عبد الملك قرة محمد |
لقد أثارت التغيرات التي طرأت على الجامعات السورية في المناطق المحررة جدلاً واسعاً بين الطلاب خصوصاً والمدنيين عموماً، لا سيما بعد مشكلة جامعة حلب التي نقلت كامل كلياتها إلى أعزاز ومارع إثر رفضها الانضمام لمجلس التعليم العالي في حكومة الإنقاذ الذي شرع بتنفيذ قرار توحيد الجامعات.
صحيفة حبر التقت الدكتور (مجدي الحسني) رئيس مجلس التعليم العالي في حكومة الإنقاذ للاستفسار والإجابة عن معظم الأسئلة التي طرحها طلاب الجامعات السورية على خلفية الأحداث الأخيرة، وتأتي هذه المقابلة في إطار توضيح بعض الأمور الشائكة في ملف توحيد الجامعات خشية من انتشار الإشاعات بين الطلبة، إضافة إلى تسليط الضوء على آخر التطورات والخطوات التي يقوم بها المجلس لتطوير التعليم العالي في المناطق المحررة.
ماهي الخطوات التي اتخذتموها في سبيل تحصيل اعتراف بالجامعات السورية؟
“الاعتراف قرار سياسي، أما نحن في مجلس التعليم العالي فنسعى للحصول على اعتماد علمي لجامعاتنا، وذلك من خلال تطبيق المعايير العلمية والمحافظة عليها. ولدينا تجربتان الأولى تتجلى بدخول جامعة إدلب بالتصنيف العالمي، والتجربة الأخرى كانت بالحصول على الاعتماد العلمي لكلية الطب البشري في جامعة إدلب، وقد تم ذلك بسبب وجود إدارة واضحة لجامعة إدلب ومن خلالها راسلنا المؤسسات التي تهتم بالاعتماد العلمي وأرسلنا الوثائق المطلوبة وسنطبق هذه التجربة على باقي الجامعات.”
هل سيتم إحداث شعب تابعة لجامعة إدلب في مناطق أخرى للتخفيف من مشكلة المواصلات؟
” تسمية الجامعة تفرض علينا التبعية للمنطقة الجغرافية، وبعد أن آلت الجامعات السورية إلى مجلس التعليم العالي أصبح لدينا شعب تابعة لجامعة إدلب في معرة النعمان وكفر تخاريم، كما اُفتتحت جامعة حلب الشهباء نتيجة الحاجة المجتمعية وللتخفيف من معاناة الطلاب من المواصلات والتنقل”
ماهي إيجابيات تبعية جامعة حلب في المناطق المحررة لمجلس التعليم العالي في حكومة الإنقاذ التي انعكست على الطلاب؟
“أكدنا للطالب أنه سيستمر بالعملية التعليمية في منطقته الجغرافية، كما أبقينا على الخطة الدراسية والأقساط دون تغيير ولن يتغير شيء على الطالب سوى الختم على الشهادة، وبطبيعة الحال لا يوجد اعتراف سياسي بكلتا الشهادتين، ومن خلال تواصلي مع عدد من طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة سابقاً لمست رغبتهم بالانتقال إلى جامعة إدلب كونها حصلت على اعتماد علمي لا سيما طلاب كلية الطب في كفر تخاريم”.
كيف سيتم استقطاب الطلاب الذين رفضوا الاستمرار بالجامعات التي ضُمت إلى مجلس التعليم العالي مؤخراً؟
“الاستقطاب سيكون من خلال التطمينات التي يصدرها مجلس التعليم العالي التي تؤكد استمرار العملية التعليمية دون تغيير، بالإضافة إلى مبادة الدكاترة والمدرسين الذي استمروا بالعمل في الترتيب الإداري الجديد، وذلك من خلال توعية الطلاب بأنه لن يحدث أي تغيير علمي في الجامعة”
هل ستسمحون بافتتاح مراكز امتحانية لطلاب جامعة حلب في المناطق المحررة ضمن مناطق إدلب وريف حلب الغربي؟
“بالتأكيد لا، وإن سمحنا بذلك لكان من الأولى أن نترك الكليات، لذلك الأمر محسوم ولن يتم افتتاح شعب تابعة لجامعة حلب في المناطق المحررة سابقاً، ولا حتى خلال فترة الامتحانات.”
هل سيتم توفير طريق آمن للطلاب الذين قرروا الانتقال إلى أعزاز على اعتبار أنهم طلاب بالدرجة الأولى؟
“نؤكد أننا لن نقف بوجه الطلاب الراغبين بسحب أضابيرهم والانتقال إلى أعزاز، أما توفير ممر آمن لهم فهذا شأن أمني ولا علاقة لمجلس التعليم العالي به”
طلاب جامعة الإنقاذ الدولية اضطروا لتغيير اختصاصاتهم تبعاً للمفاضلة المعتمدة في مجلس التعليم العالي، في حين لم يتم مراعاة هذا الشرط مع طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة. ألا يُعد هذا ظلماً بحق طلاب جامعة الإنقاذ؟
“يجب بدايةً أن نميز بين الجامعة الخاصة والجامعة العامة، فجامعة حلب رغم أنها رفضت الانضمام إلى مجلس التعليم العالي إلا أننا نعدها جامعة عامة، في حين جامعة الإنقاذ خاصة، وعندما أردنا ضم الطلاب إلى الجامعات العامة فعليهم تطبيق الشروط في الجامعات العامة، وقدمنا تسهيلات للطلاب في سبيل ذلك، ونقول لطلاب الإنقاذ الذين أطلقوا هاشتاغ (من حقي أن أتعلم): حققوا المعايير لتتعلموا، كما أننا ننوه إلى أن طلاب جامعة الإنقاذ في السنة الثانية يكملون في كليات جامعة إدلب حسب اختصاصهم دون أي تغيير كونهم دخلوا جامعة الإنقاذ عندما كانت مرخصة في مجلس التعليم الثاني”
الأدوات الموجودة في جامعة حلب في المناطق المحررة، هل سيتم إعادتها إلى إدارة الجامعة إذا طالبت بها؟
“ما أعرفه أن هذه الأدوات هي عبارة عن مقاعد وكراسي، وبعض الكليات لا تحوي جهاز إسقاط، فما هي الأجهزة الموجودة في الجامعة؟ وقبل أن يتم المطالبة بالأدوات يجب أن يزودونا بالقوائم حتى نأخذ القرار بإعادتها.”
جامعة حلب الشهباء لا تضم كافة كليات جامعة حلب في المناطق المحررة، كما أنها اشترطت تحقيق معيار العدد حتى يتم افتتاح كليات جديدة، فما هو مصير الكليات ذات العدد القليل لا سيما في السنة الثالثة والرابعة؟
“بعض الكليات تحوي خمسة أو ستة طلاب، وهؤلاء لهم علينا أن نوفر لهم نقلاً بأجور رمزية ليكملوا تعليمهم في جامعة إدلب.”
ما موقفكم من منشورات الطلاب التي تنتقد أو تهاجم مجلس التعليم العالي؟ وهل هناك تطمينات للطلاب بعدم ملاحقتهم على مواقع التواصل؟
“من خرج على بشار الأسد لن يخاف من (مجدي الحسني) ولا من غيره، لذلك أكدنا بأننا لا نلاحق أي أحد بسبب رأي أبداه على مواقع التواصل الاجتماعي، أما ما يرتبط بالإساءة الشخصية فهذا حق شخصي ومن حقي المطالبة به، في حين التعليقات المسيئة أو المخلة بالأدب على صفحة التعليم العالي نقوم بحظر صاحبها فقط لأنها صفحة رسمية”
أليس من الأولى أن نقوم بتوحيد المدارس قبل توحيد الجامعات؟
“هذا الموضوع ليس من اختصاصي، وأنا لست مسؤولاً عن ملف التربية، وأعتبر أن توحيد ملف التعليم العالي أحد أهم الإنجازات التي قمنا بها رغم التشويه وتصيد الأخطاء.”
صحيفة حبر تشكر الدكتور (مجدي الحسني) رئيس مجلس التعليم العالي الذي خصّ الصحيفة بهذه التصريحات حول ما يمرُّ به التعليم العالي الآن، وعن الآمال المعقودة لرفع سوية الجامعات السورية مستقبلاً.
1 تعليق
طالب
كمان حبر تتبع الاعور الجولاني؟