عبد الملك قرة محمد
تعدُّ ظاهرة خطف الأطفال أحد أهم القضايا التي شغلت الرأي العام في الفترة الأخيرة وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي بثّت أخباراً وصوراً قال ناشروها إنّها لأطفال تمّ اختطافهم من قبل مجهولين وتركّزت معظم حالات الخطف في ريف حلب الغربي إضافة لانتشار واسع في أرياف مدينة إدلب.
وبالنسبة لريف حلب الغربي فقد تجاوزت حالات الخطف التي تمّ نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي العشر حالات لكن لم تثبُت منها إلّا حالة واحدة لخطف شابٍ في ظروف غامضة ثم تمّت إعادته إلى ذات المكان الذي خطف منه دون ورود أي معلومات عن هُويّة الخاطفين أو السبب وراء عملية الخطف حسب شهادة الأهالي أما الحالات الأخرى فكانت عبارة عن أخبارٍ خلَّبيّة تستند على نشر صورٍ مزوّرة وتحذيراتٍ كاذبة وغير واقعيّة تفاعل معها روّاد المواقع الاجتماعيّة مما أدّى لانتشارها على نطاقٍ واسع.
ضحايا مدنيّون جدد تخلفهم وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشر إشاعات هدفها الأول هو نقل صورةٍ سيّئةٍ عن المناطق المحرّرة التي يديرها الثوار وهذه الصورة تسكنها عدة ملامح أولها غياب الأمن والأمان وانتشار حالات الخطف والمداهمات والاعتقالات العشوائيّة وملامح أخرى يحاول بعض ضعاف النفوس ترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال دعوة الناس إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس إضافة إلى عدم إرسالهم لرفع قاطع الأمبير ليلاً خوفاً من المجموعات التي تقوم بخطف الأطفال بهدف تجارة الأعضاء البشريّة وبالتالي فالمناطق المحرّرة التي يديرها الثوار لا أمن فيها ولا أمان!!
أما في ريف إدلب أكّدت الجهات الأمنيّة أن الأنباء التي أفادت باختطاف أطفال بغية تجارة الأعضاء ما هي إلا إشاعات هدفها بثّ الخوف وزيادة الاضطراب داخل المناطق المحرّرة وبين ساكنيها.
صحيفة حبر زارت مركز شرطة إدلب الحرة والتقت الرائد حسين رئيس قسم الإعلام الذي أكد أن جميع الأخبار المتناقلة على وسائل التواصل الاجتماعي هي عبارة عن إشاعاتٍ لا تخدم إلّا النظام ومن يواليه و هدفها بثّ الذعر والهلع بين الأطفال والأخوة المواطنين الذين قام عددٌ كبيرٌ منهم بعدم إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفاً من ظاهرة الخطف بغية تجارة الأعضاء.
يتابع الرائد حسين كلامه “لم تثبُت لنا سوى حالة خطفٍ واحدة سجّلها مركز الشرطة في مدينة معرة النعمان بحق شابٍ نازحٍ من مدينة مورك في ريف حماة بينما أكدت الفروع الأمنية الأخرى في ريف إدلب زيف الادعاءات التي بثها مواطنون على الفيس بوك بشأن حالات الخطف كما أن الشرطة الحرة قد زادت عدد الدوريّات الليلية في معظم المناطق على خلفيّة هذه الإشاعات”
وعن دور الشرطة التوعوي من هذه الظاهرة قال الرائد ” لقد قمنا بالتحذير من خطورة الترويج لمثل هذه الإشاعات عن طريق التقارير المصوّرة التي تم بثها عبر الصفحات الخاصة بشرطة إدلب الحرة على وسائل التواصل”
وبعد انتشار عدة حملات توعويّة لوحظ انحسارٌ واضحٌ لهذه الظاهرة على صفحات التواصل وعلى رأسها الفيس بوك بعد التأكد من أنها ادعاءات كاذبة هدفها المساهمة في زرع اليأس في قلوب المدنيين لا سيما في هذه الحالة الصعبة التي تمر بها المناطق المحررة وهنا لابدّ من التذكير بضرورة الـتأكّد من صحة أيّ خبر قبل نشره على الصفحات والمواقع مما قد يساهم في تخفيف عدد وحجم الإشاعات التي تغزو مناطقنا المحررة بشكل واسع على اختلاف مضمونها.