إن التفكير خارج الصندوق ليست معادلة مستحيلة، كما أنها ليست أمراً سهلاً كما يعتقد البعض، إنه أمر يحتاج لكثير من المرونة العقلية، يحتاج إلى تجاور الوعي والحرية في بيئة عقلية مثخنة بضربات الماضي التي تحولت إلى قولبة يصعب الخروج منها إلى أشكال جديدة كلياً .دائماً يحاول العقل أن يبحث عن الراحة في كل المشكلات التي يواجهها، أن يجد حلولاً ضمن الطرائق المعتادة للتفكير، أو لنقل ضمن الصناديق المعتادة، أن يركن إلى عادات تفكير معينة تربى عليها، قد تكون تقليدية، وقد تكون مليئة بالجدّة والابتكار، ولكن حتى التفكير الإبداعي لا يخلو من الصندقة حينما يصير هو الغاية، هو الطريقة التي نؤمن أنها الحل القادم مع تجاهل لكثير من الأشياء التقليدية مهما كانت صحيحة فقط لأنها معتادة، لا تمثل تلك النظرة الإبداعية التي ينطلق منها صاحب التجربة .أن تفكر خارج الصندوق هو أن تفكر بطريقة مختلفة، مختلفة فقط عن كل ما اعتدت عليه، أن تفتح الأفق لخيالك ولعينيك لترى الصورة الكاملة، لتحاول البحث عن كل الحلول الممكنة بطريقة فطرية، بعيدة عن الانحياز لأفكار وطرائق مسبقة مع عدم التخلي عنها بشكل كامل .هناك الكثير مما نهمله في الحياة من الأمور شديدة البساطة، ربما تكون غاية في الابداع، كما أنّ هناك حجم كبير من الأفكار التي توصف بالابتكار لن تكون نافعة ضمن ظروف واقعية شديدة الصعوبة، أن تفكر بطريقة مختلفة هو أن تستطيع أن تفتح عينيك على الأمرين معاً .. أنه ليس أمراً سهلاً خاصة ونحن نلهث لإيجاد حلول لمشاكل أصبحت الدماء هي فاتورة الزمن الذي يستهلك من أجلها، ولكن بعد أربع سنوات ونيف ربما علينا أن نؤمن بضرورة المجازفة عسى أن نستطيع الوصول إلى حلول اكثر استدامة .يتبع … المدير العام / أحمد وديع العبسي