تضامنًا مع الغوطة الشرقية أطلق ناشطون سوريون حملة بالتعاون مع الائتلاف لمقاطعة كأس العالم الذي سيقام في حزيران هذا العام في روسيا، حيث ستُستقبل ملايين الجماهير لمتابعة كرة القدم، وذلك للفت انتباه العالم إلى الحملة الشرسة التي تقوم بها روسيا في سورية عامة والغوطة الشرقية خاصة لحشد تأييد لاعبي الكرة والجماهير لمقاطعته عبر عدة نشاطات قام بها الناشطون.
في سياق متصل مع الصحفي “فارس العلي” أحد منسقي الحملة في إستانبول قال لصحيفة حبر: “إن نشاطات الحملة متعددة، بدأناها بمنتجات مرئية أخذناها من فيديوهات تنتجها روسيا ونستغلها بإضافة المجازر التي ارتكبتها مؤخرًا في الغوطة الشرقية على تلك الفيديوهات، كما نظمنا وقفات تضامنية لنشاركها في ذكرى الثورة، وقمنا بطبع شعار البطولة والكرة الذي استثمرناه لصالح الحملة على قمصان سنقوم بارتدائها وتوزيعها.
على صفحةRussia war cup على الفايسبوك عبّر أطفال سوريون من المخيمات عن مقاطعتهم لكأس العالم بكلمات شاركوا بها في الحملة، وصوروا فيها ما ترتكبه روسيا بحقهم من قتل لأصدقائهم وإخوتهم وتهجيرهم في المخيمات.”
وأضاف: العلي: “نسعى للحشد والمناصرة لحملتنا التي بدأناها بحملة على منظمة آفاز التي تهتم بقضايا الإنسان وحقوقه، ووجهنا رسالة للاتحاد الدولي لكرة القدم شرحنا فيها أن روسيا دولة مجرمة لا تستحق إقامة كأس العالم على أراضيها، إضافة إلى أننا تواصلنا مع الاتحادات العالمية الرياضية وأشهر اللاعبين لتعريفهم بحقيقة روسيا.”
وعن أهداف الحملة أوضح العلي قائلا: “الهدف منها لفت أنظار المجتمع الدولي واللاعبين ودوائر صنع القرار في مختلف أنحاء العالم لما ترتكبه روسيا في الغوطة الشرقية على وجه الخصوص وسورية عمومًا، وما ألحقته حملاتها الجوية الشرسة من أذى بالطفولة السورية، وذلك للضغط على روسيا لإيقاف حملتها الهمجية على الغوطة الشرقية وفتح الطرقات وإدخال المساعدات للمدنيين المحاصرين فيها كهدف أساسي، إضافة للضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA لإلغاء استضافة كأس العالم في روسيا كهدف آخر.
روسيا التي ستستقبل ملايين الجماهير هذا العام على أرضها لمتابعة كرة القدم لإيصال رسائل مزيفة أنها دولة تحب السلام وتسعى له، هي نفسها التي تقتل وتدمر وتجرم بالسوريين منذ بدء تدخلها عام 2015 حتى الآن، إما بشكل مباشر بطائراتها الحربية أو عن طريق دعم نظام الأسد بالخبراء والأسلحة، حيث أنشأت قاعدة جوية لها في مطار حميميم بريف اللاذقية، وقد أسفر هذا التدخل عن قتل وتشريد وتهجير مئات الآلاف من المدنيين، وهي نفسها من سرقت الابتسامة والبهجة والفرحة من وجوه أطفال سورية وحرمتهم لعبة كرة القدم، فكثير منهم بات بلا أطراف.”
وتفاءل العلي بنجاح هذه الحملة على أمل تحقيق أهدافها أدناها إيقاف الحملة الهمجية على الغوطة الشرقية وإدخال المساعدات للمدنيين المحاصرين.
عالميًا، تداولت وسائل إعلام بريطانية أنباء عن احتمال انسحاب المنتخب الإنكليزي من كأس العالم 2018 في روسيا، إذا ما تأكد وقوف موسكو خلف محاولة قتل الجاسوس الروسي المزدوج “سيرغي سكريبال” الذي يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية، حيث تعرض لهجوم هو وابنته بغاز الأعصاب في مدينة سالزبري جنوب إنكلترا في مطلع هذا الشهر.
وقالت صحيفة (ديلي ميل): “إن أستراليا وبولندا واليابان، قد تقف بجانب إنجلترا وتقاطع المونديال الروسي الذي سينطلق بعد ثلاثة أشهر إذا ثبت تورط روسيا في محاولة قتل الجاسوس.”
وبما أن أستراليا عضو في استخبارات “الأعين الخمس”، وهي تحالف استخباراتي يجمعها ببريطانيا والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلاندا، يعني أنها كانت مستفيدة من عمل سكريبال يُرجح أن تتخذ دورًا مشابها لإنجلترا في المونديال.
من جهتها دعت هيئات حقوقية في ألمانيا لمقاطعة المونديال في روسيا بسبب المذابح التي تقوم بها في الغوطة الشرقية، وحلب سابقًا وعدة مدن سورية.
عربيًا، لم تتخذ أي دولة عربية موقفًا من الهجمات الروسية على المدنيين لإيقاف حمام الدم السوري منذ بدء حملتها، ولم يجرؤ أحد من قادة العرب على إطلاق مثل هذه الدعوة لمقاطعة المونديال الروسي، بل مايزالون يجدون مع الروس مصالح لهم، والمونديال فرصة ذهبية لهم للتسويق لفرقهم التي ستشارك بحفل افتتاح المونديال، حيث تستعد فرق ودول عربية للمشاركة في هذا المونديال وسيلبسون خلالها قمصان طبعت عليها اسم روسيا وعلمها، كما سترسل الدول العربية وسائل إعلامية للتغطية وستشارك بالإعلانات التجارية، في الوقت ذاته تباد فيه مدن وبلدات سورية، ويحرق مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ بأسلحة محرمة دوليًا بالنابالم والمواد الكيمائية بطائرات روسية.
أما اللاعب البرتغالي “كريستيانو رونالدو” عبّر عن تضامنه مع أهالي وأطفال الغوطة الشرقية من خلال تسجيل مصور لمنظمة “”save the children نشره عبر حسابه على تويتر مساء الثلاثاء، داعيًا إياهم إلى الصمود وعدم الاستسلام، في حين أن اللاعب السوري “عمر السومة” عاد للمشاركة مع النظام في مباريات باءت بالخسارة بعد أن وقف إلى جانب المعارضة لسنوات.
لطالما كان كأس العالم رسالة إنسانية راقية ورمزا للمحبة والتآخي والسلام بين شعوب الأرض، وروسيا بجرائمها في سورية لا تستحق أن تكون حاملة وراعية لهذا الحدث العالمي، لذلك ناشد الناشطون السوريون الشعوب المُحبة للسلام في كافة الأنحاء دعمهم في تجريد روسيا من استضافة كأس العالم، لأجل أطفال ونساء قضوا بأسلحة روسيا التي لم تخجل عن التصريح بأنها جربت عليهم أكثر من 200 سلاح في سورية لبيعها، فهل يستحق هذا الحدث بشكل كبير لتمرير رسائل على عدة أصعدة (سياسية-اقتصادية- ثقافية- وحضارية)؟!