع قرابة الـ 10 آلاف قطعة ملابس لتقيهم من برد الشتاء، وتوزعوا على 190 إلى 200 عائلة تقريباً، وكانت العائلة تضم 5 أفراد، وكل فرد حصل على ثلاثة قطع تقريباً.”
وأوضح عقاد أن الملابس الجديدة أو المستعملة يعاد ترتيبها وتنظيفها بشكل يليق بإخوتنا وأهلنا، ويتم فرز القياسات والملابس الشتوية والصيفية والأصناف للإناث والذكور والأطفال وبعدها يقومون بتغليفها لتصبح جاهزة للتوزيع.
هذا وقد استمرت الحملة لمدة 11 يوماً، وإذا عدنا إلى عام 2015 فإن جارك بردان هي استمرار لحملة (لمسة دفا) في ذلك العام، ولكن أرادوا تقسيمهم بحيث تكون الأولى للداخل التركي والأخرى للسوري، بحسب ما أشار إليه عقاد.
إن هذه الحملات والمبادرات يجب أن تستمر بشكل دوري حتى وإن لم يكن سببها البرد بالشتاء، لأن الكثير من الناس ليس لديهم القدرة المادية لشراء احتياجات الحياة الأساسية بفصل الشتاء خاصة.