بقلم: عروبة نورانيسورية كانت ومازالت بلداً ليس كغيره من البلدان، ولكنَّ بعض حثالة التاريخ نزعوا منها ثوب الفرح وألبسوها ثوب الترح.سورية الآن مسرح للصراع الدولي بين الأمم، سورية الآن تنزف جراحها وتتألم، وأطفالها يتألمون ويصرخون، هي الآن مسرح دموي يبكي القلب؛ ولايزال العرب والغرب في صراع حولها، وكلُّ دولة تشدُّ جماعة إلى طرفها الخاص، فأمريكا وغيرها تشدُّ إليها بعض قوى المعارضة بحجة الوقوف إلى جانب الشعب الثوري، وروسيا والصين وإيران يشدون إليهم النظام المجرم السفاح، كي يتشكَّل لدينا الاتجاه المعاكس، وكلُّ فئة تدعم فئتها، ليبدأ الصراع بين الطرفين في أرض سورية وعلى ترابها الطاهر المضرَّج بدماء الشهداء، ويجعلونها ساحةً للحرب، فالكثير منَّا أصبح مدركًا أنَّ أكبر قوتين ألا وهما أمريكا وروسيا تتصارعان على أرض سورية التي بقي أبناؤها متسلحين بالأمل إزاء ما يحدث في بلدهم، فبعض الأطفال والنساء والشيوخ قد استشهدوا في سبيل إعلاء كلمة الدين وصون العِرض، ولكن لن يهزم شعبٌ آمن بقدرته على تحقيق النصر رغم سكوت العالم واكتفائه بتأدية دور المتابع، وكل ما صدر عن العرب جاء تحت مسمَّيات: سنفعل، وسنحرر، وسنعمل، ونغير… إلى ما هنالك من تسليف ووعود كاذبة.فما ذنب أطفالِ سورية اللذين لا علاقة لهم بكل ما يحصل؟! يقتلون ويعذبون عل أيدي أناسٍ لم تجد الرحمة سبيلا إلى قلوبهم.ويبقى السؤال ويكبر على الشفاه: أمَا آن للضمير العربي أن يصنع شيئا؟ أمَا آن أن يتكلم ويفعل ما عجز عنه لسنوات؟ فهو دائما يتكلم ولا يفعل، هذه هي مشكلة العرب، بصيرة عمياء، وعقول جامدة.أين أنتم من الذي يحصل في سورية الحبيبة؟! كفاكم اجتماعات لاهية لا تغني ولا تسمن من جوع، فإمَّا أن تقفوا إلى جانبنا، أو دعونا نبني مستقبلنا بأيدنا، فموتنا أصبح أهون من طلب العون منكم أيُّها اللاإنسانيون.