حسام العبيد |
ترافقت أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري، مع موجةٍ مشابهة لكنها أقل حدّةً في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
فقد شهدت محافظة إدلب المحررة ارتفاعاً ملحوظاً في سعر المحروقات والمشتقات النفطية، تزامن ذلك مع حديثٍ دار في الشارع اتهم فيه المدنيون بعض الفصائل بتهريب المادة إلى مناطق النظام.
ويُقدر بعضُ تجار المحروقات الذين التقتهم حبر نسبةَ الزيادة في اﻷسعار مقارنةً باﻷسبوعين الفائتين، بما يقارب الـ 15%.
فيما اختلف الناس حول سبب تلك الزيادة، التي عزاها “مؤمن” صاحب محطة صغيرة لبيع المحروقات، إلى احتكار التجار الذين أسماهم بالحيتان، وقال: “استغل هؤلاء التجار أزمةَ النظام بالمحروقات، وبدأت رحلة التهريب، ضاربين بعرض الحائط حاجة الناس هنا”.
وألمح (ن. س) عامل في إحدى الكازيات أنّ “فصائل المعارضة جميعها مسؤولة أمام الله عن تدهور أسعار المحروقات جراء التهريب المتواصل.” وأشار في الوقت نفسه إلى ارتفاع سعر صرف الدوﻻر أمام الليرة السورية، باعتباره سينعكس حتماً على الشراء والبيع.
فيما يتم تداول إشاعة في الشارع، تشير إلى دور لشركة (وتد) في احتكار المادة.
يُشار إلى أنّ أسعار المحروقات كانت خلال اﻷيام القليلة الفائتة على النحو التالي، حتى تاريخ إعداد التقرير: (ليتر البنزين الأوكراني المستورد 450 ل.س، ليتر مازوت رميلان مكرر 250 ل.س، ليتر المازوت الأوروبي المستورد 375 ل.س، أما أسطوانة الغاز فبلغ سعرها 5200 ل.س.)
وتوضح اﻷرقام التالية فوارق السعر خلال اﻷسابيع التي سبقت الزيادة، بحسب ما رصدتها حبر: (سعر برميل المازوت نوع جيد سعة 220 ليتر ارتفع إلى 55 ألف ليرة سورية، بعد أن كان منذ أسابيع قليلة بـ 48 ألف ليرة سورية، وسعر برميل المازوت الأوكراني المستورد إلى 90 ألف ليرة سورية، وبرميل البنزين الأوكراني المستورد أيضًا بـ 90 ألف ليرة سورية.)
بدورها عزّت شركة (وتد) بحسب معرفاتها الرسمية تلك الزيادة إلى سببين رئيسين؛ “ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، وارتفاع أسعار المحروقات الأوروبية التي يتم استيرادها من تركيا، عبر (معبر باب الهوى) الحدودي”. ولم تتمكن حبر من التواصل مع المسؤولين في الشركة لتستوضح المسألة.
حقيقة الأمر أن المحروقات متوفرة في إدلب، إﻻ أنّ صحيفة حبر استطاعت تسجيل امتعاض الشارع، وتحميل فصائل المعارضة مسؤولية ما يجري دون استثناء.
واعتبر “م. ع”؛ أنّ من يقوم بهذا الدور عميل للنظام المجرم وشريك في قتلنا.
فيما يرى “معتز” عامل في محل مأكوﻻت سريعة، أنّ ما يحدث يهدف إلى خنق الناس في المناطق المحررة، وكل ما من شأنه إنعاش النظام المتآكل هو جريمة.
بدروه السيد “خالد الخضر “مدير التجارة والتموين، في حكومة اﻹنقاذ تحدث عن الموضوع في لقاءٍ أجريناه معه، يقول: “سبب ارتفاع أسعار المحروقات أن المحروقات الأوربية يتم شراؤها بالدولار، وهناك ارتفاع بسعر الدولار أمام الليرة السورية؛ والسبب الآخر هو تخفيض الكميات القادمة من تركيا باتجاه المحرر، بالإضافة إلى تلاعب التجار في الأسعار واحتكارهم لهذه المادة “.
وأضاف: “عملت حكومة الإنقاذ على التنسيق مع شركة (وتد) وستبدأ الحكومة بمنح التراخيص للمندوبين ونقاط البيع، وحين ننتهي من التراخيص سيكون لدينا قدرة على المتابعة، بالإضافة إلى أنه سيكون لدينا معلومات كاملة عن الكميات التي حصل عليها المندوبون والتجار والكميات التي تم بيعها من قِبل كل مركز وسنقوم بوضع آلية لهذه المسألة”.