غسان الجمعة |
رغم إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم داعش في آخر معاقله في الباغوز، ومن قبله نظام الأسد بعد سيطرته على درعا وحوض اليرموك بدعم الروس أعلن كذلك، إلا أن كل الأطراف المعنية غصَّت بهزيمة صديق عزيز على مبدأ مكره أخوك لا بطل، حيث فُقدت شماعة سفك الدم والوصول إلى المصالح على ظهر دابة العصر داعش.
فقسد التي تحتضن العشرات من خلايا التنظيم وخصوصاً في المناطق العربية لا تريد إنهاء التنظيم لأكثر من هذا الحد للبقاء في مناطق خارج حاضنتها الديمغرافية وللحفاظ على مواردها من دول التحالف ولتبقى محصنة ببقاء قوات تلك الدول التي لا تستعجل بدورها أيضاً اجتثاث بقايا التنظيم لأسباب تتعلق بالرأي العام داخلها وللحفاظ على ذريعة بقائها الشرعية لتحقيق مصالحها وأطماعها.
وبالانتقال إلى الجانب الآخر استدرك الأسد مؤخراً خطأه وأطلق سراح العشرات من قيادات التنظيم حسب وسائل إعلام محلية سورية، فقد شُوهد العشرات من قادات التنظيم في قرى حوض اليرموك، حيث تفاجأ الأهالي بوجوه لشرعيين وقادات وعناصر قُدر عددهم بثمانين شخصًا فماذا يريد الأسد من هؤلاء؟!
تعاني مؤسسات الأسد الأمنية من عقلية الروس السادية رغم أن الفارق ليس بشاسع بينهما، حيث أنجزت موسكو عبر استخباراتها مصالحات الجنوب بفترة قياسية منحت فيها مقابل إغلاق ملف درعا هامشاً من الاستقلالية وبعض الضمانات الأمنية لما بات يسمى بفصائل المصالحات، حيث أبقتها في قراها بسلاحها الخفيف و ألحقتها شكلياً بجيش الأسد ونظمت صفوف بعضها وزجتها بمحرقة إدلب دون أن تُفكر بعمق عقلية النظام الأمنية التي تريد مشاهدة كل مظاهر الذل والخضوع في المناطق المسيطر عليها، بينما سعى الروس لمصالح عسكرية و سياسية على مستوى أكبر وأبعد.
هذا التحدي الذي تعاينه ميليشيات الأسد في مناطق سيطرتها لا يمكن اختراقه إلا من خلال إعادة تفعيل خلايا التنظيم عبر تقديم خدماتها بعمليات تترك آثار التنظيم ووجود من يتبناها، وعندها ستجد ذريعة بل دعماً لاستباحة ممنهجة ودقيقة لكل من يشك بولائه للأسد في أرياف درعا.
كما أن العمليات التي تنفذها المقاومة الشعبية تُشكل هاجساً للنظام بتبني حرب العصابات وتثير تعاطف البيئة الشعبية التي هُجرت ثورتها، وهو ما دفع مخابرات الأسد للاستعانة بداعش لوضع تلك المناطق أمام خيار الموت أو الأسد، ولتتمكن أيضاً من تنفيذ حملاتها الأمنية متذرعة بالقضاء على خلايا تنظيم.
ومن جهة أخرى لا يختلف الوضع كثيراً عن درعا في السويداء التي تتمتع منذ سنوات بنوع من الاستقلالية، حيث يُوجد فيها قوات شيخ الكرامة التي لم يعد يرى النظام لوجودها سبباً بعد أن لاذ بغطائها لسنوات، وقد عاندت هذه القوات مخططات الأسد في فرض قبضته الأمنية من جديد على المحافظة وباتت ملجأ للفارين من جحيم خدمته الإلزامية وللمطلوبين للأفرع الأمنية.
فهل يستطيع نظام الأسد الاستمرار باللعب بفزاعة داعش أم أنه سيكشف بوضوح أكبر من فعلته السابقة في السويداء عندما نقل ومول عناصر التنظيم لارتكاب مذبحة بقرى بني معروف وعاد ليستقبلهم بصورة المخلص؟!
2 تعليقات
عمر المناصير
ما حدث ويحدث لمسلمي الروهنجا…يا تُرى هل لا يوجد في العالم إرهاب أو إرهابيين إلا إرهاب داعش…فالموت الذي تم صنعه على أيدي المليشيات الشيعية لم تصنعه داعش….من يُتابع قناة العربية والعربية الحدث وغيرها من القنوات ووسائل الإعلام المحسوبة على أهل السُنة عند تناولهم للإرهاب وصناعة الموت يجد أن تركيزهم على القاعدة وداعش…فوق داعش تحت داعش….لماذا التركيز على داعش…. حتى أظهروا للعالم وكأن الإرهاب والتطرف ليس لهُ مصدر إلا اهل السُنة من المُسلمين..هل لأنهم من اهل السُنة مع أن السُنة ودين الله منهم براء…فهم خوارج على دين الله وما وُجدوا إلا لتشويه دين الله …وهم صناعة إيران والفرس المجوس والصهاينة والصليبيين….لماذا لا يتم الإلتفات لجرائم ولمن أرتكبوا من الجرائم أضعاف ما أرتكبته داعش وبطريقة افظع ويندى منها الجبين..فما حدث ويحدث في العراق وسوريا وحتى اليمن من قبل المليشيات الطائفية الشيعية العراقية والإيرانية ومن شبيحة بشار وجنوده لا يُقارن بما فعلته داعش….فالذبح على السكت وما جرى ويجري في الخفاء اعظم…..فمن هجر البشر ودمر الحجر ومن دمر الموصل وغير الموصل من مُدن ليس داعش بل من دمر مُدن ومحافظات أهل السُنة في سوريا والعراق هُم الشيعة بحجة محاربة داعش… فهذه المدن بقيت كما هي طيلة سيطرة داعش عليها وما دمرها إلا المليشيات الطائفية وعلى رأسها الحشد الشعبي الطائفي الإيراني الصفوي..من أرتكبوا فظاعات في العراق وسوريا لم تمر عبر تاريخ البشر ولم يرتكبها أي من البشر المتوحش ..هل تستطيعون إجراء لقاء مع اي مُجرم من مُجرمي المليشيات الشيعية الطائفية…أو مع شبيح من شبيحة بشار الأسد…فما فعله ما يُسمى أبو عزرائيل ربما يفوق ما فعلته داعش
Pingback: منتدى (أسعى) رسالة الإنسانية – ABDUL- KAREEM-THALJI