لا تختلف أساليب القتل بالنسبة للموتى، ولا بالنسبة لذويهم، فالموت هو النتيجة، ولا يمكن لأي ردة فعل أن تعيدهم أحياء.
يهتز هذا العالم المشبع بالجريمة اهتزاز راقصة متعثرة لمقتل 100 إنسان بالسلاح الكيمائي في خان شيخون معظمهم من الأطفال، لكي يعلن رفضه لتلك الأساليب اللاإنسانية في القتل، فالقتل نفسه لم يعد جريمة، وإنما أساليبه فقط هي التي يحكم عليها بالإجرام أو الإنسانية، كما حكم سابقاً على السلاح الكيماوي الذي ضرب الغوطة وقتل يومها حوالي 1000 إنسان، بأنّ عليه أن يخرج من سوريا، بينما يبقى القاتل حراً طليقاً يمارس القتل بأساليب إنسانية، تتناغم مع هذا العالم الاخرق.
ترمب مجنون الولايات المتحدة يضرب مطاراً للنظام صباح أمس، ليقول له تباً لك، “بلغة الترجمة التي عهدناها”، ألا يمكنك استخدام طرق أفضل للقتل؟، ألا يمكنك أن تقتلهم بحيث لا نراهم؟ ونحن الذين من حقنا أن نفرح لأي ضربة توجه لهذا النظام، يقفز الخذلان إلى رؤوسنا فورا، ليخبرنا باستحالة وقوف هذا العالم إلى جانب الحق .. علينا أن نبقى مستعدين للأسوأ ..
لا يوجد الكثير مما يمكن قوله هنا، ولكن الحرية التي خرجنا من أجلها ما زالت تستحق، والدماء التي سفكت والأرواح التي أُزهقت تثقل الأمانة، وهذا الطريق سيكتمل ولو بعد أجيال متلاحقة
الهزيمة ضلَّت طريقها إلينا، ولم تعد الخسارات مهما كبُرت بإمكانها أن تثني عزائمنا، فالثأر حق، والحقد حق، والانتقام حق، والقتل لدفع القتل حق، واليأس خيانة ..
“ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”
المدير العام | أحمد وديع العبسي