سلوى عبد الرحمن
أطلقت هيئة إدارة الخدمات في الشمال المحرر بالتعاون مع إدارة معبر باب الهوى بتاريخ 20/4/2017حملةً لتعبيد وإصلاح الطرق الرئيسية والمحورية بما يخدم المدنيين في الشمال السوري المحرر، وتعتبر هذه الحملة من أكبر المشاريع في المنطقة، حيث تمَّ انتقاء الطرقات الأكثر أهمية بعد تقييمها من قبل الهيئة، هذه الطرقات تربط التجمعات والمنشآت الحيوية، وهي طريق سرمدا الدانا الأتارب كفرناها، وهذا الطريق يربط ريف حلب الغربي بالشمال السوري، وكذلك طريق إدلب معر تمصرين باب الهوى، وطريق سراقب تفتناز زردنا حزانو، وطريق باب الهوى عقربات أطمة الذي يخدم أهل المخيمات، وطريق إدلب سراقب معرة النعمان خان شيخون الذي يربط ريف حماة الشمالي بالشمال السوري، وأخيرًا طريق أريحا أورم جسر الشغور الذي يربط جبل التركمان وجبل الأكراد بالشمال السوري.
إنَّ معظم الطرقات في المناطق المحررة تحتوي على مطبات وحفر وتهالكٍ في الإسفلت بسبب الغارات الجوية عليها خلال سنوات الحرب وغياب الصيانة الدورية، الأمر الذي يؤدي إلى حوادث كثيرة بشكل متواصل، ومهمة المشروع هي صيانة تلك الطرقات التي خربتها الغارات والآليات الثقيلة.
وعن أهمية هذه الطرقات تحدَّث (م. عبد الحكيم الأسعد) مدير إدارة الأشغال العامة لصحيفة حبر: “يعتبر طريق معبر باب الهوى على الحدود التركية السورية الشريان الخدمي والاقتصادي الرئيسي لكافة المناطق المحررة في الشمال السوري، ونحن نعمل على إصلاح تلك الطرقات من خلال تزفيت بعضها بشكل كامل، وصيانة البقية وتوسيع المنعطفات التي يحدث فيها ازدحام مرور للسيارات قدر المستطاع”.
وذكر (الأسعد) أنَّ مجلس المدينة شارك بشكل جزئي في المشروع، وهو طريق إدلب معرتمصرين، وأنَّ الهيئة أنهت العمل في كلٍّ من طريق معبر باب الهوى عقربات، وعقربات أطمة إدلب معرتمصرين، وقد رست المناقصات الأخرى على أحد المقاولين لتنفيذ المشروع بأكمله خلال فترة قريبة.
وأضاف (الأسعد) أنَّ هيئة إدارة الخدمات ستعمل على صيانة طرق أخرى جديدة بعد الانتهاء مباشرة من هذه الحملة.
وفي لقاء آخر لحبر مع متعهد جزء من المشروع (مهدي لاذقاني) أفاد أنَّ هذا العمل تمَّ إنجازه على مرحلتين: الأولى من مدينة إدلب حتى الهباط، وقد نفذته بلدية إدلب بالتعاون مع شركة البراء للمقاولات، والثانية من منطقة الهباط حتى معبر باب الهوى، وتمَّ تنفيذه من قبل هيئة إدارة الخدمات.
لا يعتبر طريق إدلب باب الهوى إسعافيا فحسب، بل هو الطريق الحيوي والرئيسي الوحيد للشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري، والسلع الاقتصادية من محاصيل زراعية وغيرها، ويعاني منه جميع السائقين وخاصة سائقي سيارات الإسعاف.
(أم أحمد) أرملة من مدينة إدلب تروي لحبر عن معاناتها من الطرقات الوعرة: “سررت كثيرًا بتزفيت وإصلاح الطريق الإسعافي لتسهيل نقل المصابين، فقد كان يزيد من حالة المصاب أو المريض سوءًا، وكنت عانيت منه خلال نقل زوجي من إدلب إلى مشفى باب الهوى إثر جلطة قلبية، كنت عاجزة عن تثبيت زوجي على السرير في سيارة الإسعاف بسبب المطبات والحفر التي تسببت بسقوطه أرضًا ووفاته على إثرها”.
تأسست هيئة الخدمات في 1/8/2015 التي تعتبر هيئة خدمية مدنية تعنى بتنفيذ المشاريع في مناطق الشمال المحرر، وجميعها تصبُّ في خدمة المواطن واحتياجاته من ترميم وإصلاح للطرقات والمدارس، وحفر آبار للمياه في المخيمات والصرف صحي، وصيانة أبنية بعض المؤسسات الحيوية، وتأمين بعض المواد اللازمة للمخابز والهاتف وغيرها من المنشآت الحيوية.