بقلم : المدير العام اعتقد أنني فيما سبق استطعت أن أصف هذا الصندوق الذي نصرّ على المكوث داخله حيث الراحة والسكينة، حيث كل ماهو معتاد ومجرب، وجدير بالإنجاز والنجاح الذي نكدسه فرادى ليتحول في أفضل حالاته إلى قصص نعلم بها العالم كيف تصنع النجاح، حاولت أن أقلب الطاولة على توسعة هذا الصندوق، والدعوة إلى تحطيمه، حاولت أن أميّز بين الإيمان المطلق، وذلك الفكر المتجدد، الذي يرسخ الإيمان أكثر في القلوب والنفوس، مع الحاجة لكل ذلك دفعة واحدة .الجديد الذي سأختم به في مقالتي هذه، هو تلك الفكرة التي لا تلعن أي شيء .سأكون اكثر صراحة ووضوحاً، أكثر منطقية من أجل أن نصل إلى حيث ينبغي في تفكيرنا لإيجاد حلولٍ لمشكلاتنا، تعالوا لنجرب الصندوق مرة أخرى، تعالوا لنكون أكثر قدرة على التحكم به، لنقولب فكرنا في المواضع التي تحتاج على قولبة، ولنعلنها حرةّ عندما نشعر أننا بحاجة للحرية، هذه هي الفكرة الحقيقة التي تجعلنا خارج الصندوق بطريقة حقيقية، أعلم أن كثافة المفردات ستجعل ما أكتبه معادلة رياضية تحتاج تحليلاً وتركيباً للوصول إلى نتيجتها، لست فيلسوفاً أو مفكراً فريداً، بقدر ما أؤمن بنهج رسالة سماوية تبرع في تقديم الحلول للمتفكرين .إنها صفعة للتفكير أن تطلب منه التحرر والانغلاق في وقت واحد، صفعة لقدرات اعتدنا عليها، ولكنني أؤمن أن الحرية وطرق التفكير الجديدة والمختلفة، هي استبداد فكري جديد، سرعان ما يصبح سجناً على هيئة صندوق متسع إذا ما تم فرضه على عقولنا واقناعنا بالمطلق أن لا حلّ إلا بذلك.المطلق الوحيد هو أننا نمتلك قدرات كبيرة ضمن مجالنا الذي خلقنا فيه، قدرات تستعصي على التكون باتجاه واحد، قدرات متفاوتة بتفاوت حاجاتنا في الحياة، ولكننا نمتلك الإرادة الحرة في اختيار طريق أداء دورنا، ونعلم أن للآخرين أدواراً تتطلب منا أن نفهم ماهم عليه، أن نتفهم ذلك . أن نكّف عن الظن بأننا الفرقة الناجية التي لم يهدّ أحد سواها، أو بأننا العباقرة الذين لن يهتدِ للحل سواهم، أو أننا النخبة التي ستفعل وتنجز وتغير، وتقرر الحقائق باجتهادها ليؤمن بها الآخرون بصمت، الجميع جدير بذلك، جديرون بالمحاولة، وإن حجم بلدٍ يمتد على ملايين الناس يحتاج لهذه الملايين ليصنع نهضته، يحتاج لأن يؤمن هؤلاء أنهم قادرون، أن تكون خارج الصندوق، هو طريقة أنت تقررها ولا يمليها أحدّ عليك. أ”َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا” المدير العام / أحمد وديع العبسي