عبد الكريم الثلجي |
أعلن مركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سورية CVDCS، ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل عن إقامة حملته السنوية الرابعة بعنوان: (محاسبة النظام السوري على جرائمه واجب أخلاقي) وذلك لدعم حقوق ضحايا الأسلحة الكيماوية التي ستشمل نشر صور رمزية وتعميمها لمدة ٨ أيام، للإشارة إلى جرائم الأسلحة الكيماوية المرتكبة بحق السوريين على مدار سنوات الثورة السورية السبع، على أعين ومرأى المجتمع الدولي.
تأتي هذه الحملة لتعزيز مفاهيم حقوق الضحايا السوريين ولتذكير الرأي العام بجرائم الحرب واستخدام النظام السوري لتلك الأسلحة بشكل مستمر، الذي شكل انتهاكاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وتهديداً للسلم والأمن الدوليين.
(أحمد الأحمد) الناطق باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سورية في تصريح خاص لصحيفة حبر قال: “إن الهدف من هذه الحملة هو التذكير بجرائم الأسلحة الكيماوية التي عملنا على توثيقها منذ عام 2013 حتى يومنا هذا، وتجديد المطالب بمحاسبة المسؤولين عنها وعدم السماح للتقادم بإسقاطها”.
وأضاف الأحمد: “نشعر في مركز توثيق الانتهاكات الكيماوية في سورية CVDCS أن هذا الملف أمانة في أعناقنا، ويجب ألا نقف عن الكفاح حتى تحقيق العدالة المنتظرة لذوي الضحايا الذين سقطوا ضحية هذا الإجرام، وبما أننا ساهمنا في تسعة مشاريع مع بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وفي ستة مشاريع مع جهات دولية أخرى، يجب علينا الاستمرار والكفاح والنضال بكافة الطرق لإنصاف ضحايا تلك الأسلحة.”
وتابع (الأحمد) موضحاً سبب توقيت الحملة: “إن هذه الحملة جاءت استباقًا لبدء فريق من عشرة خبراء تم تكليفهم من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في مهمة تحديد المسؤولين عن هذه الهجمات، وسيقوم الفريق بدراسة كافة الضربات التي حققت بها المنظمة سابقاً منذ عام 2014 حتى يومنا هذا.”
وأشار الأحمد إلى أنهم متحمسون جداً للتقارير التي سوف تصدر عن هذا الفريق.
وفي سياق متصل دعا المركز في بيانه كافة مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والناشطين، للمشاركة بهذه الحملة دعمًا لأهدافها وسعياً للمطالبة بمحاسبة المتورّطين باستخدام الأسلحة المحظورة دوليًّا، وقد استجابت عدة فعاليات مدنية في مدن وقرى الشمال السوري المحرر وشخصيات إعلامية وحقوقية لهذه الحملة، مؤكدين ضرورة محاسبة هذا النظام المجرم الذي أمعن في القتل والاجرام بحق الشعب السوري.
وكان مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية CVDCS قد أعدّ فلماً توثيقياً مع عدد من الناشطين السوريين والعرب لتسليط الضوء على استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، ويُعد الفلم أول عمل إعلامي توثيقي يتناول السلاح الكيماوي الذي استُخدام بوحشية مطلقة في قتل السوريين، إذ يعرض حادثة الغوطة وخان شيخون ومناطق أخرى في سورية تم استخدام السلاح الكيماوي فيها، وركز على البعثات المختصة ولجان التحقيق وآلية عملها.”
الجدير بالذكر أنّ النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي ضدّ المدنيين 261 مرة نتج عنها: 3423 ضحية وحوالي 13943 إصابة أغلبهم من الأطفال والنساء.
واستمر النظام السوري على مدار ست سنوات في استخدامه ضارباً المعاهدات والاتفاقيات الدولية عرض الحائط، بالإضافة إلى قيام اثنا عشر فريقًا دوليًّا بالتحقيق والتفتيش باستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً، ومازال السوريّون مكبّلين بقيود العدالة المنتظرة وتقديم المجرمين للعدالة.